افتتاح مبهر لكأس القارة العجوز

وسط حضور رسمي ودولي كبير افتتحت مساء أمس فعاليات بطولة كأس الأمم الأوروبية المعروفة بالقارة العجوز في العاصمة البولندية وارسو‏,‏ وجاء حفل الافتتاج مبهرا ورائعا مزج بين الحضارة الحديثة والقديمة التي تعد ابرز ما تتميز به بولندا‏.‏ و لم تكن كواليس اليوم الأول في يورو2012 هادئة كما توقع البعض.. خاصة في ظل أن المنافسات لا تزال في بدايتها.. فقد شهدت العديد من الأحداث المثيرة ذات النكهة الحارقة التي صرفت الأنظار مؤقتا عما يدور داخل المستطيل الأخضر علي الأقل في الساعات الأولي من مونديال القارة العجوز.
فجر المدير الفني لأوكرانيا اوليج بلوخين مفاجأة من العيار الثقيل بالكشف عن تفاصيل حالة التسمم التي تعرض لها عشرة لاعبين من فريقه خلال الأيام الماضية, قائلا إن ما حدث مؤامرة مرتبة وحالة تخريبية من اجل إفساد البطولة التي تنظمها مناصفة مع بولندا.
وأضاف أن هذه المؤامرة جرت في ألمانيا وقبل مباراة الفريق الودية الأخيرة أمام تركيا استعدادا للبطولة, وانه من الصعب تحديد الأسباب لان اللاعبين تناولوا أنواعا مختلفة من الطعام, وانه واثق أن الأمر لم يكن صدفة علي الإطلاق, وأشار بلوخين إلي أن طبيب الفريق ليونيد ميرونوف كان اول من شعر بأعراض التسمم لدرجة انه أكمل عمله مع اللاعبين بصعوبة.. ثم توالت شكاوي باقي أعضاء المنتخب وفي مقدمتهم تاراس ميخاليك واندريه فورونين واندريه شيفشينكو.. وان حالة ميرانوف كانت الاسوأ لدرجة انه تقيا كل ما في معدته وتناول أكثر من دواء حتي جري الاطمئنان عليه.
ولم تتوقف الكواليس الساخنة في اليوم الأول لليورو عند هذا الحد.. فقد كشف صاحب الوجه القبيح والمعروف بالعنصرية عن وجوده مبكرا خلال تدريب المنتخب الهولندي في كراكوف ببولندا.. فقد أطلقت العناصر المشاغبة بعض الهتافات المسيئة وأغاني القرود في أثناء تدريب الطاحونة الهولندية مما دفع لاعبيه إلي الانسحاب من الملعب.
ولم يتمالك عناصر المنتخب البرتقالي أعصابهم ولا سيما القائد مارك فان بوميل الذي هدد بالانسحاب من المباريات القادمة في حالة لو تعرض زملاؤه أصحاب البشرة السمراء لمثل هذه التصرفات البذيئة مرة أخري.. وأضاف أن ما حدث في التدريب خلال وجود خمسة ألاف مشجع بولندي يعتبر فضيحة وانه سيتم رفع الأمر إلي مسئولي الاتحاد الأوروبي لاتخاذ ما يرونه من إجراءات.. وانه لو تكرر هذا المشهد في أي مباراة فأنهم سيذهبون الي الحكم لمطالبته بالسماح لهم بالانسحاب من الملعب.
وأضاف فان بوميل وعلامات الانفعال بادية عليه انه إذا لم يستوعب المشجعون ما قاله الاتحاد الاوروبي بشأن فرض عقوبات علي كل من تسول له نفسه القيام بهذه الأعمال المشينة فان عليهم فتح أذانهم وتفهم الموقف الخطير قبل تفاقمه.
الجدير بالذكر أن المنتخب الهولندي يقيم في كراكوف بالقرب من نظيره الانجليزي الذي من المقرر ان يتدرب علي نفس الملعب وسط العدد ذاته من المشجعين.. وان كان الفريق نال استقبالا طيبا لدي وصوله إلي بولندا حيث يبدأ مبارياته امام فرنسا بعد غد.
وكان هناك فاصل آخر أكثر سخونة داخل كواليس المونديال الاوروبي في اليوم الأول من خلال فرض حصار سياسي من جانب الحكومة البريطانية علي اوكرانيا من خلال اتخاذها قرارا بعدم حضور أي من مسئوليها فعاليات البطولة.
وكشفت محطةBBc عن ان الحكومة البريطانية تراجعت عن قرارها الاول بعدم الخلط بين السياسة والرياضة, والذي كشف عنه وزير الرياضة سيباستيان كو قبل ذلك.. ويبدو ان هناك شيئا ما جري خلف الكواليس لتغيير هذا الموقف.
وأضافت المحطة ان هناك حكومات اخري في القارة ألمحت الي نفس الخطوة من قبل, ومن بينها مستشارة الحكومة الألمانية انجيلا ميركل التي ربطت ذلك بالمعاملة التي تتعرض لها رئيسة وزراء اوكرانيا السابقة يوليا تيموشينكو.. ونقلت المحطة عن بعض الخبراء والمحللين تساؤلهم عن السر في عدم اتخاذ الحكومة البريطانية لنفس الموقف خلال دورة بكين في الصين.