كما كان متوقعا انتهي لقاء الكارهين بعد عشرة أيام من بدئه في أديس أبابا دون الاتفاق علي حل أي من قضايا الخلاف بين شمال السودان وجنوبه, فالرغبة في الحل ليست متوافرة بعد. إلا بالاستجابة لجميع مطالب كل منهما وليس بتقديم تنازلات متبادلة ليلتقيا في منتصف الطريق. وكان واضحا من التصريحات والشروط المتبادلة والأجواء المتوترة التي سبقت المفاوضات ولازمتها, وصعوبة القضايا محل الخلاف, أنهما لن يتمكنا من إحراز بعض التقدم, فما بالك بالتوصل إلي حل, ولم يتفقا حتي علي موعد جديد للمباحثات. فشل الطرفان في تحديد المنطقة العازلة التي سبق أن اتفقا من حيث المبدأ في مارس الماضي, علي إقامتها علي جانبي الحدود, لأن هناك مناطق يصر كل منهما علي أنها جزء من أراضيه, وإذا قبل بسحب قواته لمسافة عشرة كيلومترات, فمعني ذلك أنه قبل بأن حدوده تبدأ من بداية المنطقة العازلة, ووافق علي دخول مناطق متنازع عليها ضمن أراضي الآخر. لذلك رفض جنوب السودان الخريطة التوفيقية التي تقدم بها الوسيط الإفريقي وقدم خريطة تضم منطقة هجليج البترولية ومناطق من ولايتي جنوب كردفان ودارفور إلي أراضيه, مما دفع وفد الخرطوم لرفضها فورا. أما حكومة جوبا فقالت إنها لا تعترف بخريطة الأممالمتحدة, التي علي أساسها أجري استفتاء تقرير مصير سكان الجنوب وأجريت وفقا لها الانتخابات, كما أنها هي التي نص عليها اتفاق السلام الشامل عام .2005 ويبدو أن الطرفين سيظلان يدوران في حلقة مفرغة.. فالشماليون يستندون إلي حكم هيئة التحكيم الدولية الدائمة في لاهاي عام 2009 بأن منطقة هجليج البترولية تقع ضمن أراضي الشمال, وكذلك إدانة مجلس الأمن لاستيلاء جوبا عليها في أبريل الماضي ومطالبته إياها بالانسحاب منها, وبالتالي فهي جزء من الشمال. أما الجنوبيون فيقولون إن لديهم خرائط تعود إلي أيام الاحتلال الإنجليزي, تؤكد أن هجليج التي يسمونها بانتيو ومناطق أخري متنازعا عليها جزء لا يتجزأ من وطنهم. المزيد من أعمدة عطيه عيسوى