اذا كان المصريون مطالبين بالصمود أمام الإجراءات الاقتصادية الصعبة على مدى العامين القادمين على الأقل , فان الحكومة مطالبة بتشجيعهم على الصبر ومنحهم الأمل فى ضوء يأتى فى نهاية النفق. ليس من المنطقى أن يستشعر الناس أن رفع معدلات الضرائب يستهدف الفقراء ومتوسطى الدخل دون الأثرياء, وأن ارتفاع أسعار كل شئ سيؤثر سلبيا على فئة دون فئة وأن حيتان التجارة فى الآلام سيستمرون فى تجارتهم القذرة. ما يزيد من احساس الغالبية بالمرارة والحزن هو حالة بعض اعلامنا الذى يتناول فرض الضرائب وكأنها مطلب شعبى فى حين غابت عنه الموضوعية والحرفية فى شرح الموقف الاقتصادى للناس وتأكيد حالة الحصار الناعم الذى تتعرض له بلادنا من العدو والصديق وربما الشقيق. وليس من المنطقى أن يسمع الجوعى وزيرا يعتبر نفسه مضحيا لأن راتبه 30 ألف جنيه, أو يرون رجل أعمال يتألم لأن أرباح شركاته حققت أرباحا بالملايين فقط , أو يتابعون اعلاميين يصدعونهم بالحكمة والموعظة الحسنة ثم يقرؤون عن الملايين التى يتقاضونها بينما هم أمام كاميرا فى استديو مكيف. فلا هذا ولا ذاك ولا هؤلاء أو غيرهم فى نظر الناس يؤدون أعمالا جليلة أو مهام خارقة, ولو كان أداؤهم حسنا لما وصلنا الى ما نحن فيه. والخلاصة أن المصريين قادرون على الصبر بل ربما هو حرفة الملايين منهم, ولكن لكى نتجاوز المرحلة القادمة بثبات فلابد من فرض رقابة صارمة على أسعار السلع والخدمات وتحقيق الانضباط الحكومى والابداع فى مواجهة الفساد بجدية, ومع ذلك كله وقبله وضع استراتيجية اعلامية تضع الحقائق أمام الناس. [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب