براعة الاستهلال أو «السطر الأول» من المقال كان يأخذ جهدا كبيرا من الكاتب الصحفى الراحل حديثا الأستاذ محمد حسنين هيكل.. هذا ما أكدته رسالة دكتوراه بعنوان: مقالات محمد حسنين هيكل: دراسة فى البنية والأسلوب، للباحث الزميل عماد عبد الراضى، بقسم اللغة العربية كلية الآداب جامعة عين شمس. فالإعجاب بالأسلوب وطرق عرض القضايا فى مقالات هيكل من أسباب اختيار الباحث لموضوعه. وقدرة الباحث على تقديم بحثه بلغة عربية سليمة، يندر أن نسمعها فى قاعات المناقشة، اقترنت بندرة الأخطاء اللغوية بالمقارنة بحجم البحث الذى يضم مئات الصفحات. فقد انتقدت المناقشة تعبير «زخم الأحداث»، وهو تعبير متداول فى مهنة الصحافة، يدل على أن الأحداث تتزاحم وتدفع بعضها. واعتبرت المناقشة أن «زخم» تعنى رائحة الروث الكريهة، لكن عندما عدت إلى معجم «لاروس» وجدت أنه من معانى «زخم» فى علم الهندسة:الدفع بشدة، وأن المعنى مختلف عندما نتكلم عن «الزخم من اللحم» فهو الخبيث المنتن. ونظراً لأن المعانى تنتقل بين العلوم، فإن هذا يعنى أنه من المقبول استخدام «الزخم» المستخدم فى الهندسة مع الأحداث السياسية وغير السياسية. واستفدت أيضا من التحليل الخاص بأن الأستاذ هيكل (الشخصية المنفتحة على العالم، الملم بثقافة عربية وأجنبية وله نظرة إنسانية) هو نتاج الفترة الليبرالية - التى تتمتع بالحرية- التى سبقت ثورة يوليو 1952،وليس نتاجا خالصا لثورة يوليو كما يرى البعض. وقد يعنى ذلك أن ماقبل ثورة يوليو ساهم فى إيجابيات رأيناها وكأنها من نتائج الثورة فقط. لمزيد من مقالات عاطف صقر