الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
بعد هبوط الأخضر الأمريكي.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري السبت 18-10-2025
ترامب لا ينوي تقديم أسلحة طويلة المدى لأوكرانيا في الوقت الحالي
أمواج بشرية تملأ ساحة السيد البدوي للاستماع ل ياسين التهامي في الليلة الختامية (فيديو)
بعد تحريك أسعار البنزين والسولار.. تعرف على آخر تحديث لأسعار الخضروات والفاكهة في الأسواق اليوم السبت 18 أكتوبر 2025
انخفاض كبير في عيار 21 الآن بالمصنعية.. سعر الذهب والسبائك اليوم السبت بالصاغة
صرف المرتب والمعاش معًا.. قرارات جديدة لتنظيم عمل المعلمين بعد سن التقاعد
نادي نجيب: الفضة تحقق أرباحًا.. لكنها تحتاج إلى الصبر
تفكك أسري ومحتوى عنيف.. خبير تربوي يكشف عوامل الخطر وراء جرائم الأطفال
مرغ سمعة العيلة المالكة، الأمير آندرو يتخلى عن لقبه الملكي بعد سلسلة من الفضائح
بعد اللقاء مع ترامب.. زيلينسكي يجري مكالمة هاتفية مع القادة الأوروبيين
رد صادم من متحدثة البيت الأبيض على سؤال صحفى بشأن قمة ترامب وبوتين
شلل حكومي يضرب أمريكا وخسائر بالمليارات
عبد الرحمن عيسى: طاهر محمد طاهر من أكثر اللاعبين إفادة في الكرة المصرية
المصري هيثم حسن يقود تشكيل ريال أوفييدو أمام إسبانيول في الليجا
إمام عاشور ينشر صورة ذبح العجل تعبيرًا عن الشكر والفضل
مذاعة مجانًا.. موعد مباراة الأهلي وإيجل نوار اليوم في دوري أبطال أفريقيا والقنوات الناقلة
غرس أسنانه في رقبته، كلب ضال ينهش جسد طفل أثناء لهوه بالبحيرة
التصريح بدفن ضحايا حادث طريق شبرا بنها الحر بالقليوبية
شاروخان وسلمان وعامر خان في لحظة تاريخية على مسرح «جوي فوروم 2025» الرياض
من مصر إلى فلسطين والمجر.. «القاهرة السينمائي» يحتفي بروح الإبداع والإنسانية
نجوى إبراهيم تتعرض لحادث في أمريكا وتجري عملية جراحية
عبد البصير: المتحف المصري الكبير سيفتح أبوابه في توقيت مثالي لتعزيز السياحة
حكم التعصب لأحد الأندية الرياضية والسخرية منه.. الإفتاء تُجيب
هل يجوز للمريض ترك الصلاة؟.. الإفتاء تُجيب
ِشارك صحافة من وإلى المواطن
الآلاف فى ختام مولد السيد البدوى «شىء لله يا شيخ العرب»
شراكة استراتيجية لتعزيز التعاون الأمنى بين «القاهرة» و«نيودلهى»
«الأرصاد» تكشف حالة الطقس اليوم وتُعلن عن ظاهرة جوية «مؤثرة»: توخوا الحذر
ملوك الدولة الحديثة ذروة المجد الفرعونى
عمرو أديب: ما يحدث في مولد السيد البدوي غير مفهوم
سقوط 3 متهمين بالنصب على راغبي شراء الشقق السكنية
عاتبه على سوء سلوكه فقتله.. تشييع جثمان ضحية شقيقه بالدقهلية
«بمكونات سحرية».. تحضير شوربة العدس للاستمتاع ب أجواء شتوية ومناعة أقوي (الطريقة والخطوات)
استعد ل الشتاء بنظافة تامة.. الطريقة الصحيحة لغسيل البطاطين قبل قدوم البرد
«فطور بتاع المطاعم».. طريقة عمل الفول الإسكندراني بخطوات سهلة ونكهة لا تُنسى
مكتبة الإسكندرية القديمة.. ذاكرة الإنسانية بين التنوير والإقصاء
مباراة ال6 أهداف.. التعادل يحسم مواجهة باريس سان جيرمان وستراسبورج
فوز أسامة أبو زيد برئاسة نادى الشمس للمرة الثالثة على التوالى.. رسميا
مواقيت الصلاة فى أسيوط السبت 19102025
اسعار الحديد فى أسيوط السبت 18102025
تفاصيل ضبط طرفي مشاجرة داخل مقر أحد الأحزاب بالجيزة
«السياحة» تشارك في رعاية الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي 2025
اليوم.. محاكمة 7 متهمين في قضية «داعش التجمع»
حمزة نمرة لبرنامج معكم: الفن بالنسبة لي تعبير عن إحساسي
