تلقت هيلارى كلينتون المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية «صفعة»عنيفة أمس، إثر نشر موقع ويكيليكس تسجيلات صوتية استخلصت من رسائل بالبريد الإليكترونى للجنة الوطنية للحزب الديمقراطى الأمريكى تم الحصول عليها من خلال اختراق خوادم للإنترنت. وهذه التسجيلات هى الدفعة الثانية من سلسلة تسريبات هزت الحزب الديمقراطى الأمريكى ودفعت رئيسة اللجنة الوطنية ديبى واسرمان شولتز إلى الاستقالة. وتتهم التسجيلات قادة الديمقراطيين بدعم كلينتون على حساب منافسها الديمقراطى السابق السيناتور بيرنى ساندرز. وتأتى أحدث التسريبات فى خضم فعاليات المؤتمر الوطنى الديمقراطى حيث تم الإعلان رسميا عن ترشيح هيلارى كلينتون لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي. وحذر جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس فى تصريحات لأحد المواقع البريطانية من أن هذه الدفعة من التسجيلات المسربة ليست الأخيرة، ولكن هناك المزيد الذى سيفضح موقف كلينتون من أحداث بنغازي. وأكد أن انتخاب كلينتون سيكون نهاية للكثير من الحريات فى أمريكا، وأهمها حرية الصحافة. يأتى ذلك فى الوقت الذى قدم فيه الرئيس الامريكى باراك أوباما دفعة قوية لكلينتون خلال مؤتمر الحزب الديمقراطى فى فيلاديلفيا، مشيرا إلى أنه ليس هناك رجل أو امرأة بما فى ذلك هو أو الرئيس الامريكى الأسبق بيل كلينتون أكثر تأهيلا لمنصب الرئاسة فى الولاياتالمتحدة من هيلارى كلينتون. وأضاف أوباما أن هيلارى تحظى باحترام العالم ليس فقط من قادة الدول ولكن من الشعوب التى يخدمها هؤلاء القادة. وأضاف أن هيلارى عملت مع المسئولين عن المخابرات والدبلوماسيين والعسكريين فى الولاياتالمتحدة، كما أن لديها الخبرة والرأى السديد لمواجهة تهديدات الاٍرهاب. وأكد أن الأمر ليس جديدا عليها فى الوقت الذى تمكنت فيه القوات الأمريكية من دك مواقع تنظيم داعش بلا هوادة وتم استعادة أراضى كان يسيطر عليها، مشيرا إلى أن هيلارى لن تهدأ بالا حتى يتم القضاء على داعش وستنهى المهمة على حد قوله. وأوضح أوباما أن هيلارى ستفعل ذلك بدون اللجوء إلى التعذيب أو فرض حظر على من يعتنقون دينا معينا من دخول الولاياتالمتحدة. كما أكد أن هيلارى لديها خطط حقيقية لمعالجة مشاكل المواطن الأمريكي، كما أن لديها أفكار محددة لخلق فرص العمل، بينما وصف أوباما المرشح الرئاسى الجمهورى دونالد ترامب بأنه رجل بلا خطط أو على دراية بالحقائق. وأضاف أن ترامب يرى الولاياتالمتحدة ضعيفة، مشيرا إلى أنه لم يسمع عن المليارات من البشر من البلطيق إلى بورما الذين لا يزالون ينظرون إلى الولاياتالمتحدة على أنها مصدر الحرية والكرامة وحقوق الإنسان. وأكد أوباما - فى كلمته - أن الولاياتالمتحدة عظيمة وقوية بالفعل، مشددا على أن قوة وعظمة الولاياتالمتحدة لا تعتمد على ترامب. وقال إنه على ثقة بأن الحزب الديمقراطى سيكون فى أيدى أمينة. ودعا أوباما الأمريكيين إلى الانضمام إليه فى رفض السخرية والخوف واستدعاء ما هو الأفضل فى الشعب الامريكى وانتخاب هيلارى كلينتون لتكون الرئيسة القادمة للولايات المتحدة. ومن ناحيته، أكد جو بايدن نائب الرئيس الأمريكى إن كلينتون «ستكتب السطور المقبلة فى الحلم الأمريكي»، مشيرا إلى أن القرن 21 سيكون "القرن الأمريكي". وشدد على "أن هيلارى تعرف الصعوبات المتعلقة بالمصروفات الجامعية المرتفعة، وبالألم الذى يشعر به الآباء عندما لا يستطيعون إلحاق أبنائهم بالتعليم الجامعي". وانتقد بايدن المرشح الجمهورى دونالد ترامب بحدة، قائلا "كيف يمكن أن تقول لنا أنك تهتم بالطبقة الوسطى عندما تكون جملتك الشهيرة أنت مطرود؟، إنه ليست لديه فكرة عن أى شيء". واعتبر بايدن أن فقدانه لابنه "بو" علمه كيف أن تكون قويا وأن تمضى فى الحياة، وأن هذه هى أمريكا التى يعرفها، فيما وصف أوباما بأنه "أحد أفضل الرؤساء الذين مروا على الولاياتالمتحدةالأمريكية"، وأنه الآن "جزء من عائلته".