بعد أن أسهم واستمتع بالحريق الكبير فى المنطقة العربية، ها هو بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء الكيان الصهيونى الغاصب يمرح فى 4 عواصم إفريقية، التقى خلالها برؤساء 7 دول فى القارة، واصطحب فى جولته 80 من رجال الأعمال الإسرائيليين، لإحداث نقلة كبيرة فى الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه إفريقيا، التى وضعتها دولة الاحتلال نصب عينيها منذ اللحظة الأولى لتأسيسها عام 1948، حيث كانت أوغندا أحد البدائل المطروحة لقيام دولتهم المزعومة.فى الستينيات والسبعينيات توحد العرب بقيادة مصر مع إفريقيا، ودعموا نضالها للتحرر من الاستعمار وضد الفصل العنصرى، ووقفت بدورها مساندة للحقوق العربية لاسيما فى حربى 1967و1973، ثم حدثت تراجعات بعد ذلك فى الموقف الإفريقى، بسبب التغلغل الإسرائيلى في دول القارة، والانقسام العربى بعد توقيع مصر معاهدة السلام مع إسرائيل، فانتعشت علاقات اسرائيل مع الأفارقة في الثمانينيات ، ثم فى 2003 بعد احتلال العراق. واليوم فى الوقت الذى تنكفيء فيه الدول العربية على إشكالياتها الداخلية العويصة، تنفتح شهية إسرائيل وجشعها للتوسع، بعد أن كفاها العرب مئونة أى توتر، فحروبهم مع بعضهم بعضا. وها هو الإرهابى نيتانياهو يسعى لتقديم بلده شريكا فى مكافحة الإرهاب، وللحصول على دعم إفريقيا (54 دولة) ضد المساعى العربية الساعية لاسترداد الحقوق الفلسطينية المغتصبة فى المنظمات الدولية، ولمحاصرة مصر وخنقها مائيا، وجميع الدول التي يزورها هى دول حوض النيل، فضلا عن مصالح اقتصادية هائلة تحققها هذه الجولة. ولا أحد قادر على ردع نيتانياهو أو دولته المحتلة، فالجهود العربية تجاه إفريقيا مبعثرة مشتتة غير منسقة. لمزيد من مقالات أسماء الحسينى