ظاهرة غريبة أصبحت تحرك اختيارات أى عروسين عند شراء أثاث منزلهما الجديد.. فالعيون دائماً على ماذا سيقول الناس على (جهازنا)، فبمجرد أن تلبس العروس دبلة الخطوبة، تبدأ هى وأمها وأقاربها وربما صديقاتها أيضاً فى التسوق والفصال، ثم محاولة اقتناء كل ماهو ثمين وغال من الأجهزة الكهربائية والموبيليا والملابس وأشياء أخرى كثيرة لزوم تأثيث عش الزوجية والمفاجأة لا تظهر إلا بعد مرور عام أو أكثر، وربما أقل ليكتشف العروسان الشابان أن المنزل الصغير قد تحول إلى مخزن مكدس بالبضائع، وأن الجهاز الغالى ليس أكثر من مجرد مقتنيات للعرض فقط. والأمثلة على ذلك كثيرة، ونلمسها فى كثير من البيوت الشابة المكدسة بأشياء وموبيليا ومفروشات تكلفت آلاف الجنيهات دون جدوى.. هذا ما تؤكده د. زينب شاهين أستاذة علم الاجتماع والتنمية البشرية، والسبب كما تقول ان معظمنا يفكر بطريقة (هيتقال علينا إيه؟) وليس (إحنا عايزين إيه؟). ويظل الحلم الذى يداعب خيال كل فتاة أنها إن لم تشتر كل ما تحلم به قبل الزواج، فلن تستطيع شراءه بعد الزواج، لأن مصاريف البيت سوف تقضى على أحلام شراء أى (قشة) جديدة فى بيت الزوجية. أما دولاب العروس فحدث ولا حرج.. فنجد أيضاً حرص كل عروس جديدة على أن يكون البيت زاخراً بالملابس والمفروشات القيمة المتعددة الألوان لترفع رأسها ورأس أهلها أمام كل سيدات وآنسات العائلة المحترمات، وبطبيعة الحال فإن الأهل عادة لا يبخلون بكل ما تطلبه الابنة العروس مهما كان الحال، لأن جهاز العروس غالباً هو آخر ما تحصل عليه من بيت أهلها، ولأن المعتقد السائد فى معظم بيوتنا أنه من العيب ان تطلب العروس من زوجها أن يشترى لها شيئا خلال العام الأول من زواجهما، خاصة الأشياء المتعارف عليها أنها ضمن جهاز العروسان. وتؤكد أستاذة علم الاجتماع على أنه قد آن الأوان للتخلى عن تلك العادات والتقاليد، فالهدف الحقيقى من الزواج هو تحقيق الاستقرار، وإنشاء أسرة سعيدة يملؤها الحب والمودة والاحترام المتبادل بين الطرفين. نموذج للبيت المثالى ولأن ما سبق هو سيناريو يتكرر كثيراً فى معظم البيوت الشابة، فنحن نقدم هنا نموذجاً مثالياً لأحد البيوت المؤثثة حديثاً، لأحد مهندسى الديكور من الشباب. يقول مهندس الديكور أحمد المرجانى: حرصت على تخصيص أكبر غرفة فى شقتى كغرفة نوم، لدرجة أننى استغنيت عن إحدى غرف الشقة لكى تكون غرفة النوم هى أكبر الغرف، ومع هذا لم أشتر غرفة نوم كبيرة جداً لكى أملك تلك المساحة، ولكى أستمتع بالمساحة الفارغة، فالأمر ليس له علاقة بالبخل، لكن كلما كان المكان أوسع وأقل أثاثاً، شعر الإنسان بالراحة أكثر، هذا بالإضافة إلى إمكان وضع مكتبة صغيرة بغرفة النوم بها مكان للتليفزيون، وتحته مكان للكتب. ويكمل مهندس الديكور الشاب: لدى أيضاً غرفة أخرى صممت على ألا أضع بها أى أثاث وتركتها فارغة إلا من منضدة وضعت عليها الكمبيوتر والتليفون، فيجب ألا اقوم بتأثيث غرفة لن أستخدمها الآن، وكان يمكن أن أضع بها صالوناً، لكن الصالون الآن ليس بالأهمية الكبيرة خاصة فى بيوت الشباب ذات المساحات التى لا تزيد على 85 متراً. وعموماً فأهم ثلاث غرف فى المنزل هى غرفة النوم ثم الأنتريه أو حجرة المعيشة، ثم المطبخ، أما الصالون والسفرة فيمكن الاستغناء عنهما حسب المساحة والإمكانات. أما المطبخ، فأهم ما يجب أن يميزه هو كيفية وضع البوتاجاز والحوض والثلاجة، وهو ما يسمى بمثلث الحركة الذى يسمح لشخصين على الأقل باستخدام المطبخ فى الوقت نفسه، بحيث تكون الثلاجة فى أقرب مكان للباب، فلا يضطر من يريد استخدامها للمرور للداخل، ويكون الحوض فى أقرب مكان للنافذة أو الإضاءة، أما البوتجاز ففى أقرب مكان للشفاط أو التهوية. كما يمكن الاستغناء عن الكثير من الأجهزة الكهربائية التى لا تستخدم بالفعل مثل المفرمة أو الكبة أو ما شابه ذلك، خاصة أن الأطعمة الآن يباع معظمها نصف مجهز. .. وأخيراً، ليس مهماً أن يكون جهاز العروس هو آخر ما ستحصل عليه من بيت أهلها.. لكن الأهم هو أنه أول لبنة فى عش الزوجية.. وليست الأخيرة.