بعد ساعات من تبنى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) مشروعى قرارين من فلسطين والأردن، ينكران أى علاقة تاريخية بين اليهود والأماكن المقدسة فى القدسالمحتلة خاصة المسجد الأقصى رحبت الحكومة الفلسطينية بالقرار ودعت فى الوقت نفسه المجتمع الدولى لتحمل مسئولياته لوقف انتهاكات الاحتلال ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية والمواقع الأثرية، بينما قررت إسرائيل تعليق تعاونها مع المنظمة الدولية. ويهدف مشروعا القرارين اللذين سيتم عرضهما الثلاثاء المقبل للتصويت أمام المجلس التنفيذى لليونسكو، إلى «الحفاظ على التراث الثقافى الفلسطينى وطابعه المميز فى القدسالشرقية». كما يطالب مشروع القرار إسرائيل «القوة المحتلة، بإتاحة العودة إلى الوضع التاريخى الذى كان قائما حتى سبتمبر من عام 2000، إذ كانت دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية، السلطة الوحيدة المشرفة على شئون المسجد». كما يطالب إسرائيل بوقف انتهاكاتها بحق المسجد. وقد اعتبرت الحكومة، فى بيان للناطق باسمها يوسف المحمود، أن اليونسكو «أعلنت بوضوح رفضها للسياسات الإسرائيلية بحق التراث والمؤسسات التربوية وقرارها الأخير يدين الاحتلال ويعبر عن الرفض الدولى لخطواته كافة، ويؤكد بطلان ادعاءاته وسياساته»، وقال المحمود إن »منظمة اليونسكو بما تمثله من ضمير عالمى فى حماية التراث الثقافى الإنسانى وبما تحمله من رسالة إنسانية وثقافية وسياسية تضيف قرارا مهما إلى قراراتها الرافضة للاحتلال، التى تؤكد الاعتراف بالوضع التاريخى والدينى والثقافى الحقيقى والطبيعى فى مدينة القدس العربية عاصمة فلسطين». ومن جانبه، قرر وزير التربية والتعليم الإسرائيلى نفتالى بينيت تعليق كل نشاط مهنى مع اليونسكو على الفور بعد تصويت إحدى لجانها على مشروعى قرارين حول القدس، وقال الوزير الذى يشغل أيضا منصب رئيس لجنة إسرائيل لدى اليونسكو فى بيان «وفقا لهذا التصويت ستتوقف فورا كل مشاركة ونشاط مع المنظمة الدولية ولن تجرى أى لقاءات أو مقابلات، ولن يجرى أى تعاون فنى مع منظمة تقدم الدعم للإرهاب». وكان اليونيسكو قد تبنى أمس مشروع قرار فلسطيني- أردنى مشترك ينكر أى علاقة تاريخية بين الشعب اليهودى والأماكن المقدسة فى القدس، بعد أن صوتت لصالحه 24 دولة فيما عارضته 6 دول وامتنعت 26 دولة عن التصويت، فيما تغيبت دولتان وهو قرار انتقدته إسرائيل بشدة. وصوت لصالح هذا القرار المهم كل من:البرازيل، والصين، ومصر، وجنوب إفريقيا، وبنجلادش، وفيتنام، وروسيا، وإيران، ولبنان، وماليزيا، والمغرب، وماوريتسيوس، والمكسيك، وموزنبيق، ونيكاراجوا، ونيجيريا، وعمان، وباكستان، وقطر، وجمهورية الدومينيكان، والسنغال، والسودان. وقد عارض القرار كل من: الولاياتالمتحدة، وبريطانيا، وليتوانيا، وهولندا، واستونيا، وألمانيا. ويتضمن القرار بندا خاصا يتعلق بالحرم القدسى مكانا مقدسا للمسلمين فقط، ويظهر القرار الأسماء العربية الإسلامية للمسجد الأقصي، والحرم الشريف وساحة البراق الذى سعت إسرائيل بشكل مستمر لتزوير هويته الإسلامية بإطلاق مسمى «حائط المبكي» عليه. كما قررت اليونسكو - التى تضم 58 دولة - إرسال لجنة تحقيق لتقصى الحقائق حول مساس «إسرائيل» بالأماكن المقدسة للمسلمين فى مدينة القدسالمحتلة. ميدانيا، فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلية إجراءات أمنية مشددة بمحيط المسجد الأقصى المبارك، بعدما سمحت سلطات الاحتلال لنحو 250 مصليا، تزيد أعمارهم على 50 عاما، بمغادرة قطاع غزة باتجاه مدينة القدسالمحتلة لأداء صلاة الجمعة فى المسجد المبارك. وقامت شرطة الاحتلال بممارسات استفزازية تجاه المصلين وأخضعتهم للتفتيش بشكل غير مسبوق، وذلك تزامنا مع ذكرى مجزرة قبية. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن قوات الاحتلال أوقفت الفلسطينيين أمام باب المطهرة (من أبواب المسجد الأقصى الرئيسية) وفتشتهم بأسلوب استفزازي. وكان مصلون من القدس وداخل أراضى 48 شرعوا للوصول إلى المسجد الأقصى للمشاركة فى صلاة الجمعة برحابه الطاهرة، حيث حلت أمس ذكرى بدء أحداث مجزرة قرية قبية والتى تمت فى 14 أكتوبر 1953 قرب رام الله، التى نفذتها العصابات الصهيونية، واستشهد خلالها 67 فلسطينيا بالإضافة إلى عشرات الجرحي.