الأطفال يفرحون بالعيد وطقوسه الجميلة ويلبسون الأزياء الجديدة وينتظرون "العيدية" من الآباء والنساء يجهزن الطعام وألوان الفرح والألعاب تعم الأجواء، كل هذا حدث في القري والنجوع إلا قرية البقلية التابعة لمركز المنصورة والتي تقاسمت الأحزان في عيد الفطر وتبادلت الألم والمواساة بدلا من التهاني بسبب إختطاف خمسة من أبنائها علي يد عصابات ليبية تطالب بفدية مالية كبيرة وإلا قتلتهم. المختطفون هم شوقي محمد علي يبلغ من العمر، 50 عاما، وصالح جابر نوارة 39 عاما، وأحمد عبدالحميد السيد عوض 24 عاما، والسيد رمضان محمود فرحات 45 عاما، والسيد عبد الحميد السيد 30 عامًا يعملون جميعا في تركيب البلاط في طرابلس منطقة جرجارش. أبناء القرية رغم ثقتهم الكبيرة في القيادة السياسية والحكومة ويقينهم بأن الدولة المصرية لن تتخلي عنهم وأنها تبذل كل جهد لإطلاق سراح المختطفين، إلا أنهم يعيشون أياما وساعات عصيبة من القلق خوفا علي حياة ذويهم الذين يمثلون العمود الفقري في الإنفاق عليهم خاصة وأن وراء كل مختطف قصة إنسانية من الكفاح والعمل لسد إحتياجات أسرة أو علاج مريض أو تزويج شاب أو فتاة . السيد رمضان فرحات واحد من المخطوفين تزوج من داليا 31 عاما، وانجب منها ثلاثة من الأبناء وهم، منة 11 سنة، تلميذة في الصف السادس الابتدائي، ومحمد 10 سنوات تلميذ في الصف الخامس الإبتدائي، ورمضان 6 سنوات، ويعاني من الصرع، ويتكلف علاجه نفقات باهظة شهريا، وفور ورود نبأ اختطافه دخل والداه في نوبة من البكاء الهستيري. وتقول داليا زوجته: أشعر أني في كابوس، لا أعلم هل سأري وأبنائي زوجي أم لا، أنتظر لحظة دخوله علي المنزل، في كل لحظة من سينفق علي وعلي أبنائي، ومن سيراعي البيت كل منازلنا أوقاف، لا نستطيع بيعها، انظروا إلينا بعين الرحمة، لقد تكلف سفر زوجي 17 ألف جنيه، والله لم يشتغل بهم ولا جمعهما، أناشد كل مسئول التدخل، هدفع 60 ألف جنيه منين ثمن عودته. المختطف الثاني شوقي محمد علي يبلغ من العمر 50 عاما لديه أربعة أبناء هم أحمد في الصف الثالث الثانوي، وأسماء في الصف السادس الإبتدائي، وإيمان 3 ابتدائي، ومحمود 4 سنوات، شوقي حاصل علي بكالوريوس تجارة ولم يتسلم وظيفة، وظل يعمل في الأشغال الصعبة باليومية سواء في ليبيا أيام القذافي أو بعد رحيله، واضطر للسفر في 25 فبراير 2016 أي منذ 4 شهور فقط وبطريقة شرعية، ولكن لم يعمل سوي شهر ونصف فقط وتوفيت والدته في أول شهر رمضان الماضي مما جعله يغير مسار حياته بالعودة . تقول صديقة زوجة شوقي : كلمت ناس كتير مفيش فايدة ومفيش حد أعطي لنا ردا شافيا، إحنا في أيام عيد، قفوا جوارنا، ساندونا هذا حقنا علي حكومتنا، زوجي أكبرهم سنا، ومريض، لا يستطع تحمل التعذيب بالكهرباء، اتصل بي وقال لي وضعونا في مياه موصلة بالكهرباء، ويتناوبون علي تعذيبنا، وأتمني الموت في أي لحظة أفضل لي ولكم. أما المختطف صالح جابر يونس، 39 عاما فلديه ياسمين في الصف الرابع الإبتدائي، وأسماء في الصف الثالث الابتدائي، ومصطفي 5 سنوات. وتقول زوجته ليلي: نحن لا نملك أرضا ولا منزلا وزوجي ليس له إلا ذراعه وعافيته يعمل به، ونأكل منه، كل شوية أطفاله يسألوني فين بابا، الأطفال تقول لابني في الشارع أبوك اتخطف ومش هيرجع تاني، قلبي مفطور عليه، كلمني ووصاني علي العيال اليوم، وقالي خليهم يعيدوا أنا عارف إنك مش هتقدري تجيبي فلوس الفدية، انسيني خلي بالك من العيال وحطيهم في عنيكي . ومن بين المختطفين إثنان شقيقان هما السيد الشحات عبد الحميد السيد 30 عاما، متزوج، ووضعت زوجته مولودها الأول منذ أسابيع، وشقيقه الأصغر أحمد الشحات عبد الحميد السيد 24 عاما، أعزب، تقول والدتهما : والدهما مريض بالكبد والطحال، وأنا مريضة بالسرطان، وعملت عملية قبل ما يسافرا بشهر واحد.