كان يا ما كان يا سادة يا كرام منذ قرن من الزمان.. كان فيه شعب أسهم فى اكتتاب عام لإقامة تمثال «نهضة مصر» للفنان النحات محمود مختار..عنه يتساءئل د.صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق:أين نحن من هذا الشعب الواعى المثقف؟ هل هذا الشعب نفسه يستحق أن يرى هذه التماثيل المشوهة مؤخراً مثل تمثال أم كلثوم، العقاد وعبدالوهاب وغيرهم؟. وبعد تكرار مشاهد التشويه التى أصابت تماثيل رموز مصر وزعمائها فى الميادين المحتلفة يطالب المليجى باتخاذ إجراءات بحيث يمنع التعامل مع هذه الثروة الفنية إلا من خلال قطاع الفنون التشكيلية وجهاز التنسيق الحضارى ونقابة التشكيليين وعن طريق مسابقة محترمة بين الفنانين، مضيفا: لدينا عدد كبير من الفنانين المتألقين فى فن النحت قادرين على الارتقاء بالذائقة الفنية للشعب.واتفق معه د.خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية قائلا: ان التماثيل فى الميادين تتبع الأحياء - وأبلغنا المسئولين أنه يجب استشارة القطاع وجهاز التنسيق الحضارى قبل التعامل مع التماثيل والميادين وأن هذه الاستشارات مجانية، ولكن دون جدوي، والأزمة استفحلت وتتفاقم لذا نطالب بإصدار قانون يمنع الترميم والصيانة والتجميل دون الرجوع إلينا. أما الفنان طارق الكومى صاحب تمثال «أم كلثوم» بالزمالك والذى تم تشويهه مؤخراً فعبر عن صدمته على صفحته الشخصية على الفيس بوك قائلا: لو أن الجهات المسئولة كانت قد إتخذت موقفا فيما سبق لما تجرأ رؤساء الأحياء فى جميع المحافظات على التمادى أكثر. مضيفا: ليس مطلوب من الفنان صاحب العمل أخذ بطانية والنوم أسفل التمثال لحمايته، مع العلم أنه تم الاتصال بى من قبل عدد من المسئولين للتعامل مع التمثال وإزالة ما حدث من تشوية. ويرجع الفنان محمد عبله السبب فى هذا التشويه لأخطاء المحليات التى تستعين بمقاول أو نقاش بدون أى ضابط أو رابط مؤكدا أن تشويه الذوق العام جريمة. ويتفق معهم الفنان صلاح عنانى قائلا: هناك حالة من الفساد تسود المجتمع، وتشويه التماثيل جزء منها ولكنها كارثة لأن المصريين هم من أبدعوها منذ الفراعنة، لذا يجب محاسبة المسئول، ومن أجاز هذا العبث.
