خلال كلمته أمام المنتدى

الرئيس: الدولار تحول خلال الأعوام الخمسة الماضية إلى سلعة تجارية

الدولة لن تتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة دون العمل مع الرأى العام
تحسب المسئولين من ردود أفعال المواطنين فى الماضى أسهم فى تأخر اتخاذ العديد من الإجراءات
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس أن التحدى الحقيقى الذى يواجه الدولة حاليا يكمن فى تعزيز جسر الثقة بين الحكومة والرأى العام، مشددا على أن المصريين الذين يحبون وطنهم قادرون على تحدى الصعاب .
وأضاف الرئيس فى كلمة ألقاها خلال مشاركته بجلسة المنتدى الأول لنموذج محاكاة الدولة المصرية لطلاب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة إن الدولة لن تتمكن من تحقيق الاهداف المرجوة دون العمل مع الرأى العام مشددا على ان الاشكالية لا تكمن فى طرح الحل ولكن فى قبول الرأى العام لذلك الحل».
وقال الرئيس إن التحدى الرئيسى الذى يجابه مصر ليس الاجراءات ولكن مدى قبول المجتمع والرأى العام له، مشيرا إلى أن دولا كثيرة وضعت حلولا للمشكلات الاقتصادية كالدعم.
واضاف أن الاشكالية تكمن فى ما إذا كان الرأى العام لديه الاستعداد أو قدر من المعرفة لقبول الاجراءات التى قد تكون صعبة أو قاسية.
وأكد السيسى أن المصريين محبون لوطنهم وقادرن على تحدى الصعاب، ولكن الناس مشغولين بحياتهم اليومية، ولذلك يجب ان تتاح لهم قدرا من المعرفة بشأن الاجراءات المطلوب اتخاذها لتجاوز الصعاب».
وقال إن الخبراء يمكنهم وضع التوصيف والحلول للمشكلات ولكن المشكلة تكمن فى تقبل الرأى العام لتلك الحلول أم لا .
وأضاف السيسى ان « تحسب المسئولين من ردود أفعال الرأى العام فى الماضى ساهم فى تاخر اتخاذ العديد من الاجراءات» .
وضرب الرئيس مثالا بأزمة الدولار التى تشهدها السوق المصرية حاليا، مشيرا إلى أن معدلات التدفقات الدولارية تراجعت فى مصر خلال الأعوام الخمسة الماضية نتيجة العديد من العوامل من بينها انخفاض مستويات السياحة وتحذيرات السفر.
وقال « بكل صراحة تحول الدولار خلال الاعوام الخمسة الماضية فى مصر الى سلعة تجارية، حيث فضل البعض الاحتفاظ به».
وأضاف ان «الحكومة تحتاج الى اتخاذ اجراءات لانهاء قضية تحول الدولار لسلعة يحتفظ بها ويتم الاتجار بها مع مراعاة عامل الوقت».
وتعهد الرئيس بأن يتم القضاء على تحول الدولار لسلعة فى أقرب وقت ممكن، قائلا «قريبا سيلجأ المواطنون للبنوك للتخلص من الدولار».
وأكد أهمية صياغة أفكار جديدة لمعالجة المشكلات، مبديا أمله فى أن تنتهى الفكرة التى انطبعت فى اذهان الناس بأن الدولار سلعة.
وقال الرئيس السيسى إن الدعم الذى يقدم الى غير مستحقيه يؤثر على قدرة موازنة الدولة على تلبية احتياجات المواطنين.
وأضاف أن إحدى آليات الاقتصاد المصرى هو الدعم المقدم دون تمييز بين الفئات المستحقة وغير المستحقة، مشيرا إلى أن الحكومة مهتمة باعداد نظم وقواعد للبيانات لضمان وصول الدعم الى مستحقيه.
وأشار إلى أن قواعد ونظم البيانات تتيح الفرصة لايجاد حلول للمشكلات فى اسرع وقت ممكن، ولذلك يجب ان تكون تلك البيانات شاملة حتى يتسنى إنجاز التقدير الصحيح لها.
وقال إنه خلال العامين او الاعوام الثلاثة التالية للثورة تحدث البعض عن زيادة الراتب وتاثيراتها الاقتصادية، مشددا على ان «إحدى اشكاليات مصر تتمثل فى الاجراءات التى اتخذت فى الماضى وأصبحت عبئا».
وأضاف أن عددا من تلك الاجراءات تسببت فى زيادة الدين الداخلى، مؤكدا ضرورة توضيح أبعاد المشكلات للمواطن العادي.
وأشار الى أنه يجب اتباع وسائل مختلفة لشرح أبعاد المشكلات للمواطنين بأساليب غير معقدة، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية لا يمكنها ان تفعل شيئا ضد أهلها «.
وقال الرئيس السيسى «كلنا يرغب فى مواجهة التحدى لحماية الاجيال القادمة». واضاف موجها حديثه الى الشباب المشاركين فى البرنامج « أنتم مسئولون عن توفير فرصة حياة أفضل للأجيال القادمة، وذلك لن يتأتى دون الوعى المجتمعى لايجاد حلول نتحملها جميعا».
وأضاف «نحتاج الى ان نترجم خلاصة عملنا الى أجندة للعمل الوطنى خلال المرحلة الحالية»، مشيرا إلى أن نتائج تدريب برنامج الشباب للقيادة حققت نتائج ايجابية.
وقال إنه تم وضع آليات لتثبيت دعائم الدولة المصرية فى مواجهة التحديات التى تهدد استمرارها، مشددا على ان القوات المسلحة ساهمت بفاعلية فى ذلك الصدد.
واضاف « أن آليات السوق الحالية فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية تسببت فى عبء على المواطنين، ولذلك كان لابد من إيجاد همزة وصل بين آليات السوق المفتوحة والقطاع العام «.
وقال الرئيس السيسى إن القوات المسلحة تتدخل عندما ترتفع أسعار سلعة ما كاللحوم أو الدواجن نتيجة آليات السوق لكبح ذلك الارتفاع فى الاسعار عن طريق طرح كميات من السلعة التى ترتفع أسعارها بشكل كبير بالاسواق. واضاف «أنا صريح وواضح، وهدفنا ان يعيش ذلك البلد ويكبر، وان شاء الله سيتحقق ذلك الهدف».
وشدد الرئيس على ضرورة وضع عامل الزمن فى الاعتبار عند تطبيق أى اقتراح بشأن الاجراءات الواجب اتباعها لمواجهة الازمات.
وأكد ضرورة أن تكون هناك اجراءات للتخفيف من حدة الاجراءات وتأثيرها على المواطن عند معالجة الازمات.
وقال السيسى «نسعى لتأهيل شباب مصر، ونواصل السير فى تلك العملية». واضاف «لو استطعنا ان ننتخب شباب أكفاء حريصين على القيام بجهودهم خلال انتخابات المحليات القادمة، فنحن بذلك نقدم مساهمة حقيقية لشعبنا وبلادنا».
وفى ختام كلمته توجه الرئيس بالشكر لطلاب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، مؤكدا أن البرنامج سيستوعب المزيد من الشباب خلال الدورات المقبلة.