في مسرحية حلم ليلة صيف يقول شكسبير: كل ما ينمو.. لا ينضج إلا في موسمه.. فهل ثمة علاقة بين شكسبير والإخوان والسلفيين؟ سنري: لو أنك كمصري جلست إلي نفسك وسألتها: ما أنا الآن بالضبط ؟ أأنا إخواني؟ هل أنا سلفي؟ أم تراني ليبراليا؟ فهل لديك إجابة؟ أنت إن كنت صادقا مع نفسك سوف تكتشف أنك الثلاثة معا, بل وشيوعي لكن بدون إلحاد! فما الإخوان؟ هناك عدة خصال إن كانت فيك كنت أخوانيا: أليس الإخوان يقولون: القرآن دستورنا, والرسول الكريم إمامنا, والموت في سبيل الله أسمي أمانينا (يعني الجهاد)؟ فهل من المسلمين (اللي بجد) من يكره أن يكون القرآن دستور حياته.. أو أن يقتدي بالرسول الكريم؟ ثم تطور الإخوان مع حركة الزمن فقبلوا بالديمقراطية بكل تجلياتها, فأسسسوا لهم حزبا, ودخلوا به الانتخابات, بل وصاروا الأغلبية ما شاء الله في البرلمان. فهل أنت كمصري ضد هذا الطرح؟ أنت إذن, في بعض منك إخواني, وإن كنت تتحفظ علي موضوع الجهاد هذا.. يعني إخوانجي نص نص! ثم نأتي للسلفيين.. فما دعواهم؟ إنهم يركزون بشدة علي أن تكون الشريعة الإسلامية أساس الحكم, وهذا ما قد يتردد البعض في قبوله في تلك المرحلة, حيث أن البيئة الثقافية والمجتمعية المصرية لم تتأهل لذلك بعد. غير أن السلفيين أيضا يدعون إلي منظومة سلوكية في الحياة اليومية لا ترفضها أغلبية الناس في بر مصر, كالصدق في القول, والأمانة في المعاملات, واحتشام المرأة, وغض البصر.. إلي آخره. فهل منا من يحب أن يكون كذابا لا سمح الله أو أفاقا أو نصابا أو بصباصا؟ إذن فأنت في جانب منك سلفي (نص نص) بهذا المعني! فما الليبرالية؟ ليبرالية بالإنجليزي تعني تحرر, فمن منا لا يحب الحرية بكل أنواعها.. السياسية وحرية الإعتقاد والإعلام والرأي, فضلا عن التعددية والشفافية والمحاسبية.. وغيرها؟ أنت ليبرالي إذن.. لكن هل أنت شيوعي؟ أعوذ بالله! طيب إذا استبعدنا موضوع المادية التاريخية, والإلحاد, وصراع الطبقات, والدياليكتيك.. وكل هذه المصطلحات الماركسية العويصة.. أليس في الشيوعية دعوة للعدالة الإجتماعية, والمساواة, وحقوق البروليتاريا (الطبقة العاملة يعني) ومن كل حسب قدرته.. ولكل حسب حاجته؟ ألست في ركن خفي من أركان ضميرك تتمني لو سادت العدالة بكل أطيافها مجتمعنا المصري الذي طالما صرخ تحت وطأة الظلم والإستبداد؟ يعني فيه جواك حتة شيوعية وإنما بدون إلحاد. يعني إيه؟ يعني نحن كمصريين نحمل بداخلنا تناقضات, لها أول وليس لها آخر. وإذا ظللنا علي هذا الحال فلن نطول لا عنب الليبرالية, ولا بلح الدولة الدينية. إن علينا أن نحدد ماذا نحن بالضبط, وهذا ما نحن غير قادرين عليه حتي الآن.. لماذا يا تري؟ هنا يقفز شكسبير: كل ما ينمو لا ينضج إلا في موسمه, ونحن مواسم نضجنا لم تأت بعد.. فانتظروها! المزيد من مقالات سمير الشحات