يعد مشروع محور 30 يونيو واحدا من أهم ثلاثة مشاريع عملاقة ضمن المشروع القومى للطرق الذى ينفذه جهاز تعمير ومدن القناة و سيناء التابع للجهاز المركزى للتعمير بوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية. المشروع ركيزة أساسية لتحقيق التنمية, وهو حلم جديد على سبيل النهضة التى يحلم بها المصريون بعد فترات طويلة عانوا فيها من سوء الإدارة وفساد الأنظمة التى أجهزت على أملهم فى وطن ينتمى للعالم المتقدم . فبعد بوابة رسوم طريق الإسماعيلية ب 6 كيلو مترات تقريبا شقت «بعثة الأهرام» طريقها إلى يسار الطريق فى اتجاه الصحراء لتمر بين الوديان والمناطق الزراعية وتلتقى اولا بالعمال و المهندسين بمحور 30 يونيو وهم يؤدون عملهم, حيث بدا المكان وكأنه خلية نحل, فالكل يعمل ويتحمل مشاق وصعاب العمل تحت لهيب حر الصيف ليسابق الزمن لتسليم الطريق قبل نهاية العام الحالى لتحقيق إنجاز جديد يدخل السرور والفرح على الشعب المصرى. ووضح من خلال الزيارة الميدانية إصرار المهندسين والعمال على إنجاز التحدى وهزيمة الزمن الذى يمر مرور السحاب, فلم يكن المشروع سوى فكرة منذ عام ونصف العام تقريبا, والآن لم يبق إلا أسابيع قليلة للانتهاء من المرحلة الأولى منه، كما يؤكد أحمد المهندسين التنفيذيين بالمشروع وعمال إحدى نقاط العمل. غرب بورسعيد المهندس محمد السقا رئيس جهاز تنمية سيناء ومدن القناة فى حديثه مع «الأهرام» حول المشروع العملاق أوضح أن المحور الجديد يبدأ من غرب مدينة بورسعيد ويمتد بطول (95) كم ليصل إلى طريق القاهرة / الإسماعيلية الصحراوى مارًا بالتقاطعات الرئيسية الآتية: الطريق الرابط مع نفق جنوب بورسعيد طريق شادر عزام (ترعة السلام)، وطريق القنطرة/ الصالحية، وطريق الفردان /الصالحية، وطريق 36 الحربى، وطريق الإسماعيلية / الزقازيق الزراعى (ترعة الإسماعيلية - سكة حديد الإسماعيلية / الزقازيق) . أهمية المشروع وأضاف السقا أن التفكير فى محور 30 يونيو بدأ من عام ونصف العام فقط والعمل يستمر حتى منتصف الليل يوميا, وسيتم افتتاحه العام الحالى وهو طريق دولى مواز لقناة السويس ويربط موانى البحر المتوسط فى الشمال الإسكندرية ودمياط وشرق التفريعة. مع موانى البحر الاحمر فى السويس وسيخدم الدولة بالكامل. فهو محصور بين طريقى الإسماعيلية بورسعيد. والقاهرةالمنصورة بما يعنى تخفيف الضغط المرورى عن الطريق الزراعي. بجانب خدمة محور تنمية قناة السويس. وخدمة حركة التجارة بين الصعيد والدلتا، حيث سيكون لوجتيستيا. وأشار السقا إلى أنه تم الانتهاء من 90% من أعمال نزع الملكية, وجار الاستكمال، لافتا إلى أن الطريق يختصر الرحلة بين الإسماعيلية وبورسعيد 30 كم ، مؤكدًا أن الوزارة وفرت قيمة التعويضات كاملة لهيئة المساحة، بمبلغ نصف مليار جنيه تقريبا حصل عليها المتضررون من المحور عبر نزع الملكية, أو تعويض الزراعة عبر لجنة فنية بالتعاون مع وزارة الزراعة حتى يصل التعويض إلى المتضرر الحقيقى صاحب الأرض وليس واضع اليد