غياب الابداع والابتكار فى مواجهة الأزمات والتعامل مع الأهداف الإستراتيجية بأسلوب روتيني، وانعدام الرؤية فى تقدير المواقف وجهوزية تقديم مبررات الفشل على عوامل النجاح وراء مأساة مشروع المزرعة المصرية فى دولة النيجر. و باختصار فقد انشأت مصر مزرعة بحثية فى عام 1999 بدولة النيجر للانتاج الزراعى والحيوانى المتميز وتدريب كوادر نيجيرية على الزراعة الحديثة وبالفعل نجح المشروع وحقق انتاجا متميزا ونال شهرة كبيرة فى كل دول غرب افريقيا حتى عام 2006, ولكن منذ عام 2007 وبسبب نقص التمويل تعثر المشروع لدرجة ان العمال النيجيريين الذين تدربوا فى المزرعة استولوا على اكثر من نصف الارض المخصصة له وتقلصت مساحته من 523 فدانا الى 220 فقط، ومنذ ذلك التاريخ حتى مارس الماضى لم تستغل الا مساحة لا تزيد على السدس. والمشكلة لا تتمثل فقط فى فشل المشروع سواء بسبب سوء الادارة المصرية او عدم تعاون الجانب النيجري، ولا تدمير سمعة البحث العلمى المصرى فى المجال الزراعي، ولكن فى حجم الانفاق على المشروع الذى يعمل به 12 عاملا زراعيا من النيجر و2 خبراء من مصر حققوا خسائر قيمتها 30 الف دولار فى الفترة من 1 ديسمبر 2015 حتى 8 مارس 2016 فقط، فما بالنا بحجم الانفاق على المشروع الذى لم يكتمل أبدا منذ بدايته؟ ليس الفشل أو شبهة الفساد فقط هو ما يدعو الى فتح ملف هذا المشروع وما يشابهه من مشروعات، ولكن سمعة مصر فى منطقة تغزوها قوى اقليمية ودولية تتنافس على وراثة الوجود المصرى الذى كان طاغيا وشعبيا ومستقرا فى ضمائر المواطنين الافارقة كدولة صديقة بلا مطامع. [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب