أقل وصف لتصريحات المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء أمس الاول الخاصة بعدم إجراء تعديل وزارى مقبل ، انها تصريحات «استفزازية ». هذه التصريحات تعنى تجديد الثقة فى جميع الوزراء ، وأعتقد أن حالة الرضا التى تنتاب رئيس الحكومة تنطبق أيضا على المحافظين وباقى المسئولين حتى أصغر موظف فى وحدة قروية. رئيس الوزراء يرى أن «الدنيا ربيع والجو بديع .. واقفًلى على كل المواضيع»، ظاهرة تسريب امتحانات الثانوية العامة وحرق دم وأعصاب الطلاب وأولياء أمورهم لا تعنى احدا فى الحكومة، المخالفات التى كشفتها الرقابة الإدارية عن الفساد فى عمليات توريد القمح الوهمية والاستيلاء على مئات الملايين من الجنيهات لا تعيب أى مسئول ، لأن العيب ليس فى الوزير ولكن العيب فى من؟ لانعرف ، العجز عن حماية أملاك الدولة والفشل فى إدارة منظومة النظافة واستمرار مسلسل التعدى على الأراضى الزراعية والبناء العشوائى وانتشار سيارات الميكروباص «التمناية» التى يتم ترخيصها ملاكى فى حين تعمل أجرة فى مواقف خاصة بجوار محطات مترو الأنفاق ، وعدم مواجهة سرطان «التوك توك» ومنع تصنيع أو استيراد مركبات أخرى ، كل هذه المشاكل لا تعنى الحكومة ، المهم راحة الوزراء داخل المكاتب المكيفة والحفاظ عليهم من مشقة ومعاناة الجولات الميدانية وقضاء الصيف فى قرى الساحل الشمالى. الحقيقة المؤلمة التى تتجاهلها الحكومة أننا ندفع فاتورة باهظة بسبب المجاملات الصارخة فى اختيار الوزراء من دفعة رئيس الوزراء وتقديم أهل الثقة على أهل الخبرة ، فجاء وزير لا يعرف مشاكل قريته بالمنوفية ، ولا أسماء القرى والمدن فى محافظته ، ولا دارالسلام فى قاهرة المعز من دار السلام بسوهاج ، فضلا عن عدم درايته بمشاكل وقوانين الإدارة المحلية ، والدليل التخبط فى القرارات وتعيينه أمينا عاما بالوزارة رغم أن القرار من إختصاص رئيس الوزراء، ولكن الحكومة»شلة» واحدة والحاضر يسد.. مصر فعلا لا تحتاج الى تعديل وزارى – كما قال رئيس الوزراء - ولكن تحتاج الى حكومة ودماء جديدة من كتيبة المقاتلين الميدانيين أمثال كامل الوزير ومهاب مميش وغيرهما من الرجال الذين يصنعون المستحيل فى زمن عز فيه الرجال. كلمة اخيرة : حفظ الله مصر وطنا وشعبا وجيشا ورئيسا ورزقنا حكومة رشيدة غير «مستفزة ». [email protected] لمزيد من مقالات حجاج الحسينى