بعد سنوات من استخدام رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو السيارة نفسها فى تنقلاته وقع الاختيار أخيرا على سيارة جديدة فاخرة ليتنقل بها هو والرئيس الإسرائيلى روفين ريفلين من مكان إلى آخر, والسيارة من طراز فريد مخصص لرؤساء الدول والأثرياء وتقدر تكلفتها بأكثر من نصف مليون دولار ( مليونى شيكل) ومن المنتظر ان يتسلم مكتب نيتانياهو السيارة الجديدة قبيل نهاية العام المقبل. السيارة تتميز بأنها مجهزة بطبقة مدرعة خزفية مقاومة لنيران الأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية وبمنظومة اطفاء حرائق ايضا. بالاضافة الى ذلك, تم تركيب مركز اتصال خاص فى صندوق السيارة ومنظومة للدعم فى حالة الفشل. واحدى المميزات التى تتمتع بها هذه السيارة هى منظومة لتصفية الغازات السامة فى حال شن الهجمات الإرهابية, ومنظومة متكاملة, تسمح للموجودين فى السيارة باغلاقها من الداخل فى حالة شن هجوم, وتكلفة السيارة المصفحة التى يستخدمها نتيانياهو حاليا تصل الى 3300 دولار شهريا «حوالي12400 شيكل», والأمر لا يقتصر على السيارة فقط فهناك معلومات جديدة نشرتها وسائل الاعلام الإسرائيلية حول الطائرة الخاصة التى ستشتريها الدولة العبرية, للمرة الأولي, لاستخدامها اثناء رحلات نيتانياهو ورئيس الدولة للخارج حيث ان كلاهما يسافر الى الخارج على متن طائرة خاصة. ومنذ سنوات والرأى العام الإسرائيلى منقسم فهناك من يؤيد شراء طائرة واحدة ليستخدمها رئيس الوزراء ورئيس الدولة وفريقهما وهناك من يعتقد أنه قبل كل رحلة جوية يجب على شركات الطيران الإسرائيلية التنافس فيما بينها على اقتراح السعر الأرخص مقابل خدمات الطيران وكانت الرقابة العسكريّة قد سمحت الشهر الماضى بنشر القليل من المعلومات حول الطائرة الجديدة التى سيتم شراؤها وتزويدها بأنظمة أمن واتصال، وستلبى مطالب جهاز الأمن العام (الشاباك) ووحدة تأمين الشخصيات المهمة التابعة له ، وكذلك السماح بوجود اتصال مستمر مع إسرائيل فى الرحلات الطويلة لدول مثل الولاياتالمتحدة . ومن المتوقع أن تصل تكلفة شراء الطائرة الخاصة بنيتانياهو وريفلين الى نحو 70 مليون دولار على ان تدخل الخدمة بعد عام من الآن . ومسئولو جهاز الأمن العام » الشاباك » الذى يتولى حماية نيتانياهو وكبار المسئولين السياسيين يضعون فى اعتبارهم دائما أن رئيس الوزراء هدف للاغتيال فى أى لحظة لذا فهم يختارون أفراد الحراسة الخاصة المرافقين لنيتانياهو فى تنقلاته من أفضل عناصر الشاباك تدريبا ومهارة والذين يتمتعون بقدرات بدنية وذهنية عالية ، فهؤلاء كما يقول «رونين برجمان» محرر صحيفة يديعوت أحرونوت الذى سمح له الشاباك بزيارة المدرسة السرية لتدريب حراس الشخصيات المهمة إن هؤلاء قناصة يستطيعون إطلاق النار وإصابة أى مهاجم من على بعد عشرات الأمتار وبعض المناسبات التى يحضرها رئيس الوزراء والتى قد تستغرق بضع دقائق تحتاج إلى فترة إعداد تصل إلى شهر كامل حتى تستطيع أجهزة الأمن المختلفة وضع خطط التأمين واتخاذ إجراءات الحماية المناسبة التى يقوم بها الشاباك والشرطة وحرس الحدود وتتولى قيادة مثل هذه العمليات وحدة تأمين وحماية الشخصيات