د. مني البرادعي: الثقافة المالية الغائبة تزيد التعثر والديون د. علا الخواجة: عملاء كثيرون لا يعرفون حقوقهم خالد بسيوني: البنوك تدرس تقديم خدمات مالية للأطفال --------------- لا تزيد نسبة المشاركة من خلال فتح حسابات بنكية علي10% من إجمالي المصريين واغلب العملاء لا يعرفون اي معلومات عن حقوقهم أو القنوات والاشكال المالية التي يمكن استخدامها, من هنا أطلق المعهد المصرفي المصري مبادرة التثقيف المالي بهدف التضمين المالي ورفع معدلات الثقافة المالية التي تؤدي إلي زيادة الادخار وخفض نسبة الفقر من خلال تحسين الوضع المالي وخفض كذلك نسبة الوقوع في مشكلات مالية خاصة الديون والافلاس وخفض معدل التعثر ويزيل عقبات تمويل المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر. تكشف الارقام التي عرضت في ورشة العمل بالاسكندرية التي أقامها المعهد أن10% من المصريين فقط لهم حساب بنكي وأن النسبة ترتفع الي20% لدول الشرق الاوسط و90% من الدول المتقدمة! واذا كنا نسعي الي تحقيق معدل نمو7% فان هذا يحتاج الي زيادة معدل الادخار الي ما لا يقل عن30% بالتالي نحتاج بالفعل إلي تثقيف مالي من خلال استراتيجية يتبناها كل الأطراف الفاعلة في هذا المجال من المؤسسات المالية والمصرفية والبحثية. مني البرادعي رئيس المعهد قالت إن الهدف هو رفع مستوي الرفاهية الاقتصادية للشعب المصري من خلال تضمين فئات متعددة في الاقتصاد, ويعني التضمين المالي استخدام الافراد والمؤسسات للشبكات المالية, وثلثا مؤسسات الرقابة المالية في العالم مطالبون بتحفيز قنوات التضمين المالي وقد وضع البنك المركزي أهمية التضمين المالي خاصة ان10% من المواطنين ليس لهم حسابات بنكية وهناك2.5 مليار شخص علي مستوي العالم ليس لهم حساب بنكي و54% من الذين يعملون ذكور مقابل46% للإناث ومن خلال دراسة ضمت137 دولة اكتشف ان34% من الشركات في الدول النامية لديها قرض مصرفي مقابل51% للدول المتقدمة و35% من الشركات في الدول النامية تري ان التمويل عقبة أمامها مقابل15% في الدول المتقدمة. قالت د. مني البرادعي إن هناك ثلاثة أبعاد مترابطة لمفهوم التضمين المالي وهي: جانب العرض للمنتجات والخدمات المالية والتثقيف المالي وحماية المستهلك. ولا يقصد بالتضمين المالي تقديم المنتجات والخدمات المالية المناسبة لفئات المجتمع غير المتعاملة مع القطاع المالي الرسمي فقط, بل أيضا تلبية احتياجات وتوسيع قاعدة المنتجات والخدمات المالية المقدمة للمتعاملين مع هذا القطاع. أما التثقيف المالي فيقصد به وعي ومهارة وقدرة أفراد المجتمع علي اختيار المنتجات والخدمات المالية المناسبة لهم. والتضمين المالي هو عملية تعزيز الوصول بأسعار معقولة في الوقت المناسب والكافي لمجموعة واسعة من المنتجات والخدمات المالية الخاضعة للرقابة المالية واستخدامها من قبل جميع شرائح المجتمع من خلال تطبيق الطرق القائمة والمبتكرة التي صممت خصيصا لذلك بما في ذلك التثقيف والتعليم المالي بهدف تعزيز الرفاهية المالية وكذلك التضمين الاقتصادي والاجتماعي. وقد احتل مفهوم التضمين المالي أهمية كبيرة علي مستوي العالم في السنوات الأخيرة نتيجة عدة عوامل اهمها ان البيانات تشير إلي أن النصف فقط من سكان العالم البالغين( نحو2.5مليار نسمة) يمتلكون حسابات في مؤسسات مالية رسمية. كما تشير إلي أن54.7% من الذكور فقط يمتلكون حسابات في مؤسات مالية رسمية بينما تبلغ نسبة الإناث46.3% فقط وتنخفض نسبة الشباب( ما بين سن15 24) لتبلغ37.9% فقط. وقد تتناقص هذه النسب عن ذلك في دول عديدة. كما أشارت الدراسات إلي أن التضمين المالي له تأثير إيجابي علي الاقتصاد من حيث تخفيض الفقر, رفع معدلات الادخار والاستثمار, تعبئة الموارد المالية من خلال القنوات الرسمية, الاسهام في رفع معدلات النمو. وعلي مستوي الأفراد, فهناك فرق بين أهمية التثقيف المالي للمتعاملين وغير المتعاملين