أو المنتفع، لافتا إلى أن المحور سيخفف العبء على شبكة طرق محافظات بورسعيد والمنصورة والشرقية والإسماعيلية. عقبات فى الطريق تم تجاوزها وأشار رئيس جهاز تنمية سيناء ومدن القناة إلى أن الطريق بدءا من اتجاه بورسعيد وبعرض القطاع الإنشائى فى مسافة 50 كم احتاج إلى أعمال حفر وإحلال للتربة بعمق متوسط 3م، بالإضافة لعملية تشكيل جسر الطريق فوق الإحلال بمتوسط ارتفاع 2م، وكذا أعمال تشكيل الجسر لباقى المسار، لافتا إلى انه تم إنشاء 300 مسأة و11 «كوبرى» و20 نفقا أسفل الطريق لربط جانبى الاماكن والقرى والمدن التى سيخترقها الطريق لافتا إلى ان العقبات التى واجهت الشركات تمثلت فى ضعف التربة فى بعض المناطق, وكثرة الترع ووجود مناطق تتبع هيئة الآثار مثل جزيرة تنيس وتل دفنة وكفري، بالإضافة إلى أعمدة الضغط العالى التى تم إنشاء بدائل لها وأعمال الردم داخل بحيرة المنزلة بطول 3.5 كم وأعمال تكريك مباشر بطول 4.5 كم باستخدام نصف مليون طن من الأحجار الكبيرة فى تثبيت قاع البحيرة وتدبيش جانبى الطريق, مع مراعاة تنفيذ برابخ ومواسير اتزان لتجديد حركة المياه بين جانبى الطريق حفاظا على البعد البيئى للبحيرة والثروة السمكية. وأكد السقا أن إجمالى أعمال تشكيل الجسر بالكامل حوالى 30 مليون م3 إمدادًا وإخلاءً بالمناورة داخل أراض زراعية ومزارع سمكية ومناطق مأهولة بالسكان، واحتاج تنفيذه لعشرة أشهر على الأقل من تمام إجراءات نزع الملكية بمعدل نقل 100 ألف متر مكعب فى اليوم، كما يوجد تداخل لمسار الطريق مع مناطق ولاية وزارة الآثار ومنها المنطقة الأثرية بموقع تل كفرى الأثرى وتطلب ذلك تعديل مسار الطريق بهذه الأماكن والقيام بحفائر ببعض الأماكن للتأكد من خلوها من الآثار, لافتا إلى ان العمل يجرى على قدم وساق ليسابق الزمن لإنجاز المشروع. وأضاف السقا: أنه تم إنشاء حارات للمشاة على حرم الطريق واخرى للسيارات وسيكون حرا دون تقاطعات, حيث سيتم انشاء اكثر من 10 «كبارى» لربط الطرق المختلفة التى يقطعها وكذلك الترع والمصارف الموجوده فى مساره وهو طريق حر يبدأ من محافظة بورسعيد مارا بالطريق الدولى الساحلى ويمتد جنوبا حتى محطة تحصيل الرسوم عند الكيلو 94 طريق الإسماعيليةالقاهرة الصحراوى, وهومراقب باجهزة الرادار وكاميرات, وسيتم تزويده ب 10 مراكز للخدمات المختلفة وسيتم اقامة عدد من المطارات الخاصة للطائرات الهليكوبتر لاستخدامها فى حالات الحوادث الحرجة التى تستدعى تدخلا سريعا لنقل المصابين مزودا بالعديد من نقاط الاسعاف وبعض الاستراحات والمساجد ومحطات للاتوبيسات ووسائل النقل المختلفة عند كل المحاور التى تتقاطع مع الطريق والمجاورة للمدن والقرى الممتدة بطوله, بحيث تستفيد تلك القرى من الخدمات اللوجستية على جانبى الطريق. وأوضح انه تم التخطيط من جانب الجهات المسئولة عن المشروع لانشاء خط سكة حديد بجوار الطريق لخدمة حركة التجارة والركاب بين الشمال والجنوب وتحسبا لاقامة مجتمعات عمرانية جديدة على جانبى الطريق. القوات