المهمة بالشاباك التى منيت بالفشل مرتين من قبل حينما نجح أحد المتطرفين اليهود فى اغتيال رئيس الوزراء إسحق رابين عام 1995 والثانية حينما تم اغتيال الوزير رحبعام زئيفى . والجانب الظاهر للمواطنين من نشاط هذه الوحدة لرجال عريضى المناكب يرتدون النظارات الشمسية ويضعون السماعات فى آذانهم هو فقط كما يقول برجمان جزء ضئيل من نشاط محموم يقوم به المكلفون بحماية الشخصية المهمة سواء كان رئيس الوزراء أو غيره . ويضيف ان عملية التأمين يشارك فيها مئات الرجال والنساء وتسبقها سلسلة من الاجتماعات للتنسيق بين الأجهزة الأمنية المختلفة وقبل وصول رئيس الوزراء إلى مكان ما لزيارته تقوم شاحنات كبيرة بنقل تجهيزات ومعدات خاصة بعملية التأمين ومتابعة العملية يتم من داخل غرفة عمليات أشبه بغرفة قيادة العمليات الحربية وهذه الغرفة مزودة بأجهزة اتصال واجهزة الكترونية متقدمة للغاية أيضا يتم عملية تصوير ومسح جوى لمكان الزيارة أو الاحتفال أيضا ينتشر عدد من رجال الأمن يحملون على ظهورهم حقائب سوداء كبيرة بداخلها بنادق قناصة بعيدة المدى ويكون هناك آخرون مزودون بتليسكوبات طويلة فى آخرها كاميرات صغيرة تستطيع التسلل من تحت الأبواب وكشف ما يحدث بالداخل . ولمنع أى شخص يريد اغتيال رئيس الوزراء من الاقتراب والوصول إليه هناك عدة دوائر أمنية تقوم كل دائرة بفحص وتفتيش جمهور الحاضرين قبل دخولهم إلى مكان الاحتفال وكل دائرة أمنية تضع فى اعتبارها أو تفترض أن الدائرة التى سبقتها قد فشلت فى مهمتها ويتعاملون مع المدعوين بنفس الدرجة من الشك ، والأبواب المغناطيسية وأجهزة الفحص بالاشعة جزء منها خفى لا يلاحظه الجمهور العادى ، وضابط مخابرات وحدة تأمين الشخصيات المهمة يظل على اتصال دائم مع مقر قيادة الشاباك طوال فترة الاحتفال . وفى بحث شامل قام به الشاباك عن كل حوادث الاغتيال منذ بداية القرن الماضى فى كل أنحاء العالم توصلوا إلى نتيجة واحدة وهى أنه فى كل حوادث الاغتيال كان يحرس الضحية ويحيط بها عدد كبير من الحراس وعلى الرغم من ذلك لم يستطيعوا منع الاغتيال وتوصلوا إلى نتيجة مفادها أن الحراسة مهما تكن كثيفة وجيدة فإنها أحيانا تفشل فى منع الاغتيال فإسحق رابين قتل بعيارين ناريين على الرغم من انه كان محاطا ب 14 حارسا منهم خمسة ملاصقون له لذا فإن الذى يستطيع منع محاولة الاغتيال هو الأنشطة المسبقة . وقبل حضور رئيس الوزراء أى مناسبة أو احتفال يقوم رجال الأمن بتفتيش المكان بدقة وبكل ما فيه مثل وحدات الإضاءة والمقاعد وأسوار المبانى حتى باقات الزهور تخضع للفحص الأمنى بالإضافة إلى عملية تمشيط واسعة للمكان بحثا عن أى متفجرات وهذا التمشيط يشمل الأشجار وسلات القمامة والحمامات واسطح المبانى وباستخدام أجهزة الكشف عن المفرقعات وعند حضور رئيس الوزراء يتم منع أى شخص من مغادرة الاحتفال وكل النقاط أو الأماكن التى يمكن من خلالها رؤية مكان جلوس رئيس الوزراء تخضع للتفتيش والتأمين بواسطة أفراد الشاباك كما يتم إفراغ أسلحة رجال الأمن مثل قادة الجيش والشرطة الإسرائيلية من الذخيرة ويقوم أفراد الحراسة الخاصة التابعين للشاباك بالتأكد من خلو أسلحة حرس الشرف من الذخيرة .