رغم موقعه الواضح في الدور الأرضي بمبني مركز المؤتمرات بكلية طب قصر العيني، فإن الكثيرين لا يعلمون عن وجوده شيئا.. إنه «متحف تاريخ الطب» الذي يعد الأول من نوعه في التأريخ لمهنة الطب في مصر بل وفي بعض الدول الأوروبية والعربية..مع ذلك لم نسأل أحدا من الطلبة أو الاساتذة عن طريق الوصول إليه إلا وكانت الإجابة بدهشة: «متحف؟! ..لا أعرف» . إيمان مسعد -أمينة المتحف- أكدت أن بعض كبار الأطباء لا يعرفون عن المتحف شيئا، فمعظم الزائرين إما من محطات تليفزيون أجنبية أو الوفود الرسمية التي تحضر في زيارات للكلية . وتحكي إيمان عن تاريخ المتحف فتقول: صاحب فكرة إنشائه هو د.محمود المناوي أستاذ النساء والتوليد بالقصر العيني ،حيث كان حريصا علي جمع وتسجيل تراث كلية الطب، وفي عام 1995 وافق د. مفيد شهاب -رئيس الجامعة حينذاك - علي إنشاء المتحف، وتم افتتاحه في 3 مارس 1998 في عهد د. معتز الشربيني عميد الكلية حينها. يضم المتحف مجموعة من المقتنيات والتماثيل البرونزية والمخطوطات واللوحات الزيتية التي تؤرخ لفترة هامة وثمينة في تاريخ مصر الطبي، والكثير من الأدوات الطبية التي استخدمها مشاهير علماء الطب من المصريين والأوربيين، وذلك منذ إنشاء مدرسة » أبو زعبل« أول مدرسة مصرية للطب في عهد » محمد علي باشا« عام 1827 ، وكانت تلك المدرسة عسكرية لخدمة الجيش فقط وأنشأها كلوت بك الطبيب الفرنسي ، ومن المشاكل التي واجهتها شرعية عملية التشريح والترجمة، ثم تلاها إنشاء مدرسة »الأزبكية« لعامة الشعب التي كانت تضم ملجأ اللقطاء، وقسم خاص للنساء والتوليد، وقسم الحكيمات وكانوا كلهم من الأجانب. ومن مقتنيات المتحف أجزخانة اسماعيل باشا وأجزخانة خورشيد باشا ولوحة زيتية لدرس من دروس التشريح بقيادة كلوت بك وبحضور شيوخ الأزهر ولوحة زيتية لكلوت بك يحقن نفسه بصديد من الطاعون ليثبت أنه غير معد بهذه الطريقة ولوحة زيتية للمستشفي الأهلي بالأزبكية، كما يضم المتحف الكثير من الكتب الطبية النادرة خاصة في علم التشريح، ونسخة خطية «لتذكرة داوود» و «قسم الأطباء» وهو أول قسم يتلوه الأطباء عند تخرجهم وجهاز أشعة إهداء من عيادة د.قاسم عبد الخالق «1914 - 2002» أستاذ ورئيس قسم الأشعة بالقصر العيني سابقا .