مليون سلام يا مبدلين الخوف أمل مليون سلام يا مبدلين النوم عمل مليون سلام يا مكسرين بطن الجبل فوق الجبين شايف بحور جهد وعرق طول ما المكن يفضل يدور راح يتخلق إنتاج وتكتر ثروتك والخير يعود علي أمتك ........................................................... هذه ليست كلمات حماسية آو تجميل لمشهد دعائى كما يرى البعض، ولكنها سرد لواقع رصدناه بالصوت والصورة من داخل مشروعات قومية عملاقة عديدة يجرى تنفيذها ألآن سواء بمشروعات الطرق العملاقة التي تتعدى ال5الاف كم، أو مشروع أنفاق قناة السويس بالإسماعيلية أو بورسعيد، أو محور روض الفرج والذي يجرى إنشاؤه على مسافة تزيد على 30 كيلو مترا، ويضم العمل به إنشاء واحد من أضخم الكباري المعلقة بالعالم في منطقة شبرا، وكذلك مشروع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة والتي تنشأ من بداية وضع الأساسات لها بأيادي مصرية خالصة، كحال المشروعات السالف ذكرها، يواصل العمال على أرض هذه المشروعات العمل ليلا ونهار، دون كلل أو ملل، لا يثنيهم لهيب الشمس وزمهريرها، ولا ظلام الليل يعطيهم المبرر للتكاسل والتراخي والاستكانة لغريزة النوم. وبالأمس أرسل الشاعر على السوهاجي منذ أكثر من نصف قرن مليون سلام تحية لعمال مصر «صناع الحياة « فى كل زمان على مدار التاريخ، للتأكيد على أن خدمة الوطن حق وواجب وشرف، وعمال مصر كانوا ولازالوا مفتاح الأمل والمستقبل، فهم المقاتلون في المعارك وهم أيضا منشدو المواويل في يوم السلام ، فضربات أيديهم بنيت حضارات أدهشت وأبهرت العالم لآلاف السنوات، وبسواعدهم وجهدهم وعرقهم في مواقع العمل نستعيد الأمجاد. واليوم ونحن نشاهد سواعد المجد تنتشر فى ربوع مصر تبنى وترفع البناء بمواويل الأمل لا نجد أمام هذا التفاني والعطاء إلا التغني بكلمات الشاعر الكبير فؤاد عاقود التى تنثر فى حياتنا التفاؤل بغد أفضل، عمال ولادنا والجدود عمال / ضاربين إيدينا في الصعب أهوال نشعل في يوم المعركة ثورة / ونغنى في يوم السلام موال.. الله أكبر والإيدين طالعة / الله أكبر والإيدين نازلين نازلين على رأس العدو ولعة/ وفوق جبين الحر طوق ياسمين! ومن يتأمل المشاهد النابضة بالحياة التى رصدتها عدسة «الأهرام» يجد أن العمال في هذه المشروعات ينسجون بأيدهم أعظم أنشودة وطنية بإصرار وعزيمة لا تلين سواء من يعمل فى الأنفاق تحت الأرض لتنضم سيناء إلى حضن الوطن وحدة واحدة بلا حواجز أو فواصل أو من يبنى الجسور فوق الأرض ليخفف معاناة الانتظار والزحام على الطرق لتمتد يد العمران إلى كل ربوع مصر من أقصاها إلى أقصاها. واستطاعت عدست الأهرام أن تعايش تفاصيل حياتهم اليومية وتلمس الحماس الذى يمارس كل منهم عمله أيا كان الدور الذى يقوم به وقد ترك كل منهم الأهل والخلان والأصدقاء فى بلده وهاجر ليكسب قوت يومه بعرق جبينه منهم من يعمل فى مهام رئيسية أو وظائف تكميلية.. من فوق احد العمارات والتي يجرى تجهيز سقفها لصب الخرسانة تحدثنا مع عم مصطفى يوسف الكشك الذي قال انه يعمل بالموقع حداد مسلح بشركة المقاولون العرب منذ عشرين سنه ويشارك في أعمال المباني السكنية بالعاصمة الإدارية و مقيم في المشروع حيث يسكن في استراحة