المسلحة تقدم الدعم وأوضح أن القوات المسلحة ممثلة فى الأمانة العامة لوزارة الدفاع والهيئة الهندسية للقوات المسلحة قدمت الدعم الكامل فى تحديد مسار الطريق وتأمين العمل به, بحيث تخترقه مناطق عسكرية بالإضافة إلى توفير المواد الحجرية المستخدمة فى تنفيذ المشروع وكذا التنسيق لتنفيذ 5 محطات خدمة ومحطة تحصيل الرسوم على مسار محور 30 يونيو لتوفير الخدمات المختلفة طوال مدة العبور. فرص عمل للشباب و13 شركة مصرية تتعاون لإنجاز المشروع خلال العام الحالي وأوضح رئيس جهاز تنمية سيناء ومدن القناة أن المشروع نجح فى توفير 50 ألف فرصة عمل من الأهالى سواء فى أعمال الحفر أو الردم, كما تتم الاستعانة بالعرب فى أعمال الحراسة من خلال ثلاث عشرة شركات للمقاولات متخصصة فى مجال إنشاء ورصف الطرق والكبارى وهى شركات مصرية 100% ذات سمعة ومشهود لها بالكفاءة وتم الاستعانة بأكثر من 2000 معدة خلال مراحل التنفيذ، بإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، مضيفا أن الطريق سيسهم بشكل مباشر فى مضاعفة أعمال النقل من موانى شمال القناة فى بورسعيد ودمياط وشرق التفريعة بما يرفع من تصنيفها ويحقق فرصا استثمارية غير مسبوقة, ويسهم فى الإسراع من معدلات التنمية بشبه جزيرة سيناء كما أنه مخطط مستقبلا لربط المحور بطريق جبل الجلالة مما يساعد فى ربط موانئ شمال القناة بموانئ جنوبالسويس الأدبية والعين السخنة والربط بمدينة المنصورة والجمالية والمطرية ليحقق التنمية الشاملة بكافة الوطن. لافتا إلى أن التكلفة التقديرية للمشروع بلغت 1,8 مليار جنيه متوقعا أن تزيد التكلفة النهائية 500 مليون جنيه أخرى، نتيجة امتداد محور الطريق حتى جنوب بورسعيد، بالإضافة إلى إنشاء حوائط نيوجرسى بطول الطريق (3 خطوط)، مع زيادة عدد أنفاق المشاة بالمناطق المأهولة بالسكان تيسيرًا عليهم حتى لا يتضرروا من الطريق. لافتا إلى انه تم الانتهاء من 80 % من الكبارى العلوية التى يحتاجها المحور, ولم يبق غير أعمال ترابية ورفع كمر أما بالنسبة للطرق فقد تم الانتهاء من أعمال 50% من أعمال الطرق والتجهيز والإعداد والرصف بجودة عالية ليصبح طريقا دوليا تفخر بهم مصر أمام العالم. مليارا جنيه سيحققهما المحور خلال عامين تقريبا وأكد رئيس جهاز تنمية سيناء ومدن القناة أن المحور سيحقق ربحا يعوض ما تم الإنفاق عليه فى التكلفة الإنشائية خلال عامين فقط محققا إيرادا يبلغ نحو مليارى جنيه من خلال الخدمات التى سيستفيد منها المواطن على جانبى الطريق بالإضافة إلى رسوم مرور السيارات والشاحنات والإعلانات ومحطات الخدمة، بما يعنى أن الدولة كانت بحاجة ملحة إلى هذا المحور، مضيفا أن العمل يجرى ليل نهار لسرعة الانتهاء خلال العام الحالى على أقصى تقدير ليضاف إلى شبكة الطرق الجديدة التى آلت القوات المسلحة على نفسها أن تنشئها فى سبيل تهيئة البنية التحتية لعمليات التنمية، لافتا إلى أن التنسيق مع القوات المسلحة على أعلى مستوى من أجل إتمام المشروع فى أقل زمن.