كانوا نجوما ملء السمع والبصر، لكنهم - فجأة- غابوا؛ عن عالم الدنيا ودُفنت أسرار موتهم معهم. رحلوا، وكان دور البطولة فى رحيلهم دوما للظروف الغامضة، تلك التى لا تترك وراءها سوى التكهنات والاحتمالات والاستنتاجات،والعديد من الروايات لملابسات رحيلهم، لكن الحقيقة الدامغة تظل دائما غائبة. وما يبقى فقط بعد فراقهم فى خانة سبب الوفاة أنه حادث.. مجرد حادث!. .............................................................................. المطربة الكبيرة أسمهان، واحدة من هؤلاء، إسمها الحقيقى هو آمال الأطرش. هى أميرة الجبل، وأخت المطرب والفنان الموسيقار فريد الأطرش. حملت كلا الجنسيتين المصرية والسورية، وتنقلت خلال حياتها التى لم تزد عن الست وعشرين عامًا بين كلا البلدين لتقضى سنوات هنا وسنواتٍ هناك وتترك أثرها هنا وهناك، ولدت فى المياه وماتت فيها! ولدتها أمها الأميرة علياء على متن سفينةٍ أبحرت بهما إلى سوريا حيث قضت آمال بداية سنين حياتها هناك، ثم انتقلت إلى مصر على أثر الثورة والصراعات السياسية للهرب بأولادها الثلاثة للاحتماء فى مصر حيث كبرت آمال وترعرعت. الرواية التى يتناقلها الجميع وعرفها التاريخ فى موت أسمهان كانت أنها إثر قيامها بتمثيل فيلمها الثانى استأذنت المخرج فى إجازةٍ ذهبت فيها لرأس البر مع صديقتها ومديرة أعمالها لكنهما لم تصلا قط، حيث انقلبت بهما السيارة فى الترعة فماتتا غريقتين وعادت أسمهان للمياه كما خرجت يوم ولدت منها، لم ينجُ سوى السائق الذى اختفى تمامًا بعد الحادث ولم يجد له أحدٌ أثرا. طال الاتهام جهاتٍ كثيرة، على رأسها المخابرات البريطانية، ثم الملك فاروق وزوجها حسن الأطرش وحتى أم كلثوم وأخوها فؤاد الأطرش ونازلى هانم وحتى زوجها الآخر أحمد سالم، بدا أن لأسمهان الكثير من الأعداء الذين يحمل كل واحدٍ منهم سببًا قويًا ووجيهًا لقتلها انتقامًا منها أو غيرةً أو تخلصًا منها.. ولكن لم تظهر الحقيقة أبدا. ميمى شكيب هى أمينة شكيب الشهيرة ب»ميمى شكيب».. هى ربيبة السرايا والقصور، رحل والدها ذو المركز الاجتماعى المرموق صاحب الأملاك الطائلة والأراضى الزراعية الممتدة مبكرا؛ وبعد وفاته بدأت أسرته تخير والدتها بين نصيبها هى وبناتها من الميراث أو أن تتنازل عنه لتحصل على حضانة البنات.. وتختار الأم حضانة البنات تاركة لهم المال والأراضى فما كان من ميمى شكيب إلا أن اتجهت هى وشقيقتها زوزو شكيب إلى العمل من أجل مساعدة والدتها فى تدبير المعيشة. بدأت تتردد على مكاتب الفنانين بشارع محمد على ولجمالها ذى الطابع الأرستقراطى الخاص لفتت نظر المنتجين. وتعرفت على الفنان نجيب الريحانى وبدأ يعلمها فنون التمثيل وكيفية التعامل على المسرح. وأصبحت منذ ذلك الوقت عنصرا مهما فى فرقة الريحاني. وذاع صيتها وأصبحت من أهم علامات السينما المصرية لتقف أمام كبار النجوم وأشهرهم. مثلت أمام زكى رستم وشادية فى فيلم «معلش يا زهر»، وأمام يوسف وهبى وسراج منير فى فيلم دهب و»بيومى افندي». ومع هذه الشهرة والصيت الفنى اشتهرت أيضا ميمى شكيب فى المجتمعات وأصبحت من سيدات المجتمع الراقى وكثرت وتعددت علاقاتها.. وغدا منزلها ملتقى للسهرات واجتماع أهل الفن والصحافة ومشاهير المجتمع. وبدأ الكل يحاول أن يخطب ودها ويتقرب من عالمها الساحر الجديد المختلف عن مفاهيمنا وتقاليدنا آنذاك. ولكنها أحبت الفنان سراج منير ليتفقا على الزواج وسط رفض تام من عائلة شكيب، إلا أن الحب فى النهاية أعلن كلمته وانتصر على هذه التحديات لتستمر هذه الزيجة ما يقرب من 15 عاما اعتبرت خلالها من أنجح وأشهر زيجات الفنانين فى ذلك الوقت. وفى صباح يوم 20 مايو من عام 1983 عثر على جثة ميمى شكيب ملقاة من شرفة منزلها وسط ذهول وحيرة الوسط الفنى بل والشارع المصرى كله، لتشير أصابع الاتهام إلى رجال من بعض الجهات الذين اشتركوا معها فى هذه الحياة الصاخبة.. ولكن لم تظهر الحقيقة أيضا بشكل قاطع. سعاد حسني المدهش أن يتكرر نفس حادث الفنانة ميمى شكيب بنفس الأسلوب مع نجمة كل العصور الفنانة سعاد حسني، لكن الاختلاف هنا كان فقط فى مكان الحادث وزمانه، حيث كانت تعيش سعاد أواخر أيامها فى عاصمة الضباب الانجليزية لندن. وفى شهر يونيو عام 2001 لقيت الفنانة سعاد حسنى مصرعها إثر سقوطها من شرفة منزلها لتلقى حتفها على الفور. وأعلنت الشرطة الانجليزية فى البداية أنه حادث انتحار وأن الفنانة المصرية ألقت بنفسها من شرفة منزلها مبررة ذلك بثبوت إصابتها بحالة اكتئاب شديدة وزيادة وزنها بشكل كبير فى أيامها الاخيرة. لكن التحقيقات لم تستبعد على الاطلاق وجود شبهه جنائية فى الحادث وأن الفنانة تم قتلها بإلقائها من شرفة منزلها، لتبقى وفاة - أو مقتل- الفنانة سعاد حسنى فى مدينة الضباب سرا كبيرا يحيطه الغموض ويحجبه الضباب. عمر خورشيد فى شهر مايو من عام 1981 لقى الموسيقار عمر خورشيد مصرعة فى تصادم رهيب بسيارته فى شارع الهرم وكان بصحبته كل من زوجته والفنانة مديحة كامل. حتى الآن قد يبدو الحادث طبيعيا لكن شهادة زوجته والفنانة مديحة كامل أمام النيابة فجرت غموضا رهيبا حول الواقعة، فقد أكدتا ان سيارة غامضة بلا لوحات كانت تتبعهم فى مطاردة منذ خروجهم من المنزل ولم تتركهم الا عندما تأكد ركابها من تهشم سيارتهم بعد اجبارهم على الاصطدام بعامود انارة وحتى الان لم يتم التعرف او القبض على ركاب السيارة المتسببة فى الحادث ليموت الفنان ويموت معه سر وفاته. نيازى مصطفي فى يوم 20 اكتوبر من عام 1986 تم العثور على جثة المخرج الكبير نيازى مصطفى داخل حجرة نومة ويداة مقيدتان الى الخلف مع قطع فى شريان يدة اليمنى بعد تكميم فمة بقطعة قماش وبرغم بشاعة الحادث لم يتم كشف غموضه. وحينها تناثرت الاقاويل والشائعات حول مقتل الفنان الا ان الحادث، شأنه شأن كل ما سبق من حوادث، ظل سرا لم يتم كشف غموضه حتى الآن.