لقبتها وسائل الإعلام الاسرائيلية بملكة الصحراء تلك المرأة صاحبة الدور الرئيسى فى عملية تهجير يهود إثيوبيا إلى إسرائيل فى فترة الثمانينيات و التى ظلت تعمل فى السودان لمدة ثلاث سنوات كسيدة أعمال كل شهرين أو ثلاثة كانت تحصل على إجازة لمدة اسبوعين تمضيها فى إسرائيل وهى إحدى عناصر جهاز الموساد التى استطاعت تهريب كثير من يهود إثيوبيا ( الفلاشا ). حيث تقول لمحرر صحيفة معاريف يشاى هولاندر ان نادى الغوص الذى يمارس نشاطه على شاطئ البحر الأحمر كان يتحول ليلا إلى قاعدة عمليات لتخطيط وتنفيذ عملية تهجير ونقل يهود إثيوبيا إلى إسرائيل. يولا وهو الاسم الحركى لتلك المرأة مديرة المنتجع السرى الذى افتتحه الموساد فى إفريقيا فى فترة الثمانينيات تتحدث لأول مرة وتقول: كنا نتوجه لجنوب السودان سرا حتى نصل إلى معسكرات اللاجئين على حدود إثيوبيا ومن هناك يتم وضع اليهود الاثيوبيين فى الشاحنات ونعود ثانيا وعن لحظات الخوف التى انتابتها اثناء العملية تقول حدث هذا فى مطار سويسرا فالسفر من الخرطوم إلى إسرائيل كان يتم عبر سويسرا وهو مسار إجبارى اعتادت عليه لانه لم يكن هناك فى ذلك الوقت طيران مباشر من إسرائيل للخرطوم والتى لم يكن لها علاقات دبلوماسية مع تل أبيب. هذه الرحلة التى قامت بها مرات عديدة دائما كانت واثقة من نفسها وبقصة التغطية أو التمويه الخاصة بها . وعلى مدى أكثر من ثلاثين عاما حافظت يولا على سر هذه العملية والتى عملت بعدها كمضيفة طيران على متن خطوط شركة طيران العال الإسرائيلية ، زملاؤها والعاملون معها لم يعرفوا أنها كانت عميلة سابقة أو عنصرا من عناصر جهاز الموساد ولعبت دورا أساسيا فى تهجير الآلاف من يهود إثيوبيا إلى إسرائيل عن طريق السودان فى فترة الثمانينيات، وهى تحرص حتى الآن ألا تظهر صورتها ويظل اسمها هو الاسم الحركى يولا . وعن طبيعة العمل فى الموساد تقول يولا ان العديد من العناصر يتم تجنيدهم لفترات قصيرة أو لمهمة واحدة أو أكثر وبعد انتهاء العملية فى السودان اختارت عدم الاستمرار فى الموساد لكن من تولت المهمة بعدها فى إدارة المنتجع ظلت فى الموساد وانتقلت إلى وحدة عمليات أخرى ، وعن الشروط الواجب توافرها فى أمثالها من عناصر الموساد تقول: يجب ان يكون سريع البديهة صاحب أعصاب فولاذية ودم بارد لا يرتبك أو يتردد وليس هناك فارق فى ذلك بين رجل وامرأة وتختتم يولا حديثها لمحرر معاريف بتمنى تولى امرأة رئاسة الموساد فى قادم الأيام. وتعتمد إسرائيل على العنصر النسائى بشكل أساسى فى جميع مؤسساتها العسكرية والأمنية فالنساء يلعبن دورا رئيسيا وأساسيا فى الجيش والشرطة وجهاز الموساد وجهاز الأمن العام( الشاباك). وغالبية المهام السرية لأجهزة المخابرات الإسرائيلية تتم بواسطة فرق مشتركة من الرجال والنساء، وتعد ترقية قيادة أركان الجيش الإسرائيلى للضابطة أورنا باريباى منذ عدة سنوات إلى رتبة