بمدينة بدر تم تخصيصها للمغتربين من العمال فى المشروع لعدم تمكنهم من العودة لأسرهم كل يوم ولاسيما انه من قرية محلة روح بطنطا والتي يعود لها فى نهاية كل أسبوع .. وأضاف قائلا الاغتراب والعمل فى المناطق الصحراوية والوعرة أمر اعتدنا عليه ، بل يسعدنا أن ندخل مكانا نائيا ووعرا ثم نتركه عمارا بمبانيه ومنشآته. وفى عمارة أخرى التقينا بعم سيد احمد عبيد من فوق احد السقالات وهو يبنى جدران إحدى الوحدات السكنية والذي أوضح لنا انه يعمل «بناء» فى شركة المقاولين ومن أهالي محافظة الغربية مقيم في استراحة المقاولين العرب ببدر ،،ولديه ثلاثة أطفال .. فرحان أنى أشارك في بني مدينة جديد تفسح لنا ولأجيالنا القادمة المجال للعيشة الرحبة .. ولذا ومع بداية العمل كل صباح اشعر بسعادة غامرة واشعر بحزن لمغادرتي الموقع في نهاية اليوم للهفتى الشديدة على اكتمال البنيان فى المكان. أما المهندس محمد الشهابي نائب مدير فرع شمال الدلتا بشركة المقاولين العرب والمشرف على تنفيذ الإنشاءات بالمشروع فاشعر بالفخر لمشاركتي في هذا المشروع الضخم الذي سيسهم في نقل بلدنا الحبيب مصر نقلة نوعية ،، حيث سنخرج من حيز ضيق عشنا فيه طوال عمرنا إلى رحب واسعة تتوفر فيها كل الخدمات ومستلزمات الحياة العصرية الجديدة ،، ومما سيعود بالنفع علينا وعلى الأجيال القادمة ،، وما يسعدنا أكثر هو أننا نشاهد الحلم يتحقق واقعا أمام أعيننا ، ونعيشه يوما بعد الآخر وهو يكبر أمامنا ليكتمل البنيان، فالعاصمة الإدارية ليست كبقية المشروعات التي شاركنا فيها ،، بل هو مشروع نواة وأول حلقة من سلسلة مشاريع من شانها نقل مصر من دولة نامية لدولة نتطلع لها في مصاف الدولة المتقدمة اقتصاديا واجتماعيا وكل أمراض وسلبيات الزحام والتزاحم التي نواجهها في العاصمة الأم ........... وقد انتظم الجميع فى العمل كحبات مسبحة من مهندس التصميم والحداد والنجار وسائق الونش واللحام والتراكتور والدكاك والحفار حتى بائع الفول .. والستار موجود كما قال عم حسن بائع الفول للمحررة فى موقع العمل بالعاصمة الإدارية، من أول لحظة مدى قناعتهم بالدور الذي يقومون به من اجل مساندة بلدهم الحبيبة مصر فى ظروفها الاقتصادية العصيبة بالبناء والعمل وبذل مزيد من العرق بدافع من ذاتهم دون أن يجبرهم احد على هذا العطاء المتفاني، يتركون أسرهم وبلادهم ويرحلون عنها طواعية ، بحثا عن الرزق ولقمة العيش الحلال ، ينامون بضعة ساعات فى ويعملون ساعات طويلة وسط الصحراء، يشقون الجبال، يجتازون العقبات، من اجل هدف حفروه فى قلوبهم وعقولهم هو إنجاز المهمة فى الوقت المحدد. وفى هذه الأجواء الرائعة ، والتي تتشبع بالنشاط والحيوية وسط عمال هم اقرب لخلية النحل فى نظامها ودقتها وجودتها واتقانها للعمل تجد نفسك دون ان تدرى تغنى قائلا يا حلاوة الإيد الشغالة ورونا الهمة يا رجالة المكن الداير من شوقه بيقول يا ولاد أحلي قوالة ياحلاوة الإيد الشغالة قسم يا مكن قول سمعنا دا كلامك حلو وله معني وحياة الحب اللي جمعنا دي جمايلك في العين متشالة م الليلة المصنع بقي بيتنا والبركة في ولاد حتتنا والهمة حاتفضل غنوتنا ونقول يا أولاد أحلي قوالة ورونا الهمة يا رجالة