الفترة التي تعقب الأعياد تعد موسمًا لإتمام الزواج أو الخطوبة، تلك التي يمثل الذهب شيئًا أساسيًا فيها.. لكن هل تقف الشبكة عائقا أو تحول دون إتمام الزواج؟؟؟ مع ارتفاع أسعار الذهب في مصر، لجأ بعض الناس إلى الذهب الصيني كحل، ولجأ آخرون إلى تقليل قيمة الشبكة كحل آخر، وفي الوقت الذي يعد الذهب الصيني أمر غير محبذ في الصعيد.. قام أهالي الصعيد والأقصر بمبادرة سامية ومحترمة لفتت انتباه المجتمع بأسره، حيث قاموا بإلغاء فكرة الشبكة نهائيا من الزواج.. وقد لاقت المبادرة كل احترام من الجميع، نظرا لجنون أسعار الذهب!!! أرسل إلى أحد القراء رسالة نقلا عن شباب الصعيد يطالبون مجلس النواب مناقشة إلغاء الشبكة أو الذهب تسهيلا للزواج. وجاءت نص الرسالة كالتالي:عايزين نتجوز.. شباب الصعيد يطالبون البرلمان بإلغاء "الشبكة" تسهيلاً للزواج.. مع ارتفاع أسعار الذهب نجيب منين؟ لازم الذهب يلغى، أرجوكم تكلموا، الشباب يضيع، والبنات تعنس، والزواج العرفي يكثر، والانتحار يكثر، والزنا وارتكاب الفواحش ستزيد".. هذه كانت الرسالة النابعة من القلب. وجاءت "بلاها شبكة".. مبادرة من أهالي الصعيد لمحاربة ارتفاع أسعار الذهب.. فقرر الصعيد أن يرفع شعار"إذا غلا علىّ الذهب تركته".. حملات لتخفيض تكاليف الزواج بقنا.. وشباب يطلقون دعوات "ضد المغالاة" و"زيتنا فى دقيقنا".. ويؤكدون: الذهب والعنوسة والتحرش أهم أسباب وراء إلغاء الشبكة. في الصعيد هناك بعض التقاليد التي ليست ضرورية، كشراء الذهب بمبالغ طائلة، وهذا لا ينتمي إلى الدين في شيء، لكنه أصبح يفرض على العريس شبكة وتجهيزات ليس لها فائدة، لكنها فقط "منظرة كدابة"، وتصل قيمة الشبكة أحيانًا في الأقصر إلى 25 ألف، وفي بعض القرى إلى 50 ألفًا. ويتبنى نجع الجديدة حملة "معا ضد المغالاة في نفقات وتكاليف الزواج ".. وهذه الحملة يبدأ عدد من أبناء النجع تفعيلها ونشرها بين الأهالي، بعقد اجتماعات مع عائلات القرية، ولقاءات بالمساجد لمناقشة كيفية تفعيل الحملة على أرض الواقع وتم الاتفاق خلال الاجتماع الأخير على إلغاء الذهب من قسيمة الزواج والاكتفاء بخاتم الزواج وهدية بسيطة خاتم أو غويشة كذلك إلغاء بعض الرفاهيات من أساس المنزل منها النيش وخلافة والاهتمام ببناء أساسيات المنزل. و الهدف من الحملة الحد من المشكلات التي يتسبب فيها ارتفاع تكاليف الزواج من عدم قدرة الشباب على الزواج مما يتسبب في ارتفاع نسبة العنوسة بين الفتيات، كما تم إطلاق حملة توعية على صفحات التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) والتي لاقت قبول كبير من المواطنين، إضافة إلى تشكيل لجنة من شباب المتطوعين لتقسيم الأدوار وتنفيذ الحملة وعقد اجتماعات دورية لمناقشة الجديد فيها. "زيتنا في دقيقنا" هو عنوان حملة أسسها شباب وفتيات نجع حمادي للحد من الإسراف والمغالاة لتكاليف الزواج أيضا. ومؤسسة الحملة هي رشا مغربي والمهندس مصطفى كامل وانضم لهم مجموعة من شباب مركز نجع حمادي بهدف تخفيض تكاليف الزواج المبالغ فيها على الشباب والمطالبة بإلغاء الذهب. هناك من يعتقد أن الشبكة والمؤخر وأثاث المنزل والمسكن الآمن ليست رفاهية ولكنها أمان لمستقبل الزوجة وأطفالها في حالة الانفصال وتعزيز للفتاة بعد خروجها من منزل أهلها.. في حين أنه إذا كره الزوج الزوجة، وقتها ستعلم أن كنوز الدنيا جميعا لن تساوي شيئا أمام سعادتها وحريتها.. والشيء المهم أن نفقات الزواج الآن والتكلفة ليست على الشباب فقط ولكن أصبحت مشاركة بين الطرفين. ووضع القائمون على المبادرة قائمة للزواج تسمى " قائمة أبو تريكة " كانت تنص على ألا تتعدى تكاليف الزواج 10 آلاف مقسمة على الزوجين مناصفة بينهم الشبكة تكون دبلة وخاتم فقط وإلغاء كل ما هو غير ضروري ومكلف مثل البسكويت وأيام العشاء والغداء وإنشاء مبادرة داخلية وهى عدم توزيع السجائر في حفل الزفاف والاكتفاء بتوزيع الحلويات، تزوج بها 40 شابا وفتاة من قرية كوم الضبع. ونظرا لهذه المغالاة، أصدرت مصلحة الدمغة والموازين ثلاثة عيارات جديدة للذهب بهدف تشجيع الشباب على الزواج ولمواجهة ارتفاع الأسعار.. وصرح العميد محمد حنفي رئيس المصلحة إن العيارات الجديدة تعد تفعيلا لقانون الرقابة على المعادن والأحجار الكريمة رقم 68 لسنة 1976، حيث ينص على طرح عيارات 23.5 و22 و21 و18 و14 و12 و9.. وذلك لما يعانيه سوق الذهب حاليا من ركود يصل إلى 60%، موضحاً أن حركة البيع والشراء ضعيفة، مقابل عرض كبير من المشغولات الذهبية. وإن أسعار العيارات الجديدة عيار 14 بقيمة 290.3 جنيه للجرام، أما عيار 12 فيصل سعره إلى 248.5 جنيه، وبالنسبة لعيار 9 فيصل سعره لنحو 186.4 جنيه.. أما عيار 21 فقد بلغ نحو 440 جنيهاً، وسجل عيار 24 نحو 498 جنيها، أما عيار 18 فوصل سعره لنحو 371 جنيها، وبلغ سعر الجنيه الذهب 3480 جنيها. من قلبي: الشبكة تقليد فرعوني وموروث شعبي متعارف عليه، انتقل إلى المجتمع مع مرور الوقت، لكن كان الأمر بسيطًا، ليس كما هو مبالغ فيه الآن، إذ كانوا يكتفون ب "دبلة" أو أشياء بسيطة.. لا يجب أن نقتاد بالفراعنة إذا لم تسمح الظروف.. فهناك أشياء أسمى في الزواج من الشبكة! وعن رسول الله صلى عليه وسلم، ليس هناك مانع أن تكون الخطبة بخاتم لو من حديد، أما المبالغة بغرض التباهي فهي أمر لا يقره الدين، إذ يقول الرسول "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير". صدق رسول الله [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن