أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، دعم مصر الكامل جميع جهود السلام والاستقرار والتنمية فى السودان الشقيق، والسعى يدا بيد مع الإخوة السودانيين على هذا الطريق، مبينا الحرص الشديد على تكثيف أوجه التعاون المشترك بين البلدين. كما أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس بشجاعة الرئيس السودانى عمر البشير كرجل دولة فى اتخاذ القرارات المصيرية التى يكون من شأنها الحفاظ على مصالح السودان العليا، معربا عن تقديره لمبادراته الوطنية من أجل العمل على تحقيق وحدة الصف السوداني. جاءت تصريحات الرئيس فى كلمته التى ألقاها خلال مشاركته فى الجلسة الختامية للمؤتمر العام للحوار الوطنى السودانى فى الخرطوم، والتى شارك فيها أيضاً رؤساء تشاد وأوغندا وموريتانيا، بالاضافة إلى أمين عام جامعة الدول العربية وعدد من ممثلى الدول والمنظمات الإقليمية والدولية. وأعرب الرئيس عن ثقته فى أن حكمة الرئيس البشير المعهودة ستمكنه مجدداً من حشد كل القوى المخلصة لأبناء السودان واستكمال الطريق باتجاه تحقيق ما تم التوافق عليه فى إطار الحوار الوطنى من العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تستأنف جهود تطوير الأوضاع الاقتصادية والسياسية، والإشراف على عملية الإصلاح الدستوري، بما يضمن تحقيق آمال الشعب السودانى فى الاستقرار والسلام. وكان الرئيس السيسى قد استهل كلمته بتوجيه التحية والتقدير للشعب السودانى ، مشيرا إلى أنه يحمل من الشعب المصرى التحية والتهنئة لهم. وأكد أن الشعب المصرى سعيد بالحوار الوطنى ونتائجه الإيجابية، مؤكدا أن المصريين يتمنون للشعب السودانى كل الخير والسلام والأمن والاستقرار. وأعرب الرئيس عن سعادته بمشاركته فى ختام أعمال مؤتمر الحوار الوطنى السودانى ليكون شاهدا على هذه المحطة الهامة فى تاريخ السودان الحديث والتى جاءت بمبادرة كريمة من الرئيس السودانى عمر البشير وبعد جهد كبير بذله جميع الأشقاء فى السودان لإجراء حوار وطنى يجمع مختلف أطياف المجتمع السودانى ملتفين حول زعامة قوية ورؤية ثاقبة وهدف مشترك لإعلاء مصلحة السودان وتحقيق السلام والاستقرار فى ربوعه. وأشار الرئيس إلى أن مصر أولت دوما أهمية كبرى لعلاقاتها بالسودان التى تجمعها بمصر حدود مشتركة وترابط ثقافى واندماج بشرى فريد من نوعه يضرب بجذوره فى أعماق التاريخ. وأضاف أن مصر تحرص كل الحرص على تكثيف التعاون مع السودان والعمل على تنسيق المصلحة المشتركة فى شتى المجالات بما يسهم فى تعزيز مساعى الدولتين نحو التنمية والرخاء وبما يحقق الأمن والاستقرار للشعبين ولشعوب المنطقتين العربية والإفريقية. وأعرب الرئيس عن سعادته وارتياحه لما انتهت إليه أعمال اللجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان من نجاح والتى عقدت للمرة الأولى على المستوى الرئاسى فى القاهرة الأسبوع الماضى وصولا إلى التوقيع على وثيقة الشراكة الإستراتيجية بين البلدين ، معربا عن ثقته فى أن البلدين سيبنيان على هذا النجاح معا صوب مزيد من تعميق هذا التعاون الوثيق وتوسيع حجم المصالح المشتركة بين البلدين. وأشار إلى أن مصر دعمت جميع الجهود التى بذلتها السودان لإرساء الاستقرار والسلام فى أرجاء السودان، كما كانت مصر من أولى الدول التى رحبت بدعوتكم لإقامة حوار وطنى مجتمعى شامل يجمع جميع الأحزاب والحركات والكيانات السياسية والمجتمعية فى السودان ويعمل على ترسيخ بنية الدولة السودانية الحديثة القائمة على مبادئ المشاركة والديمقراطية بما يكفل الاستمرار فى حماية الحقوق والحريات ويسهم فى تحقيق الأمن والرخاء لكل المواطنين السودانيين. وأضاف أن مصر رحبت أيضا بمبادرة السودان الكريمة بالتوقيع على خارطة الطريق المقدمة من آلية الوساطة الأفريقية فى مارس الماضي، وحرصها على الاستجابة للمساعى الإقليمية والدولية الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام فى جميع أنحاء السودان، وتأكيدها على الترحيب بفتح باب الحوار لجميع القوى والفصائل السودانية. وشدد الرئيس على استعداد مصر للقيام بكل مسعي، ولبذل كل جهد، بهدف دعم جميع السودانيين للمضى يداً بيد فى هذا الطريق. وكان الرئيس السيسى قد عقد، فور وصوله الخرطوم، اجتماعاً مع الرئيس عمر البشير، تم خلاله التأكيد على عمق العلاقات التى تربط بين البلدين، وأهمية متابعة نتائج اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التى عقدت على المستوى الرئاسى لأول مرة فى القاهرة الأسبوع الماضي، من أجل الوصول بعلاقات التعاون المشترك إلى الآفاق التى تلبى طموحات الشعبين وتحقق المصلحة المشتركة للبلدين وفقاً لوثيقة الشراكة الإستراتيجية التى تم التوقيع عليها فى ختام أعمال اللجنة المشتركة. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة، بأن الاجتماع تناول مناقشة نتائج مؤتمر الحوار الوطنى السوداني، حيث أكد الرئيس دعم مصر ومُساندتها لجميع الجهود التى يقوم بها الرئيس عمر البشير لتعزيز وحدة الصف وتحقيق السلام والاستقرار فى جميع أنحاء السودان. وقد انضم الى الاجتماع فى وقت لاحق الرئيس التشادى ادريس ديبى والرئيس الأوغندى يورى موسيفيني، حيث تمت مناقشة آخر التطورات على الساحة الافريقية وسبل دعم جهود احلال السلام والاستقرار فى ربوع القارة. كما تم تناول عدد من القضايا والتحديات التى تواجه الدول الافريقية، حيث تم الاتفاق على زيادة التنسيق والتشاور خلال المرحلة المقبلة من أجل تعزيز الجهود الأفريقية الرامية الى التصدى للتحديات المختلفة ومواصلة عملية التنمية. وفيما يلى نص كلمة الرئيس خلال الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطنى السوداني: أود فى البداية أن أعرب عن بالغ سعادتى لوجودى اليوم بين أهلنا من أبناء السودان لأكون شاهداً على هذه المحطة المهمة فى تاريخ السودان الحديث.. والتى جاءت بمبادرة كريمة من فخامة الرئيس البشير، وبعد جهدٍ كبير بذله جميع الأخوة الأشقاء فى السودان لإجراء حوار وطنى يجمع مختلف أطياف وكيانات المجتمع السوداني.. ملتفين حول زعامةٍ قوية.. ورؤية ثاقبة.. وهدف مشترك ..لإعلاء مصلحة السودان وتحقيق السلام والاستقرار فى ربوعه.. لقد أولت مصر دوماً أهمية كبرى لعلاقاتها بالسودان الشقيق، وهى الدولة الشقيقة والجارة التى تجمعنا بها حدود مشتركة، وترابط ثقافى واندماج بشرى فريد من نوعه يضرب بجذوره فى أعماق التاريخ.. فى هذا الإطار، تحرص مصر كل الحرص على تكثيف التعاون مع السودان والعمل على ترسيخ المصلحة المشتركة فى شتى المجالات، بما يسهم فى تعزيز مساعينا نحو التنمية والرخاء، وبما يحقق الأمن والاستقرار لشعبينا وشعوب المنطقتين العربية والإفريقية. وأود أن أعرب فى هذا السياق عن سعادتى وارتياحى لما انتهت إليه من نجاح أعمال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التى عُقدت للمرة الأولى على المستوى الرئاسى فى القاهرة خلال الأسبوع الماضي، وصولاً إلى التوقيع على «وثيقة الشراكة الاستراتيجية» بين البلدين، وأثق فى أننا سنبنى على ذلك النجاح معا صوب مزيد من تعميق هذا التعاون الوثيق وتوسيع حجم المصالح المشتركة بين بلدينا. لقد دعمت مصر كل الجهود التى بذلتموها لإرساء الاستقرار والسلام فى أرجاء بلدكم العزيز. وكانت مصر من أولى الدول التى رحبت بدعوتكم لإقامة حوار وطنى مجتمعى شامل يجمع كافة الأحزاب والحركات والكيانات السياسية والمجتمعية فى السودان، ويعمل على ترسيخ بنية الدولة السودانية الحديثة القائمة على مبادئ المشاركة والديمقراطية، بما يكفل الاستمرار فى حماية الحقوق والحريات، ويسهم فى تحقيق الأمن والرخاء لجميع المواطنين السودانيين... كما رحبت مصر بمبادرتكم الكريمة بالتوقيع على خارطة الطريق المقدمة من آلية الوساطة الأفريقية فى مارس الماضي، وحرصكم على الاستجابة للمساعى الإقليمية والدولية الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام فى كافة أنحاء السودان، وتأكيدكم على الترحيب بفتح باب الحوار لكافة القوى والفصائل السودانية. أخى الرئيس إنى إذ أشيد مجدداً بشجاعتكم كرجل دولة فى اتخاذ القرارات المصيرية التى يكون من شأنها الحفاظ على مصالح السودان العليا، وإذ أنوه بالتقدير بمبادراتكم الوطنية من أجل العمل على تحقيق وحدة الصف السوداني، لأثق فى أن حكمتكم المعهودة ستمكنكم مجدداً من حشد كل القوى المخلصة لأبناء السودان واستكمال الطريق باتجاه تحقيق ما تم التوافق عليه فى إطار الحوار الوطنى من العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تستأنف جهود تطوير الأوضاع الاقتصادية والسياسية، والإشراف على عملية الإصلاح الدستوري، بما يضمن تحقيق آمال الشعب السودانى فى الاستقرار والسلام. ويطيب لى فى ذلك السياق أن أنوه بالجهود الإقليمية والدولية المبذولة لدعم السودان لاستعادة استقراره، وأن أؤكد دعم مصر التام للجهود التى تقوم بها الآلية الإفريقية رفيعة المستوى برئاسة الرئيس تابو مبيكي. كما أضم صوتى إليكم فخامة الرئيس فى دعوتكم لجميع القوى المخلصة من أبناء السودان لدعم جهودكم لإيجاد مجال سياسى أرحب ومظلة سياسية متفق عليها، يتحرك فى إطارها كل وطنى يبتغى تحقيق آمال أبناء السودان، وكذا دعوتكم لجميع الحركات للالتحاق بهذه الجهود، بما يتيح لأشقائنا السودانيين فى دارفور وفى النيل الأزرق وجنوب كردفان وفى جميع ربوع السودان أن ينعموا بالسلام والرخاء، وبحيث يكون أهل السودان جميعاً على قلب رجل واحد متجهين معا لتحقيق ما تم التوافق عليه من إعلاء لمبادئ المواطنة، باعتبارها أساساً للحقوق والواجبات المتساوية لكل السودانيين، واحترام حقوق الإنسان وحمايتها، والفصل بين السلطات، وأن يلتف الشعب كله حول جيشه الوطني... وبما يتيح لكل الأشقاء فى السودان أينما كانوا أن يعيشوا فى كنف وطن موحد، تعلو فيه الهُوية الوطنية السودانية على ما عداها، فى ظل استقرار سياسى واقتصادي، وفى ظل الحفاظ على الشرعية الدستورية الجامعة التى تنبع من إرادة الشعب. هذا، وأود أن أشدد فى هذا السياق على استعداد مصر للقيام بكل مسعي، ولبذل كل جهد، بهدف دعم جميع السودانيين للمضى يداً بيد فى هذا الطريق. اسمحوا لى فى الختام أن أهنئكم مجدداً على هذه الخطوة المهمة فى سبيل تعزيز استقرار السودان ورخائه، وأن أؤكد لكم دعم مصر الكامل للسودان الشقيق العزيز على قلب كل مصري، وحرصها الدائم على تحقيق السلام والتنمية والازدهار فى ربوعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.