نقاط ضوء على وقف حرب غزة.. وما يجب الانتباه إليه
الجيش الإسرائيلى يعلن تصفية عنصر من حزب الله في غارة جنوب لبنان
20 لاعبا فى قائمة الإسماعيلى لمواجهة حرس الحدود بالدورى
تعرف على طاقم حكام مباريات الأحد فى الدورى الممتاز
رئيس البنك الدولى: إعادة إعمار غزة أولوية وننسق مع شركاء المنطقة
قرار هام بشأن المتهم بقتل طفلته وتعذيب شقيقها بأطفيح
أخبار 24 ساعة.. وزارة التضامن تطلق المرحلة الرابعة من تدريبات برنامج مودة
نائب وزير الصحة تناقش "صحة المرأة والولادة" في المؤتمر الدولي ال39 بجامعة الإسكندرية (صور)
الإثنين، آخر مهلة لسداد اشتراكات المحامين حاملي كارنيه 2022
اللواء بحرى أركان حرب أيمن عادل الدالى: هدفنا إعداد مقاتلين قادرين على حماية الوطن بثقة وكفاءة
«الوطنية للانتخابات»: قاعدة بيانات محدثة للناخبين لتيسير عملية التصويت
ينافس نفسه.. على نور المرشح الوحيد بدائرة حلايب وشلاتين
تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-10-2025 في محافظة الأقصر
العلماء يؤكدون: أحاديث فضل سورة الكهف يوم الجمعة منها الصحيح ومنها الضعيف
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
المسألة الكردية كيف كانت ؟
سمير أمين
نشر في
الأهرام اليومي
يوم 02 - 09 - 2016
(1)
من المظاهر المعبرة عن الفوضى التي تسود المشهد الحالي في الشرق الأوسط ذلك الصعود العنيف للمسألة الكردية، فكيف يمكن أن نحلل- في هذه الشروط الجديدة- نطاق المطالبات الكردية (استقلال ذاتي؟ استقلال؟ وحدة؟)؟ وهل بالإمكان أن نستخلص من تحليل هذه المطالبة ضرورة أن تؤيدها كل القوى الديمقراطية والتقدمية في الإقليم وفي العالم؟
تتسبب المجادلات بخصوص هذا الموضوع في تشوش كبير. ويرجع السبب- في رأيي- إلى تبني معظم الفاعلين والمراقبين المعاصرين لرؤية لا تاريخية لهذه المسألة، حيث تحول حق الشعوب في تقرير المصير إلى حق مطلق، يجب الدفاع عنه كحق أصيل لجميع الشعوب في الحاضر والمستقبل، وحتى في الماضي. ويُعتبر هذا الحق من الحقوق الجماعية الأكثر جوهرية، والذي يعلو في الأغلب شأن الحقوق الجماعية الأخرى في النطاق الاجتماعي «الحق في العمل، التعليم، الصحة، المشاركة السياسية.. الخ. «
وبالإضافة إلى كون مضمون هذا الحق المطلق غير محدد بدقة، فإن مستحقيه قد يكونون إذن أي «جماعة» تشكل أغلبية أو أقلية داخل حدود دولة أو إقليم. وتُعرِّف هذه الجماعة نفسها كجماعة «خاصة» بسب اللغة أو الدين مثلاً، وتَدّعي سواء عن حق أم خطأ- وقوعها ضحية تمييز أو اضطهاد.
بينما تأتي تحليلاتي ومواقفي في مواجهة هذه الرؤية اللاتاريخية للقضايا وبالحقوقب الاجتماعية التي تُعبّر من خلالها الحركات الاجتماعية في الماضي والحاضر عن مطالبها. كما أُولي أهمية قصوى للتقسيم الذي يفصل العالم الرأسمالي الحديث المزدهر عن عوالم الماضي.
فقد اتخذ التنظيم السياسي لتلك العوالم السابقة أشكالاً متنوعة بشكل هائل، بدءًا من بناء السلطة فوق مناطق شاسعة (والتي يُطلق عليها اإمبراطورياتب) إلى مَلَكيات أصغر ذات درجات متفاوتة من المركزية، دون استبعاد التمزق المتطرف للسلطات الذي يتجاوز الأفق القروي بالكاد في ظروف معينة. ومن الواضح أن موضوع هذه المقالة لا يتطرق إلى مراجعة خليط الأشكال السياسية السابقة على الحداثة الرأسمالية. إنما سأشير فحسب هنا إلى بضعة أقاليم اتخذت شكل البنية الإمبراطورية: الإمبراطوريتان الرومانية والبيزنطية، الخلافة العربية- الفارسية، الإمبراطورية العثمانية.
