كيف أحمى نفسى من الجماعات المتطرفة؟ وما هو الانتماء؟ وما ضوابط حرية الفكر والاعتقاد فى الإسلام؟ وماذا عن مفاهيم الولاء والبراء والجهاد والتى تروج لها الجماعات المتطرفة فى أوساط الشباب؟ كانت تلك التساؤلات أبرز ما جاء فى لقاء شباب سيناء مع قافلة علماء الأزهر ودار الإفتاء المشاركين فى البرنامج التدريبى الذى نظمته الرابطة العالمية لخريجى الأزهر بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة تحت عنوان: (الوسطية منهج حياة) للشباب بمحافظة شمال سيناء. وذلك فى إطار إستراتيجية الأزهر لتصحيح المفاهيم الإسلامية المغلوطة وترسيخ ثقافة السلم والأمن ومبادئ الوسطية الصحيحة، وكيفية الاستفادة من الشباب فى مكافحة الإرهاب والتطرف. وعقد المشاركون فى البرنامج التدريبى عددا من اللقاءات الحوارية مع الشباب المشاركين من أبناء سيناء باعتبارهم حماة للوطن وحماة للثغور المصرية، ممن يقفون فى المواجهة. ويستهدف البرنامج الفئة العمرية من 18-35 عامًا، حضره ما يقرب من100 شابٍ وفتاة من مدن العريش والشيخ زويد وبئر العبد ورفح، وتضمنت أولى فعالياته عقد لقاء حوارى مع المشاركين بالبرنامج بهدف الوقوف على أفكارهم وثقافتهم، بما يخدم أهداف البرنامج التدريبي. وقد تفاعل الشباب، مع المحاضرين، وطرحوا أسئلتهم واستفساراتهم حول بعض الموضوعات الملتبسة عليهم. وضم وفد الرابطة الدكاترة خالد عمران أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية, وتامر خضر عضو هيئة التدريس بكلية اللغات والترجمة, وأحمد عبد الحميد، مدير إدارة المكاتب الداخلية بالرابطة, وحسين سعودى مدير إدارة المكتب الفنى بالرابطة, كما ضم وفد وزارة الشباب والرياضة الدكتور سمير غنيم، محاضر التنمية البشرية, وطومان محمد سعيد عضو الإدارة المركزية للبرامج الثقافية والتطوعية. جاءت ردود المحاضرين انطلاقًا من منهجية الأزهر بوسطيته واعتداله، بهدف دعم انتمائهم وترابطهم فى مواجهة التيارات المتطرفة، واجمع الحاضرون على ضرورة حماية الفرد والمجتمع من الفئة الضالة التى تتمسح بالدين، والدين منهم براء. وجاءت أولى فعاليات البرنامج التدريبى بالمدينة الشبابية بالعريش حيث ألقى د. تامر خضر عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر, محاضرة بعنوان “ حرية الاعتقاد فى الإسلام” , تناول فيها الحرية الفكرية وحرية الاعتقاد وكيف كفلهما الدين الإسلامي, مؤكدا أن الفهم المغلوط للدين والفهم الخاطئ لبعض النصوص الشرعية المقتطعة هو سبب ما يحدث الآن للمسلمين. وأشار خضر أن رغبة البعض فى إنشاء حزب أو جماعة بشكل محدد ومنهج معين أدى إلى اقتطاع بعض النصوص الشرعية من سياقها بهدف استخدامها فى خدمة بعض المناهج المنحرفة وترسيخ أفكارها. وأوضح خضر أن الحرية هى القدرة على القيام بالفعل أو تركه دون إجبار أو قهر، والعقيدة هى ما يؤمن به الإنسان من ثواب تجاه دينه. وأشار إلى أن المتطرفين يبنون معلوماتهم على السمع والطاعة وهم لا يعرفون شيئا عن حقيقة الدين الإسلامى الحنيف بوسطيته وتعاملاته. كما ألقيت عدة محاضرات لتفنيد أفكار التيارات المتشددة وقد ألقى الدكتور تامر خضر محاضرة حول مفاهيم «الولاء والبراء» وعلاقتها بالانتماء حيث أشار فيها إلى أن غير المسلم ليس بعدو، والأعداء الحقيقيون هم الذين يعتدون علينا وعلى أوطاننا. وأوضح أن إباحة قتل من يتعامل مع غير المسلمين من أهل الكتاب بدعوى موالاة غير المسلمين هو فهم مغلوط لصحيح الدين الإسلامي، وللنصوص الشرعية. وأضاف أن الولاء لجماعة أو فرقة أو حزب يتحدث باسم الدين هو ولاء مغلوط، فالولاء الحقيقى يجب أن يكون لله، حيث يقول سبحانه وتعالى: «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا». وأكد الدكتور تامر خضر أن المفهوم الحقيقى للولاء والبراء يمكن توصيفه حاليًا بالانتماء لله ورسوله ودينه، والتبرؤ والبعد عن كل ما يخالف شرع الله الحنيف.