اللواء وهى المرة الأولى فى تاريخ قيادة الأركان دليلا على أهمية دور المرأة فى تلك المؤسسات وما كان غير ممكن فى السابق أصبح اليوم شيئا طبيعيا, وقد أصبح لدى جهاز الشاباك مثلما هو الحال فى الموساد مجموعة من النساء يقمن بمهام سرية ويشكلن جزءا هاما من فرق العمليات المسلحة ويشاركن فى مهام بمناطق توصف بأنها خطرة, كما أن50% من العاملين فيه من النساء. ورغم إن الشاباك يحظر على العاملين فيه سواء الحاليون أو السابقين إجراء مقابلات أو التحدث مع وسائل الإعلام دون الحصول على إذن مسبق من قيادة الجهاز طبقا لقانون صدر عام2002 ، فإن صحيفة معاريف استطاعت مقابلة عدد من نساء الشاباك أو عميلاته سواء الحاليات أو السابقات وإجراء حديث معهن بعد الحصول على موافقة قيادات هذا الجهاز وهى المرة الأولى التى تتحدث فيها عميلات سابقات فى الجهاز عن عملهن فى خدمة الشاباك وعالمهن السرى وأولى هذه العميلات تدعى إفرات38 سنة وهى عميلة سابقة تعيش اليوم فى شمال أمريكا وتعمل فى وظيفة إعلامية لدى إحدى الطوائف اليهودية هناك حيث تكشف أنها انضمت للخدمة فى جهاز الأمن العام الشاباك بعد أن كانت ضابطة فى الجيش الإسرائيلى وخدمت فى الشاباك لمدة ثمانى سنوات ونصف السنة وكانت من أوائل النساء اللاتى شاركن فى عمليات ميدانية توصف بأنها عمليات على الأرض وبها درجة خطورة عالية. تقول إفرات: كنت قائدة لوحدة85% من أفرادها رجال وكنت أشعر أن قادة الجهاز لديهم الرغبة فى تشجيع عميلات الجهاز على العمل ودفعهن للامام وعن عمليات إعداد النساء تقول كانوا ينظمون لنا دورات تدريبية خاصة ومنها عمليات التدريب على العمليات القتالية وعن علاقتها بالبيئة المحيطة بها من الرجال تقول: كنت أشعر طيلة الوقت انهم يحموننى رغم تأكدهم من كفاءتى وقدرتى على حماية نفسى وحدث هذا أثناء القيام بإحدى المهام فى القدسالشرقية وعن تأثير عملها فى الشاباك عليها تقول كانت هناك مرحلة شعرت فيها اننى اتحول إلى رجل فى تصرفاتى وحتى فى مظهرى الخارجى فكنت ارتدى ملابس تشبه ملابس الرجال لكن الوضع تغير فى العامين الأخيرين لى فى الجهاز حيث بدأت أرتدى الملابس النسائية وأتصرف بشكل طبيعى. أيضا العميلة د35 سنة وتقيم فى تل أبيب كانت فى الماضى أيضا ضابطة فى الجيش الإسرائيلى ثم انتقلت للخدمة فى الشاباك بوحدة العمليات لمدة خمس سنوات وبعد انتهاء خدمتها انتقلت للعمل فى مجال التعليم حيث تقول: أتذكر أن أول درس تعلمته عقب التحاقى بالشاباك وكنت الشابة الوحيدة بين مجموعة من الرجال اننى كامرأة يجب أن أعطى وأن أثبت كفاءتى بنسبة200% وليس100% وتضيف ان هذا لم يشكل أى ضغط عليها وحينما سألها محرر معاريف هل ساعدتها انوثتها فى عملها أم كانت عائقا? قالت كنت استعين بأنوثتى لحل ما يواجهنى من مشاكل على الأرض أو فى ميدان العمل وتضيف ان قوة الأنوثة تؤثر للغاية فى العمل السرى او المخابراتى .