ويعتبر هذا التصنيف المشترك بين البنيات المذكورة مضللاً أكثر منه مفيدًا، رغم اشتراكها جميعًا في خاصيتين اثنتين: (أ) أنها تجمع بالضرورة وبحكم نطاقها الجغرافي شعوبًا وجماعات مختلفة من حيث اللغة والدين وأنماط الإنتاج والحياة الاجتماعية. (ب) أن المنطق الذي يحكم إعادة إنتاج الحياة الاجتماعية والاقتصادية فيها ليس ما يحكم الرأسمالية، وإنما من خلال ما أسميته أنماط الإنتاج الخراجية (الشائع تسميتها اإقطاعيةب).
لذلك أعتبر من قبيل السفه عقد المشابهات بين جميع تلك الإمبراطوريات السابقة (سواء تلك التي سادت على أقاليم، أم أخرى مثل الإمبراطورية الصينية) وبين الإمبراطوريات التي بنتها القوى الرأسمالية الكبرى (سواء كانت إمبراطوريات استعمارية مثل الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية، أم الإمبراطوريات الحديثة التي لا تملك مستعمرات رسميًا مثل الإمبراطورية الأمريكية والتي تعتبر شكلاً فريدًا يُطلق عليه إمبراطورية). وتنتمي أطروحة بول كيندي* الذائعة عن اسقوط الإمبراطورياتب إلى هذه الفلسفات المجازفة العابرة للتاريخ.
(2)
أعود إلى الإمبراطورية التي تتعلق مباشرة بموضوعنا، أي الإمبراطورية العثمانية التي بُنيت في وقت كانت أوروبا تقطع الصلة مع ماضيها لتدخل في الحداثة الرأسمالية. فقد كانت الإمبراطورية العثمانية نفسها دولة قبل رأسمالية. وتصنيفها كإمبراطورية تركية هو في حد ذاته توصيف غير دقيق ومضلل. فربما كان لحروب غزو القبائل التركمانية شبه الرعوية من آسيا الوسطى دورها الفعال في التدمير المزدوج للإمبراطورية البيزنطية والخلافة في بغداد، والدور الأكبر في استيطان الأناضول وتراقيا الشرقية. لكن سطوة السلطان امتدت بعيدًا إلى مناطق الأرمن والأكراد والعرب واليونان وسلاف البلقان. ويقود تصنيف هذه الإمبراطورية كإمبراطورية متعددة القوميات إلى إسقاط خاطئ للواقع اللاحق على الماضي، إذ إن القوميات البلقانية والعربية (المناهضة للعثمانيين) هي في صورتها الحديثة من منتجات تغلغل الرأسمالية في الإمبراطورية.
فكل شعوب الإمبراطورية- من أتراك وعرب كانت تتعرض للاستغلال والقهر بالطريقة نفسها، بمعنى أن الأغلبيات الفلاحية جميعًا كانت خاضعة لنفس مبدأ الإتاوة الضريبية الباهظة. وكانت مقهورة بواسطة ذات الحكم المطلق. ومن المؤكد أن المسيحيين قد أُخضِعوا لتمييز إضافي. لكن لا ينبغي أن ننظر هنا إلى أشكال الاضطهاد االقوميب باعتبار أنها ضد المسيحيين ولا ضد المسلمين غير الأتراك (الأكراد والعرب). فالطبقة الحاكمة المرتبطة بالحكم السلطاني قد ضمت في صفوفها أعيانًا مدنيين وعسكريين ودينيين من كل أجزاء الإمبراطورية، بما في ذلك جنين البورجوازية الكومبرادورية (اليونانية والأرمنية بشكل خاص) الذي أنتجه التغلغل الرأسمالي.
ولا تنفرد هذه الإمبراطورية الشرقية بهذه القسمات الخاصة. إذ يمكن الاستشهاد بتعبيرات مماثلة في الإمبراطوريتين النمساوية- المجرية والروسية. بل حتى في الإمبراطورية الإثيوبية في عهدي منليك وهيلا سيلاسي، حيث لم تتطابق سلطة املك الملوكب مع سيطرة الأمهرة، لأن الفلاحين الأمهرة لم يلقوا معاملة أفضل من الآخرين، وتكونت الطبقة الحاكمة من كل أقاليم الإمبراطورية (فقد تضمنت مثلاً عددًا معقولاً من الإريتريين الأصلاء!).
