شجعى طفلك على الادخار ب «الحصالة»

الأموال المطلقة مفسدة للأبناء.. هذا ما تقوله ميلندا زوجة بل جيتس أغنى رجل فى العالم، ولذلك فهى تعطى أبناءها ما يكفيهم من المصروف لشراء ساندويتش من مطعم بسيط،
وتضيف قائلة: ان الأبناء الذين يتربون على الانفاق والتبذير دون حدود يقعون فى المستقبل غالبا فى براثن المخدرات أو الفشل، وتذكرنا بالحصالة التى كان يقدمها الآباء لأطفالهم لتشجيعهم وتعويدهم على الادخار منذ الصغر، فهذه الحصالة هى بداية تكوين شخصية قادرة على تحمل المسئولية ومعرفة قيمة المال.
د.يمن الحماقى أستاذة الاقتصاد بكلية التجارة جامعة عين شمس تقول: إن ثقافة الادخار مفتقدة تماما فى المجتمع المصرى ونحتاج الى تفعيلها والتوعية بها خاصة لدى الأطفال، وللأسف نجد دائما كل مكافأة ترتبط بعادة الاستهلاك، مثل الطعام فى الغالب أو أشياء يكون الانفاق عليها غير مجد، وبالتالى يتم اهدار موارد الأسرة فى لا شىء، وتتوالى الأجيال على نفس النمط وتعد مصر فى مؤخرة الدول فى الادخار حيث لا تتجاوز النسبة 6% فى حين مثلا يصل معدل الادخار فى الصين أكثر من 50%، ويرجع بصفة أساسية الى قدرة الصين على استغلال مدخرات الأفراد كمصدر أساسى للاستثمار، وقدرة الصين على تحقيق معدلات استهلاكية أقل من معدلات الانتاج، مما ينعكس ايجابيا على الادخار وهو الفرق بين الانتاج والاستهلاك، فى حين أن مصر لا تستطيع أن توظف المدخرات فى البنوك بحيث يزيد معدل الانتاج علي الاستهلاك مثل الحالة الصينية، ومن هنا تواجه مصر دائما مشكلة عجز التمويل للاستثمارات نتيجة ضعف معدل الادخار، كما أن قدرة البنك على أن يستثمر الودائع فى مشروعات تعمل على زيادة الانتاج بنسبة أعلى من الاستهلاك هو الذى يحقق الادخار الحقيقى لأى مجتمع
شرق أسيا.. أعلى معدلات الادخار
وترجع د.يمن ضعف اقبال المواطن المصرى على الادخار الى انتشار ثقافة الاستهلاك والى العادات والتقاليد والتباهى والمظاهر، ويظهر ذلك بوضوح فى الإنفاق على الأكل خاصة فى رمضان والحفلات والأفراح ذلك على الرغم من عدم القدرة المادية الحقيقية للأسرة تنصح د.يمن لمواجهة الظاهرة بتشجيع الأطفال منذ الصغر على التعود على ثقافة الادخار كما يحدث فى جميع الدول. وتتذكر قائلة: لا أنس عندما كنت أدرس الدكتوراه فى انجلترا دخلت أحد البنوك وكان معى ابنى وعمره عامان ونصف، قدمت له موظفة بالبنك حصالة هدية لتشجيعه على الادخارعندما يكبر، وهوما يجعلنا نطالب بتشجيع ثقافة الادخار منذ الطفولة بمبادرات من البنوك المصرية.
أيضا البعد عن الوجبات الجاهزة وتناول الوجبات فى المطاعم، وتقوم الأم بتجهيز مكونات الوجبة المحببة فى المنزل المشاركة فى صنعها وتجعل طفلها سعيدا بعملها ومن ناحية أخرى توفيرا للأسرة وحماية لصحة أطفالها، ويمكن كل فترة يتم دعوته للأكل بالخارج حتى لا يشعر بالحرمان. بالاضافة الى تغيير النسق الثقافى الذى يدعو للمظاهر وللأسراف، وأيضا تشجيع المبادرات الايجابية للشباب على الاستثمار والمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، وعلى الاعلام وكتاب الدراما أن يتحملوا مسئولية نشر الثقافة الايجابية للادخار.
مبادرة لتشجيع الادخار
حسن البحيرى مديرعام سابق بأحد البنوك الوطنية يقول: لا بد من تنمية المدخرات والتشجيع بمنح حوافز للادخار الذى هو عصب التمويل للمشروعات الكبرى والصغيرة ومتناهية الصغر والذى غالبا يكون من خلال دفتر التوفير وهذا النوع تراكمى وحركته فى السحب ثقيلة ومتباعدة ونأمل من البنك المركزى تشجيع المدخرات الصغيرة، فالدول الكبرى كالصين حققت تقدمها بالمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر.