بمسرح متروبول وهو أحد المسارح التي ظلت لسنوات طويلة مغلقة تحت بند التجديد حتي تمت هذه العملية منذ ما يقرب من5 سنوات وليعاود المسرح تقديم عروضه وكان معظمها في الفترة الماضية عروضا خاصة بالطفل وهو أمر بالتأكيد نحييه. حاليا مسرح متروبول يعرض علي خشبته مسرحية هبط الملاك في بابل التي ترجمها الكاتب الكبير أنيس منصور عن نص فريديك دورينمات, وكان المسرح قد قدمها من قبل ولكن منذ أكثر من10 سنوات, عن الملاك الذي هبط من السماء ليقدر له أن يقع في حب أفقر من المدينة وهو الشحات. هبط الملاك في بابل يقدمها حاليا مسرح الشباب وهو المسرح الذي كان يحتل قاعة يوسف إدريس بمسرح السلام, وبهذه القاعة قدم اكثر من عمل متميز استطاع من خلالها جذب المتفرجين وكان مجرد اسم أو عنوان مسرح الشباب كفيلا بجذب المتفرج. مسرحيات هذه الفرقة.. فرقة الشباب دائما ما تميزت بأنها قليلة التكلفة وأيضا تتمتع بوقت قصير نسبيا وهو أمر له أهمية في الوقت المعاصر عندما نجد المتلقي في حاجة إلي العرض الذي لا يأخذ من وقته أكثر من الساعة أو الساعة والنصف. هذا في مجال مقره الأساسي وهو قاعة يوسف إدريس بمسرح السلام. هنا في هذا المسرح.. مسرح متروبول الوضع مختلف, فالمسرح يتسع لعدد كبير من المتفرجين وبالطبع خشبة المسرح معدة للمسرحيات الكبيرة. مدير هذه الفرقة فرقة الشباب هو واحد من الشباب الموهوب وبرغم سنه الصغيرة نسبيا أجده مهتما بصورة غير تلك التي يهتم بها المدير الموظف. فماذا عن هذا العرض الذي تقدمه فرقة الشباب علي مسرح متروبول؟ كما ذكرت, النص لفريدريك دورينمات الكاتب العالمي والترجمة لكاتبنا الكبير أنيس منصور بينما نجد في هذا العرض المعد هو متولي حامد. وإذا قلت المعد فهو أمر طبيعي هنا من خلال إسقاط الأحداث أو الفكرة علي عالمنا المعاصر وأيضا علينا بصفة عامة. لكن برغم أن المعد قام بهذه المهمة بصورة اقتربت أو قاربت بين دورينمات والمتلقي ولكن من خلال جرعة الكوميديا والسخرية ابتعدت إلي حد ما عن النص الأصلي. وهنا ربما يكون عذر المعد في إهتمام المتفرج المتلقي بصفة عامة بالكوميديا التي يسعي إليها باستمرار وأيضا يمكن أن أقول باصرار. فماذا عن الإخراج الذي تولاه رضا حسنين وهو أيضا من الشباب, وكنت قد شاهدت له عرضا جيدا بمسرح الشباب من قبل وهو حار جاف صيفا. استعان المخرج هنا بديكور فيه بالطبع لمحات الفانتازيا لكن برغم أن الديكور لداليا فؤاد ولكن كانت موفقة اكثر في الملابس التي تقدم لنا عالما إلي حد ما غريب. إستعان أيضا المخرج بموسيقي جيدة وألحان موفقة عن أشعار متوازنة لمحمد زناتي. حركة الممثلين أجادها المخرج بصورة كبيرة وبالطبع ساعده لياقة الشباب المشارك في العرض لنجده وقد استغل هذه اللياقة لدرجة أن يقفز أحد الممثلين الذي قام بدور بائع اللبن لنجده وقد إعتلي مجموعة من زملائه ليحملوه بعد قفزة رائعة. إذن لدينا الحركة جيدة بالفعل لكن ربما ما عاب العرض هو مدته التي طالت علي الساعتين لكن هذا ما شاهدته أنا شخصيا في العرض الذي وعد المخرج بأنه سيتم اختصار ثلث ساعة من العمل خلال عطلة المسرح ومعني هذا أنه مقتنع بأن العمل في حاجة إلي بعض الاختصار والذي سيفيده حتما. الإضاءه أيضا كانت متوافقة مع العمل. فماذا عن الأبطال؟ لدينا مجموعة من شباب المسرح وتقريبا الجميع من أعضاء البيت الفني للمسرح فيما عدا البطل وهو محمد شومان. لدينا الملك أشرف طلبة وقدم دوره بتميز خاصة وهو يقضي أو يهزأ من الملك السابق ماهر محمود. بائع اللبن حسام عبدالله كان موفقا في شخصية بائع لبن الحمير. ولدينا أيضا عدد كبير من الفنانين قدموا شخصيات العرض بصورة جيدة. بالنسبة للعناصر النسائية كان لدينا الملاك وهي فاطمة محمد علي وكانت في غنائها متميزة مع صوت جيد ونفس طويل وكانت بالطبع أنجح كمغنية ربما أكثر منها كممثلة, ولو أن الدور التمثيلي كان محدودا. أمامها سوسن طه في شخصية فتاة الليل طمطم وكانت في حدود دورها أيضا الصغير.. كانت جيدة للغاية قدمت دورا دون أي كلام بخلاف الضحكة الخليعة لتقدم دور فتاة الليل بصورة متميزة. من طاقم الأبطال كان الجلاد أحمد فتحي هو ما يمكن أن تقول إنه نجم مسرحي قادم ونجم كوميدي من خلال تكوينه الجسماني وأيضا أدائه وأعلم أنه تم تعيينه بهيئة المسرح منذ عام واحد فقط. النجم الذي وقع عليه عبء ما يمكن أن نسميه عقدة العرض هو محمد شومان الذي لا جدال في إمكانياته العريضة للأداء التمثيلي سواء التليفزيوني كما شهدناه في إعلانات الضرائب أو في المسرح كما شاهدته في هذا العرض في شخصية الشحات. ربما ليضيف نجما للمسرح لدينا.