لا يوجد شيء مما سبق في النظم الإمبريالية الحديثة. فقد بُنيت الإمبراطوريات الاستعمارية (لبريطانيا العظمى وفرنسا..) وكذلك الإمبراطورية الأمريكية غير الرسمية، بشكل نظامي على أساس التمييز الحاد بين شعب المركز الاستعماري وشعوب المستعمرات والبلدان التابعة، حيث حُرِمت الأخيرة من الحقوق الأساسية المكفولة لسكان المركز الاستعماري.ولهذا فقد صار نضال الشعوب المُخضَعة لسيطرة الرأسمالية الإمبريالية نضالاً من أجل التحرر الوطني، الذي يكون بالضرورة وبطبيعته معاديًا للإمبريالية.
لا يجوز أن نخلط بين هذه القومية الحديثة (المناهضة للإمبريالية، ومن ثم: التقدمية) وبين كل التعبيرات الأخرى للحركات القومية غير المعادية للإمبريالية، سواء كانت قومية تستلهم الطبقات الحاكمة في البلدان الإمبريالية، أو الحركات القومية غير المعادية للإمبريالية مثل حركات شعوب البلقان التي سأعود إلى مناقشتها فيما بعد. وإنه مما يتعارض مع المقتضيات الأساسية للتحليل العلمي للمجتمعات التاريخية افتراض المشابهة بين أبنية الإمبراطوريات القديمة وبين الأبنية الخاصة بالإمبراطوريات الرأسمالية الإمبريالية، والجمع بينهما في مفهوم زائف ل االإمبراطوريةب.
(3)
لقد كانت نشأة الأيديولوجيات القومية لاحقة بكل هذا. فهي لم تتشكل إلا في القرن التاسع عشر في البلقان وسوريا ووسط الأرمن، وفيما بعد وسط أتراك روميليا كرد فعل للآخرين. ولا توجد أدنى ومضة تشير إلى نشأة قومية كردية. وقد ارتبط صعود القوميات المذكورة ارتباطًا وثيقًا مع عمليات الحضرنة والتحديث الجديدة التي اضطلعت بها الإدارات. وكان باستطاعة الفلاحين أنفسهم الاستمرار في التحدث بلغاتهم وتجاهل لغة الإدارة العثمانية التي لم تكن تظهر في الريف إلا لجمع الضرائب أو جلب الجنود. لكن الأمر اختلف في المدن الجديدة، وخاصةً وسط الطبقات المتوسطة المتعلمة الجديدة، حيث كانت إجادة اللغة المكتوبة ضرورة يومية. وكان من الحتمي أن ينشأ من هذه الطبقات الجديدة الجيل الأول من القوميين بالمعنى الحديث. ولعل الطابع الريفي للمناطق المسكونة بالأكراد في الأناضول التركي الأوسط يفسر لنا التشكل المتأخر للقومية التركية (الكمالية) وكذا التأخر نفسه بالنسبة للقومية الكردية.
وتساعدنا الموازاة بين الإمبراطورية العثمانيةوالإمبراطورية النمساوية- المجرية في تفسير العملية التي ستدمر هاتين الإمبراطوريتين فعليًا. فقد تكونت الإمبراطورية النمساوي ة- المجرية قبل نشأة الرأسمالية الأوروبية، لكنها كانت جارتها الأقرب، كما أعيد بناء بعض أقاليمها (النمسا، بوهيميا) على الأسس الجديدة للرأسمالية. ومن ثم نشأت المسألة القومية هنا في القرن التاسع عشر. ونحن مدينون للماركسيين النمساويين (أوتوباور وغيره) بتحليلهم الجيد لهذا البعد للتحدي الاشتراكي، والسياسات المقترحة التي أعتبرها الأكثر تقدمًا في شروط ذلك الوقت: الحفاظ على مزايا الدولة الكبيرة ولكن مع الإسراع في تحويلها بتدابير تقدمية اشتراكية (راديكالية أو حتى ديمقراطية- اجتماعية) بما يخلق أممية الشعوب المبنية على التزام صارم بسياسات تكفل المعاملة العادلة للجميع، مصحوبة بسياسة صادقة تحترم الاستقلال الثقافي. لكن تسلسل الأحداث لم يسمح بنجاح هذا المشروع، وإنما خدم لصالح قومية بورجوازية متواضعة.
أما قوميات البلقان والقومية العربية- السورية التي ظهرت فيما بعد، فقد ارتبطت بالرأسمالية الطرفية في الأقاليم، وانتصرت وساعدت بالفعل في إزالة الإمبراطورية العثمانية.لكن الضعف الذي اتسمت به تلك القوميات قد أعاق مسعى قوادها في البحث عن تأييد القوى الخارجية (خاصة بريطانيا العظمى و/ أو روسيا) في مواجهة الحكم العثماني. وقد دفعوا ثمن هذا، فالدول الجديدة التي أنشأوها بقيت تحت نير الدول الاستعمارية السائدة، بريطانيا وفرنسا بالنسبة للعرب، وبريطانيا وألمانيا بالنسبة للبلقان.
