وسط ترحيب إقليمى ودولى باتفاق الهدنة «الروسى - الأمريكي» فى سوريا، بدأت أمس أولى خطوات تنفيذ الاتفاق بتحديد مناطق الطيران ما بين موسكووواشنطن، إلى جانب مناطق عمل الجيش السوري. وقال سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى للصحفيين فى جنيف «اتفقنا على تحديد المناطق التى يعمل فيها الطيران الروسى وحده والمناطق التى يعمل فيها الطيران الأمريكي، بموافقة القيادة السورية. أما قوات الجيش السورى فستعمل فى مناطق أخرى خارج مجال التعاون الروسى الأمريكي. وأضاف لافروف أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا أيضا على إنشاء «مركز تنفيذى مشترك» مهمته فك ارتباط جماعات المعارضة السورية «المعتدلة» وتمييز جماعات المعارضة السورية من الجماعات الإرهابية المطلوب قصفها من الجو. ويتضمن الاتفاق الروسي- الأمريكى «تنسيق جهود مكافحة الإرهاب وتوصيل المساعدات الإنسانية إلى السكان وخاصة فى حلب، وتعزيز نظام وقف العمليات القتالية وتهيئة الظروف لاستئناف العملية السياسية». وتدخل الخطة حيز التنفيذ غدا الاثنين الموافق 12 سبتمبر. وتتمثل الخطوة الأولى لتنفيذها فى هدنة مدتها 48 ساعة، ثم تمدد ل48 ساعة أخري، تمهيدا للوصول إلى الالتزام الدائم بوقف إطلاق النار. وعلى صعيد ردود الأفعال على الاتفاق، أعرب ستافان دى ميستورا مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا عن أمله فى أن يسهل الاتفاق «الروسى -الأمريكي»، الذى توصلت إليه موسكووواشنطن فى جنيف، استئناف الجهود الرامية إلى البحث عن حل سياسى للأزمة. وقال دى ميستورا، خلال مؤتمر صحفى مشترك، عقده مع وزيرى خارجيتى روسيا والولايات المتحدة، سيرجى لافروف وجون كيري، إن التفاهم بين موسكوواشنطن بشأن محاربة تنظيمى «داعش» و»النصرة» فى سوريا يتيح فرصا جديدة لتسوية الأزمة التى تعانى منها البلاد. وفى بروكسل، رحبت فيدريكا موجيرينى منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى بالاتفاق، ودعت الأممالمتحدة لإعداد مقترحات لمحادثات انتقال سياسى فى سوريا. وقالت موجيرينى إن «الاتفاق محل ترحيب. كل أطراف الصراع باستثناء الجماعات التى يصنفها مجلس الأمن الدولى كمنظمات إرهابية عليها الآن ضمان سريانه بشكل فعال». وأضافت أن الاتحاد الأوروبى ينضم لآخرين «يحثون الأممالمتحدة على الإعداد لاقتراح انتقال سياسى يكون نقطة انطلاق لاستئناف المحادثات السورية- السورية». بدوره، دعا فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألمانى جميع أطراف النزاع فى سوريا إلى الالتزام بالاتفاقات التى تم التوصل إليها بين لافروف وكيرى أثناء مفاوضات، استغرقت أكثر من 14 ساعة. وفى السياق نفسه، تباينت ردود أفعال المعارضة السورية بوجهيها السياسى والعسكرى على الاتفاق، حيث أكدت الهيئة العليا للمفاوضات السورية الممثلة لتيار المعارضة أن الاتفاق الأمريكى - الروسى المقترح قد يضع حدا فى نهاية المطاف لمحنة المدنيين فى سوريا. وقالت بسمة قضماني، المتحدثة باسم الهيئة «نرحب بالاتفاق إذا جرى تطبيقه، حيث إن وقف الأعمال العدائية هو مطلبنا، نحن نؤيد ذلك تماما». من ناحية أخري، شككت فصائل مسلحة منضوية تحت مسمى «الجيش السورى الحر» فى تنفيذ الاتفاق، مشيرين إلى أنهم لا يرون فرصا كبيرة لنجاحه. وقال فارس البيوش قائد جماعة الفرقة الشمالية التابعة للجيش السورى الحر إن فرص نجاح الاتفاق الجديد لا تختلف عن سابقتها. ميدانيا، لقى 7مدنيين مصرعهم وأصيب 22 جريحا جراء سقوط قذائف أطلقها مسلحو تنظيم داعش على حيى الجورة والقصور فى دير الزور شرق سوريا. من جانب آخر، قتل 10 أشخاص وأصيب حوالى 40 آخرين فى قصف نفذه مسلحون لحى صلاح الدين جنوب حلب. ونقلت وكالة «سانا» السورية عن مصدر فى قيادة شرطة محافظة حلب قوله إن «أكثر من 15 قذيفة صاروخية أطلقها إرهابيون بعد ظهر أمس على حى صلاح الدين فى الأطراف الشمالية لمدينة حلب». وأشارت مصادر ميدانية إلى أن الصراع فى حلب اشتعل بعد ساعات من إعلان التوصل للاتفاق الروسى - الأمريكي. «فودكا» و»بيتزا» للصحفيين موسكو -وكالات الأنباء: كشفت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية عن أن البيتزا التى وزعها وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف على الصحفيين، الذين كانوا ينتظرون إعلان نتائج المباحثات حول سوريا فى جنيف، قدمها له فى الأساس الوفد الأمريكى كاعتذار عن التوقف الطويل أثناء المفاوضات. كانت تقارير إخبارية قد أشارت فى وقت سابق إلى أن لافروف أحضر العديد من فطائر البيتزا للصحفيين، وهو ما قوبل بتصفيق منهم. ومازح أحد الصحفيين لافروف وقال «وأين الفودكا» وهنا ذهب لافروف ثم ظهر مرة أخرى وبيده حقيبة بها زجاجتان من الفودكا». وقال لافروف «البيتزا من الوفد الأمريكى .. والفودكا من الوفد الروسى «. وأوضحت زاخاروفا على صفحتها على الفيسبوك ان كيرى أرسل البيتزا للافروف للاعتذار عن التوقف الذى استمر 9 ساعات فى المحادثات.
مصر ترحب بالاتفاق وتدعو كل الأطراف للالتزام به كتب سامى القمحاوى : رحبت الخارجية المصرية أمس باتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام به باعتباره خطوة أولى نحو التوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في جميع المدن السورية، مع استمرار استهداف العناصر الإرهابية. ودعا المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، جميع الأطراف السورية إلى تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار لوضع حد للمعاناة الإنسانية التي يمر بها الشعب السوري نتيجة استمرار العنف والاقتتال، تمهيدا للعودة إلى المحادثات السياسية بمشاركة جميع الأطراف السورية.