أعلنت فرنسا أمس الحداد الوطنى ثلاثة أيام على ضحايا حادث»نيس»، الذى راح ضحيته 84شخصا حتى الآن. فى الوقت الذى طالب فيه الرئيس فرنسوا أولاند من البرلمان مد العمل بقانون الطوارئ، فيما ذكرت مصادر فى الشرطة أنه تم تحديد هوية مرتكب الحادث. ووصل الرئيس فرنسوا أولاند إلى مدينة»نيس» ظهر أمس، حيث التقى بفرق أجهزة الأمن والاغاثة المنتشرة بموقع الحادث، ووصف الحادث بالإرهابى. وقال أولاند إن»فرنسا استهدفت فى يوم عيدها الوطنى وستكافح الإرهاب أينما يكن»، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن كافة أجهزة الدولة تبذل قصارى جهدها فى مواجهة «كارثة الإرهاب». وفى وقت سابق، دعا الرئيس أولاند إلى اجتماع أزمة لمناقشة تداعيات الحادث والاجراءات المتخذة بشأنه. وأعلن أولاند خلال الاجتماع عن اتخاذ سلسلة من التدابير الأمنية فى البلاد، أبرزها مد حالة الطوارئ التى كان من المقرر انتهاؤها فى 26يوليو لثلاثة أشهر أخرى، إلى جانب استمرار عملية«سانتينال»العسكرية لتأمين المواقع الحساسة بالأراضى الفرنسية بكامل قواتها، أى عشرة ألاف عسكري، بالإضافة إلى قوات الشرطة والدرك. كما أعلن أولاند عن استدعاء قوات الاحتياط لدعم وحدات الشرطة والدرك، لاسيما فى عملية مراقبة الحدود، متعهدا فى الوقت نفسه بتكثيف العمليات العسكرية ضد معاقل الإرهابيين فى سوريا والعراق. وحضر الاجتماع جان جاك أورفواس وزير العدل وجان إيف لودريان وزير الدفاع والجنرال بيار دو فيلييه رئيس أركان القوات الفرنسية. كما حضر الاجتماع كبار قادة المخابرات، فيما شارك وزير الداخلية برنار كازنوف عبر دائرة الفيديو، حيث توجه إلى نيس فور وقوع الحادث. وفى السياق نفسه، قال مانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسى إنه سيتم تنكيس الأعلام فوق المبانى العامة، إعتبارا من اليوم وحتى يوم الاثنين المقبل، كما سينظر البرلمان الاربعاء والخميس المقبلين فى مشروع قانون يمدد حال الطوارئ المفروضة فى البلاد منذ اعتداءات باريس فى نوفمبر الماضى إلى نهاية شهر أكتوبر المقبل. ودعا فالس الفرنسيين إلى»توحيد الصفوف» فى مواجهة ما وصفه ب»حرب يشنها الإرهاب». وقال فالس إن»فرنسا لن ترضخ للتهديد الارهابي. الزمن تغير، وسيترتب على فرنسا التعايش مع الإرهاب». وتابع أن»فرنسا بلد كبير وديمقراطية كبيرة لن تسمح بزعزعة استقرارها». وشدد»أرادوا ضرب وحدة الأمة الفرنسية، لكن فرنسا ستظل موحدة ومجتمعة حول قيمها. سنقف كتلة واحدة، هذا المطلب الوحيد المجدى اليوم». وفى غضون هذا، أكد مصدر بالشرطة الفرنسية أنه تم تحديد هوية منفذ الحادث من خلال رخصة القيادة التى تم العثور عليها داخل الشاحنة، وهى لمواطن فرنسى من أصل تونسى يدعى محمد الحويج بو هلال (31عاما) و يقطن بمدينة نيس، مشيرا إلى أنه تم العثور أيضا على بطاقة بنكية وهاتف جوال. وأضاف المصدر أن عدة عمليات أمنية تجرى الآن فى مدينة نيس بجنوب شرق فرنسا، ومنها مداهمة منزل منفذ الهجوم. وأوضح المصدر أن الرجل لم يكن معروفا لدى أجهزة المخابرات على كونه اعتنق الفكر المتطرف، فيما كان معروفا لدى الشرطة فى قضايا تمس الأمن العام، ولا سيما أعمال عنف. وأشار إلى أن السائق كان وحيدا فى الشاحنة، فيما ما زالت التحقيقات جارية حول وجود شركاء له فى تدبير الاعتداء، خاصة بعد العثور على قنبلة غير معدة للانفجار وأسلحة مزيفة فى الشاحنة التى ارتكب بها الحادث. ومن جانبه، أعلن بيير هنرى بروندى المتحدث باسم وزارة الداخلية الفرنسية، أن حصيلة ضحايا الحادث قد ارتفعت إلى 84قتيلا من بينهم أطفال، بالإضافة إلى 18جريحا حالتهم حرجة، وخمسين آخرين إصابتهم طفيفة. وقد تم إعلان حالة الطوارئ فى مستشفيات نيس وقامت وزيرة الصحة ماريسول تورين بالتوجه إلى المستشفيات التى استقبلت المصابين للتأكد من تلقيهم الرعاية اللازمة.