لم تعد لدينا أموال تدعم توجهنا الجديد فى القارة الإفريقية , ولم نستثمر المواقف الوطنية والأموال التى دفعناها من قبل فى حقبة الستينيات من القرن الماضى عندما كانت مصر تقود حركة التحرر الوطنى فى دول العالم الثالث. غابت مصر عن إفريقيا منذ بداية الثمانينيات بفعل فاعل عندما أخلت مكانها و انكفأت على نفسها لتعود الآن فتجد أن كل شيء قد تغير رغم حضورها فى الضمير الإفريقى كدولة صديقة ولكن من الماضى لم يكن لها أطماع كغيرها . الأمريكان والفرنسيون والصين وتركيا وإيران وبعض دول الخليج العربى تتنافس الآن على دور فى إفريقيا , بعضهم ذهب مستثمرا أو مستعمرا بثوب جديد والبعض الآخر ذهب يحمل معه مذهبا دينيا يطارد من سبقه إلى هناك لإضعافه , والغريب أنهم جميعا يسعون لوراثة الوجود المصرى الذى كان طاغيا, وبل ومطاردته عندما يحاول أن يستعيد مكانته . ورغم أن الظروف الاقتصادية تعوق مصر عن ممارسة دورها السابق, فإن كل القوى المتداخلة فى إفريقيا لا تستطيع أن تقدم لأبنائها ما يمكن أن يقدمه الأزهر الشريف والإعلام المصرى والجامعات. وما علينا فى مصر إلا أن نتعامل بواقعية مع القارة السمراء وفقا لما فرضته سنوات الغياب من نتائج لم تكن فى مصلحتنا ولا كانت فى مصلحة الطموحات الإفريقية بعد التحرر. الآن وقد حانت لحظة التعامل مع الحقائق يجب أن نعرف أن الوجود الإفريقى فى إعلامنا وثقافتنا لا يمثل شيئا, وأهم من ذلك أن وجودنا الثقافى والإعلامى هناك يكاد يقترب من الصفر. [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب