هذا شىء لا يصدقه عقل.. هكذا صرخ فى أذنى هاتفيا أحد كبار الموظفين فى الدولة وعلى وجه الدقة وكيل وزارة محترم.. وليس هو وحده الذى هاتفنى بل هناك أكثر من نموذج من زملاء صحفيين وقضاة أجلاء أرادوا أن يعبروا عن غضبهم من أصحاب الفنادق فى مصر.. بل هم فى الحقيقة صبوا جام غضبهم على كل المسئولين عن السياحة فى مصر بعد أن «أذلوهم» أو «ذبحوهم» بأسعارهم «الخرافية» فى إجازة عيد الفطر المبارك. أحدهم ولا أريد أن أذكر أسماء فليس هدفهم التشهير بفندق معين أو ذكر أسمائهم فى جريدة قال لى لقد صدقت أن كثيرا من الفنادق خاوية على عروشها وتوهمت أن الأسعار فى هذه الحالة ستكون معقولة.. لذلك يا سيدى فكرت مع أبنائى أن أسافر إلى الغردقة أو شرم الشيخ وبدأنا نتصل بالفنادق ونسأل عن الأسعار.. فكانت كالصاعقة التى نزلت على رؤوسنا فسعر الغرفة يبدأ من 1500 جنيه على الأقل ويصل إلى 2500 جنيه أو حتى 3 آلاف جنيه.. ومعنى ذلك أننا نحتاج إلى غرفتين سندفع 5 آلاف جنيه أو على الأقل 3 آلاف جنيه فإذا كنا سنقضى 3 أو 4 أيام فمعنى ذلك أننا سنحتاج إلى 10 أو 15 ألف جنيه، هذا فضلا عن تذاكر الطيران التى على الأقل ستكون نحو 5 آلاف جنيه أى أننا سنحتاج فى إجازة قصيرة داخل مصر نحو 20 ألف جنيه، طبعا ألغينا الفكرة فورا. لكن العجيب كما يقول محدثى إن الفنادق معظمها مغلق أو على الأقل نسبة إشغالها 20% و50% ولكنهم يكذبون ويقولون «أصل الأسعار عالية علشان معندناش غرف فاضية».. على من يكذبون يا سيدي. ياسيدى إنهم يستمتعون «بذبح» المصريين بهذه الأسعار «الوهمية» وفى الوقت نفسه يبيعون الغرفة فى الفنادق 5 نجوم ب 10 دولارات كما نسمع.. صحيح هناك بعض الاستثناءات كما نسمع لبعض الفنادق وشركات الإدارة العالمية الكبرى ذات الأسماء «الرنانة» لا تبيع بهذه الملاليم للأجانب.. لكن يبقى أن المصريين «حسنى النية» الذين فكروا فى قضاء إجازتهم بالفنادق لمساعدة الفنادق فى أزمتها فوجئوا بأن الفنادق «تذبحهم» بهذه الأسعار. لكن الأهم كمال قال لى متحدث آخر إنه للأسف قبل بهذه الأسعار ودفع فى أحد الفنادق بالغردقة فى الغرفة 1200 جنيه فى الليلة هو وزوجته لكن للأسف كانت «الطامة» الكبرى فيما وجده من سوء الخدمة وعدم النظافة و«البوفيهات المفتوحة» السيئة جدا والأسوأ نوعية الأغذية والمشروبات.. فبعد كل هذه الآلاف تفاجأ بأن البوفية يحتوى على طبيخ كما يقول، شوية لوبيا أو فاصوليا وكمان «ملوخية» يعنى هذه الآلاف التى دفعناها آخرتها «ملوخية» مجمدة من الفريزر!! ما هذا يا سادة.. واليوم نحن نقول.. لقد عرفنا معنى وأهمية جودة الخدمات، وعرفنا لماذا يسافر المصريون الآن إلى اليونان ويشترون بيوتا هناك أو يؤجرون شققا للصيف أو يسافرون إلى دبى فى عز الحر أو حتى يسافرون إلى باريس ويفضلون دفع كل هذه الآلاف هناك.. يا سيدى نحن لا نريد سياحة داخلية فإذا كنا نريدها فمن المؤكد أنها ليست بهذه الأسعار وإذا كانوا يكذبون ويقولون إن لدينا سياحة ونبيع ب 10 دولارات الغرفة لأنها مؤجرة لشركات سياحة أجنبية فهذا كذب.. لأن السياحة الوافدة إلى مصر منذ حادث الطائرة الروسية تراجعت بأكثر من 70% أو 80٪ أى أن الفنادق فارغة أو مغلقة. أيضا ما يقال عن السياحة العربية مجرد كلام فى كلام وحملات تنشيط وهمية ولم تحقق زيادة تذكر منذ بداية 2016 وحتى الحملة «المخجلة» مصر بريال لتذكرة الطائرة لم تحقق شيئا بل أساءت فقط لصورة مصر.. ووزارة السياحة وهيئة التنشيط تصر على أنه يجرى الإعداد لحملات تنشيط قوية.. لكن للأسف كلها حملات لا تسمن ولا تغنى من جوع.. كلام ضعيف ومضمون ضعيف لن يحقق شيئا وملايين يتم إنفاقها بلا سبب وأفكار وحملات سيئة لتنشيط السياحة العربية وكل من «يعدى» على هيئة التنشيط يقول إن لديه فكرة جيدة وأنه قادر على جذب السياحة وكل من يستضيف مؤتمرا أو يعمل حفل عشاء لمجموعة يذهب للهيئة ويقول هذا هو الذى سينشط السياحة.. ومكاتب السياحة فى الخارج «مغلولة» الأيدى وفاقدة للرؤية أو للتنسيق مع الوزارة والهيئة والاختصاصات متضاربة. وكما قلت قبل ذلك لم تنجح حملة مصرية واحدة منذ رحيل الدكتور ممدوح البلتاجى الذى قالت منظمة السياحة العالمية عن حملات مصر فى عهده «إن الدولة التى ترغب فى أن تضع نفسها على خريطة السياحة العالمية عليها أن تدرس حملات مصر الناجحة جيدا. أعود إلى صراخ المصريين من أسعار الفنادق فى إجازة العيد وأقول إن أصحاب الفنادق فقدوا التعاطف معهم، وأن كثيرا ممن خاضوا تجربة البحث عن غرفة بسعر معقول مقارنة ب 10 دولارات للأجانب خابت آمالهم فى ذلك وتحولوا إلى كارهين لهؤلاء الناس الذين كسبوا كثيرا من السياحة فى فترات الرخاء والآن كل همهم أن يحصلوا على تخفيضات من الدولة فى المياه والكهرباء والضرائب.. أما أن يقدموا أسعارا معقولة للمصريين فى بلادهم فذلك «عشم إبليس فى الجنة».. فهم لا يفكرون بهذه الطريقة بل إن بعضهم يقول إنه لا يريد المصريين أصلا.. رغم أن المصريين يدفعون أكثر من الأجانب بكثير.. ويا أصحاب الفنادق إن مبرراتكم غير مقبولة.. وعليكم أن تتحملوا سخط المصريين وعدم تعاطفهم معكم. بقى أن أقول إن رسالتى إلى كل من حدثنى فى هذه القضية أننى لا أرى حلا لها.. ولا أرى أملا فى مساواة أسعار المصريين بالأجانب أو حتى ضعفها لأسباب كثيرة.. وعليكم بالصبر.. لعل وعسى تأتى وزارة سياحة أو حكومة تستطيع أن تنصفكم على «جشع» أصحاب الفنادق.. ولله الأمر من قبل ومن بعد!! لمزيد من مقالات مصطفى النجار