إن ظهور فرق الآلات النحاسية لا يعد مشهداً مألوفاً على الساحة الفنية المصرية. وباستثناء فريق بغدادى باند الشهير فإن الفرق النحاسية كثيرا ما تواجه صعوبات حتى تنجح فى تسليط الضوء عليها. ولكن فريق النفيخة الذى نجح فى تأسيس جمهور لا بأس به فى مصر فى خلال عامين، يعد ظاهرة يجب القاء الضوء عليها. يتكون فريق النفيخة من خريجى معهد الكونسرفتوار وأعضاء أوركسترا القاهرة السيمفونى ويضم الفريق محمد السواح و وليد جبر (ترومبيت)، امير ابراهيم واحمد اسماعيل (ترومبون)، ماساكى اوكاجيما ( توبا) ويصاحبهم خالد السايس (بركشن) وسامح شعبان (درامز) ومنذ ظهورهم للمرة الأولى فى أكتوبر 2014، تجاوز عدد متابعيهم على صفحة الفيس بوك الخاصة بهم الخمسين الفاً وتمتلئ حفلاتهم عن آخرها بجمهور عريض. طريق النجاح بالنسبة لهم بسيط، فهم مخلصون لمهمتهم الأساسية وهى تعريف الجمهور بالآلات النحاسية وإثبات ان هذه النوعية من الآلات قادرة على تقديم موسيقى عذبة. وفى حفلاتهم، تقوم الفرقة بعزف توزيعات جديدة ومزج الحان مختلفة (ميدلي) يحفظها عن ظهر قلب اجيال مختلفة من المستمعين. وتتضمن أعمالهم مقطوعات من الحان ومؤلفات شرقية قديمة مرورا بأغانى ام كلثوم وعبدالوهاب التى يعاد تقديمها بشكل يتناسب مع طبيعة الآلات النحاسية، وحتى الأغانى المعاصرة. وفى بعض الاحيان يقومون بمفاجأة الجمهور وتقديم توزيعات جديدة لاشهرالالحان المعاصرة وحتى موسيقى الفيديو والعاب الأندرويد الشهيرة. وخلال حفلاتهم المنتظمة بساقية الصاوى و غيرها من الأماكن يعمد الفريق الى أخذ الجمهور فى جولة فى تاريخ الموسيقى العربية خلال عقود متتالية. ويضيفون الى الموسيقى عنصرا دراميا آخر من خلال الزى الذى يرتديه الفريق والذى يعبر عادة عن المرحلة التاريخية للموسيقى المقدمة. ومع خلطة موسيقية فنية مثيرة ينجح الفريق فى أن يشاركه الجمهور الحفل حيث أن موسيقاه تفتح الابواب للتعبير عن قيم أخرى كثيرة..انها تجربة تستحق ان نعيشها ونستمتع بها.