فى صباح أول أيام عيد الأضحى المبارك أذكر بعض الطرائف لعلها تكون سببا لابتسامة هنا أو هناك. ولنبدأ بأشعب وهو رجل من أهل المدينة يقال له أشعب بن جبير، وكان أبوه من مماليك عثمان بن عفان، ولد فى السنة التاسعة من الهجرة، وعمر أشعب حتى أيام خلافة المهدي، واشتهر عن أشعب أنه كان يحب الطعام، ويشتم أخبار الولائم، ويحضرها ، ويأكل فيها بشراهة كبيرة.. وروت عنه كتب الأدب طرائف كثيرة فى هذا الشأن اختلط الصحيح فيها بغير الصحيح ومنها مايلي: { ذات يوم جلس أشعب مع ابنه فى إحدى الولائم على مائدة واحدة، ولاحظ أنه أكثر من شرب الماء، وهو يأكل، فانتظر حتى خرجا، ونادى ولده ولطمه على وجهه بقسوة قائلا له : لو جعلت مكان الماء الذى شربته طعاما لكان خيرا لك، ولكن الابن تحسس مكان اللطمة وقال لوالده: إنك مخطئ يا والدي، لأن شرب الماء يوسع المكان فى المعدة لتقبل مزيدا من الطعام، وهنا رفع أشعب يده إلى أعلي، ولطم ابنه لطمة أقسى من الأولى وهو يقول له: لماذا لم تخبرنى بذاك قبل الآن لقد ضيعت على الكثير! { دعى أشعب لوليمة ووضع له على السفرة جدى سمين فبدأ أشعب يأكل منه بنهم فقال له صاحب الوليمة: أراك تأكل الجدى بغيظ وكأن أمه قد نطحتك!! فقال أشعب: وأنا أراك تدافع عن الجدى وكأن أمه قد أرضعتك!! { كان أشعب يقص على أحد الأمراء قصة بدأها بقوله: كان رجل..وفجأة أبصر المائدة قد أعدت فعلم أن القصة ستلهيه عن الطعام فسكت. فقال له الأمير: ثم ماذا يا أشعب؟ فرد أشعب قائلا : ثم مات... أما الشيخ عبد العزيز البشرى فهو كاتب مصرى ، ولد فى يناير عام 1886 وتوفى فى يناير عام 1943بالقاهرة، وكان يميل إلى الدعابة والفكاهة ويملك ذكاء لماحاً مع سخرية لاذعة. درس البشرى فى الأزهر ، وعمل بعد تخرجه فى مناصب كثيرة، آخرها فى مجمع اللغة العربية بالقاهرة كمراقب إدارى ومن طرائفه: { أنه كان مدعوا ذات يوم إلى وليمة مع جمع من الأصدقاء، وبعد أن تناولوا طعامهم قام الشيخ البشرى ليغسل يديه، فإذا بأحدهم يسرع إلى عباءته الموضوعة على المشجب متناولا قطعة طباشير ليرسم عليها رأس حمار.. وعاد الشيخ البشرى ليرى هذا الرسم على عباءته فراح فى نوبة طويلة من الضحك قائلا : من منكم مسح وجهه فى عباءتي..؟ { وذات يوم كان سائرا فى الطريق فتقدم منه أحدهم طالبا منه قراءة خطاب يحمله. فرد عليه البشرى : إنه لا يستطيع قراءته لرداءة الخط المكتوب به فاستغرب الرجل وقال : كيف لا تجيد القراءة وأنت تضع على رأسك هذه العمامة. فخلع البشرى عمامته ووضعها على رأس الرجل قائلا: تفضل العمامة وأرنى كيف ستقرؤه؟ { وكان الشيخ عبد العزيز البشرى من عادته أن يضع عمامته وجبته خلف باب الشقة التى يسكن فيها، فإذا طرق أحدهم الباب لبس جبته وعمامته وأمسك عصاه، فإن كان الضيف مرغوبا فيه استقبله أحسن استقبال وقال له: الحمد لله الذى جاء بى من الخارج الآن، وإن كان الضيف ثقيل الظل وغير مرغوب فيه قال : الحمد لله الذى جاء بك قبل أن أخرج لأننى على موعد الآن!! ونختم ببعض نوادر الفقهاء.. { جاء رجل إلى فقيه وقال له : إذا نزعت ثيابى ودخلت النهر أغتسل فإلى القبلة أتوجه أم إلى غيرها فقال له الامام : الأفضل أن يكون وجهك إلى جهة ثيابك لئلا تسرق! { وسأل رجل فقيها آخر : إن صادفنى أسد وأنا اصلي.. فهل أكمل صلاتى ؟؟ فرد عليه قائلا: إن حافظت على وضوئك .. فأكملها!!!! { وجاء رجل إلى فقيه،فقال: أفطرت يوما فى رمضان فقال: اقض يوما مكانه. قال الرجل : قضيت ، وأتيت أهلى وقد عملوا ثريدا ، فسبقتنى يدى إليه، فأكلت منه. فقال: اقض يوما آخر مكانه. قال: قضيت، وأتيت أهلى وقد عملوا هريسة ، فسبقتنى يدى إليها فأكلت منها.. فقال الفقيه: أرى لا تصوم إلا ويدك مغلولة إلى عنقك. د . أنس عبد الرحمن الذهبى طنطا