وفي أرمينيا تعرضت حركة التجديد القومي الأرميني (حيث عرفت حضارة مستقلة رائعة قبل إدماجها في الإمبراطورية العثمانية) للهزيمة بعد المذبحة التي وقعت عام 1915. وكانت هذه القومية ممزقة بين قومية البرجوازية الأرمينية الجديدة المهاجرة في مدن روميليا (القسطنطينية، سميرنا، وغيرهما) والتي احتلت مواقع في عالم المال والشركات الجديدة، وبين قومية الأعيان والفلاحين في الأراضي الأرمينية. كما أن إدماج جزء صغير من هذه الأراضي في الإمبراطورية الروسية (أرمينيا السوفيتية فيما بعد، ثم أرمينيا المستقلة) قد زاد الأمر تعقيدًا بتزايد المخاوف من مؤامرات سان بطرسبرج، خاصة أثناء الحرب العالمية الأولى. وقد اختارت السلطات العثمانية طريق الإبادة الجماعية. وأسجل هنا أن الأكراد قد عملوا هنا كأداة في تنفيذ المذبحة، وكانوا المستفيدين الرئيسيين منها، فقد ضاعفوا حجم أراضيهم بعد الاستيلاء على القرى الأرمينية المدمرة.
وتعتبر القومية التركية الحديثة أحدث عهدًا. فقد تشكلت أولاً على أيدي مثقفين نسبيًا ذوي خلفية عسكرية والإدارات العثمانية في مدن روميليا (القسطنطينية، سميرنا، تسالونيكي) كرد فعل لصعود القومية في البلقان والقومية العربية- السورية. بيد أنه لم يكن لهذا صدى وسط الفلاحين الأتراك (والأكراد) في وسط وشرق الأناضول. وكانت خيارات القومية التركية التي أصبحت فيما بعد خيارات الكمالية هي: الأوربة، العداء للعثمانية، تأكيد الطابع التركي للدولة الجديدة ونمطها االمتعلمنب وليس العلماني، لأن المواطن التركي الجديد يتم تعريفه بالانتماء الاجتماعي للإسلام (فليس هناك اعتراف بالقلة من الأرمن الذين نجوا من المذبحة، أو اليونانيين في القسطنطينية وسميرنا) ولكن مع اختزال الإسلام في وضعية المؤسسة العامة التي تسيطر عليها وتتلاعب بها الحكومة الجديدة في أنقرة.
وقد سمحت الحروب التي خاضها الكماليون من 1919 إلى 1922 ضد القوى الإمبريالية للجماهير الفلاحية التركية (والكردية) بالالتفاف حول القومية التركية الجديدة. ولم يتمايز الأكراد عن الأتراك، فقد حاربوا معًا في صفوف القوات المسلحة الكمالية. وقد أصبحت القومية التركية الكمالية بحكم الظروف قومية معادية للإمبريالية. ورأت هذه القومية أن العثمانية والخليفة لم يحميا شعوب الإمبراطورية (من أتراك وأكراد وعرب) وإنما على العكس سهلا اختراق الإمبريالية الغربية واختزال الإمبراطورية إلى إقليم رأسمالي طرفي خاضع. ومالم تفهمه القومية العربية ولا البلقانية وقتها أنها قد دعت صراحة إلى تأييد القوى الإمبريالية ضد سلطة الباب العالي. ثم قامت القومية الكمالية المعادية للإمبريالية بتسديد الضربة القاضية للعثمانية.
هامش
* Paul Kennedy, The Rise and Fall of the Great Powers. - Economic change and Military conflict from 1500 to 2000, Unwin Hyman, London, 1988
لمزيد من مقالات د. سمير أمين
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
تركيا .. الإمبريالية من الباطن!
بالفيديو .. حقيقة مذبحة "الاّرمن" التي ذَل بها المصريين "أردوغان"
تعرف على 21 معلومة عن مذابح "أبناء يافث بن نوح "
انسوا سايكس بيكو.. معاهدة سيفر هي المعبرة عن الشرق الأوسط الحديث
بريطانيا سر نكبة فلسطين والأرمن.. على ثابت الباحث بالشأن الأرمينى: القضية الأرمينية لعبة الدول الكبرى فى القرن التاسع عشر
أبلغ عن إشهار غير لائق