تواصلت الاضطرابات الأمنية التى تشهدها الولاياتالمتحدة أمس لأسباب تتعلق بالمصادمات العرقية فى عدة مناطق متفرقة، أو استمرار وقائع العنف والاعتداءات ضد المدنيين الأمريكيين. وقد شهدت مدينة بالتيمور بولاية ماريلاند، قيام ثلاثة مجهولين بإطلاق نار عشوائى على مجموعة من المواطنين، مما أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص بينهم طفلة فى الثالثة من عمرها. وتكثف الشرطة أعمال التعقب والبحث عن المهاجمين الذين استخدموا أسلحة متنوعة بين مسدسات و بنادق فى الهجوم. ولم تتمكن الشرطة من تحديد هوية المهاجمين، وأن رجحت وجود رابط بين الهجوم وواقعة إطلاق نار سابقة أسقطت قتيلا وأصابت سيدتين فى يوم الاحتفال الأمريكى بعيد العمال. فى غضون ذلك، أعلنت الشرطة الأمريكية إلقاء القبض على منفذ هجوم مسلح يوم الجمعة الماضية فى مركز تسوق بمدينة برلنجتون فى ولاية واشنطن، مما تسبب فى مقتل خمسة أشخاص، بينهم متعافية شابة من مرض السرطان، قبل أن يلوذ بالفرار. وأوضحت تصريحات الشرطة أن المهاجم يدعى آركان سيتين، ويبلغ من العمر 20 عاما، وأنه هاجر من تركيا إلى الولاياتالمتحدة، ليحصل على إقامة قانونية فى الأراضى الأمريكية. ولم تتوصل التحقيقات حتى الآن إلى أسباب وقوع الاعتداء، وإن اتضح أن المهاجم استهدف أحد المحال التجارية التى كانت تعمل به صديقة سابقة له. واستبعد مكتب التحقيقات الفيدرالية « أف.بي.أي»، وجود علاقة للإرهاب بالهجوم. وكان آركان قد استخدم بندقية فى تنفيذ هجومه. وأشارت إفادة الشرطة، إلى أن المهاجم لم يبد أية مقاومة فى أثناء إلقاء القبض عليه وأن دورية للشرطة عثرت عليه يسير مذهولا فى الشارع و بحوزته جهاز كمبيوتر محمول. وفيما يتعلق بتداعى أزمة المصادمات العرقية بين أجهزة الشرطة والأقلية ذات الأصول الافريقية، تواصلت أمس المظاهرات الاحتجاجية فى بلدة «تشارلوت» بولاية كارولاينا الشمالية، بعد نشر الشرطة المحلية مقطع فيديو مصور لواقعة مقتل رجل أسود برصاص رجال الشرطة قبل أسبوع. وحمل المتظاهرون الذين تجمعوا أمام مركز الشرطة الرئيسي، لافتات كتب عليها «أوقفوا وحشية الشرطة»، فيما جددت السلطات فرض حظر التجول ليلا لإحكام السيطرة أمام أعمال العنف التى شهدتها البلدة و مناطق متعددة من الولاية التى تشهد حوادث عنصرية من قبل الشرطة. ويظهر المقطع المصور تفاصيل خروج كيث سكوت، ضحية إطلاق النار، من سيارة كان يركبها ويقف ويداه إلى جواره قبل أن يتلقى عدة رصاصات تسقطه أرضا، ثم ينتقل التسجيل فى مشاهد لاحقة إلى استعراض سلاح نارى وكمية من مخدر الماريجوانا، يفترض أنهما كانا فى حيازة القتيل ويحملان بصماته.