كشفت أزمة انقطاع التيار الكهربائي، عن أن الحكومة هي التي كانت في أزمة، وليست الكهرباء، إذ من غير المعقول أن يتبدل الحال ما بين ساعة وضحاها، وتبدأ أزمة الكهرباء في التلاشي، بمجرد لقاء الرئيس السيسي برئيس الحكومة والوزراء المعنيين، الرئيس لا يملك عصا سحرية، ولم يدع ذلك، الرئيس كشف الغطاء عن مشاكل بين الوزراء وبعضهم البعض، نتيجة غياب الشفافية وعدم التنسيق، أزمة الحكومة أنها تصورت أن كل المشاكل من الممكن أن تحل عن طريق الجولات الميدانية، جولة ميدانية لمستشفي تحل مشاكل المواطنين الصحية، جولة ميدانية علي طريق ما، تحل أزمة المرور، نسي من يعتنقون هذا الفكر أن هناك أسلوبا علميا لحل المشاكل، وأن التنسيق بين الوزارات بدلا من العمل في جزر معزولة أمر مطلوب، قطاع الكهرباء مثلا ماذا يحتاج؟، معرفة قدراته ومواعيد الصيانة وماذا يحتاج من وقود وهل هناك متابعة، محصلة ذلك لا أزمة ولا يحزنون، الوزراء يجلسون في مكاتبهم المكيفة أو ينزلون الشارع في جولات يدعون أنها مفاجئة لزوم التصوير والتصريحات، ناسين أن العمل الوزاري تكليف لا تشريف، وأن الناس وإن كانوا يصبرون حبا في السيسي ولما له من رصيد في قلوبهم، هؤلاء الناس أنفسهم لو استمر أداء الوزراء بهذا الأسلوب سيهتفون بأعلي صوت: محلب أنت ووزراؤك نسألكم الرحيل.