مع القطاع المالي. فبالنسبة للمتعاملين مع المؤسسات المالية فان الكثير من المتعاملين مع البنوك لا يعرفون خصائص المنتجات المالية المتنوعة, فالتثقيف المالي يساعد هؤلاء علي معرفة كل المعلومات حول المنتجات والخدمات المالية واتخاذ قرارات مالية سليمة. وبالنسبة للمهمشين ماليا فيمكن التثقيف المالي من توعية الأفراد بالنظام المالي وتشجيعهم علي زيادة مدخراتهم أو البدء بمشروعات صغيرة والتعريف بسبل التمويل المختلفة مما يشجعهم علي التعامل مع القطاع المالي الرسمي. وقالت ان التضمين المالي يعد من الموضوعات البالغة الأهمية بالنسبة لمصر خاصة مع انخفاض نسبة المصريين المتعاملين مع القطاع المصرفي التي لا تزيد علي10%, لذلك يحتل هذا الموضوع ترتيبا متقدما علي قائمة أولويات البنك المركزي المصري. وتأتي أهمية التضمين المالي في مصر حيث انه يمكن من زيادة الموارد المتاحة لدي البنوك يشجع, الادخار, يوفر المزيد من فرص الاستثمار, يساهم في تخفيف حدة الفقر وحفز النمو الاقتصادي, يزيل العقابات الموجودة أمام تمويل المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة مما يساعد علي رفع معدل النمو الاقتصادي كما يساهم الابتكار في مجال التضمين المالي في تنمية القطاع المالي. اوضحت د. البرادعي انه نظرا لما للتضمين المالي من أهمية كبيرة بالنسبة للاقتصاد المصري, فقد قام المعهد المصرفي بإطلاق مبادرة التثقيف المالي كخطوة أولية نحو التضمين المالي استنادا إلي دوره في نشر الوعي عن مستجدات القطاع المصرفي والمالي, وتدريب العاملين بالقطاع المصرفي المصري فهو الذراع التدريبية للبنك المركزي وعقد الشراكات مع جميع الأطراف الفاعلة في التثقيف المالي بمصر. وحول مستقبل المبادرة قالت انه تم وضع استراتيجية تساعد علي إحراز تقدم حقيقي في مجال التثقيف المالي من خلال نشر الوعي بين جميع فئات المجتمع والتعاون مع جميع الأطراف كالوزارات: التربية والتعليم, التعليم العالي, الشباب وهيئات أخري كالصندوف الاجتماعي للتنمية والمجلس القومي للمرأة والإعلام وهنا نؤكد دور الإعلام في نشر الثقافة المالية حيث إن لدي وسائل الإعلام القدرة علي الوصول لقطاع عريض من المجتمع المصري. واشارت الي ان هناك منتجات مالية معقدة للغاية بالنسبة للعميل العادي نظرا لانها غالبا ما تستلزم فهما لشروط الاستحقاق, الفترات الزمنية, خيارات السداد وغيرها من المتطلبات بالاضافة الي نمو المعاملات الدولية الناتجة عن استخدام التقنيات الجديدة. وتشير العديد من الابحاث والدراسات الي أن الافراد ذوي الثقافة المالية الاقل يكونون عرضة للمشكلات المتعلقة بالديون واقل قدرة علي الادخار واكثر عرضة للتورط في الرهونات المرتفعة التكاليف واقل قدرة علي التخطيط ولا يقدرون حقوقهم ومسئولياتهم كعملاء ماليين ولا يتفهمون المخاطر المرتبطة بالادوات المالية. كما اشارت نتائج دراسات الي ان العملاء المثقفين ماليا يميلون الي الادخار بشكل اكبر كما تساهم المهارات المالية في إدارة الديون في الاحتفاظ بمعدلات سداد مرتفعة ومعدل تعثر منخفض للعملاء خاصة لبنوك ومؤسسات الاقراض المتناهي الصغر ويؤدي ربط التثقيف المالي بالمنتجات المالية بان يندمج كل الافراد في النظام المالي التقليدي وخفض معدل الفقر ورفع معدل الادخار والاستثمار. وقالت د. البرادعي إن من يتوجه إلي البنك لفتح حساب يكتفي موظف البنك بانهاء الاجراءات دون ان يعطي للعميل اي معلومات تزيد من وعيه المالي وتثقفه. اوضحت د. مني ان عدد سكان مصر بلغ86.7 مليون نسمة نسبة الشباب25% والاطفال31% وفق ارقام الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء لعام2014 بإجمالي56% وهي شريحة يجب ان تستهدفها البنوك, بجانب أن افقر30% من السكان يحصلون علي12.2% من الدخل القومي بينما يحصل10% من السكان علي26.6% من الدخل. واكدت أننا في حاجة الي زيادة معدل الادخار الي25 و30% لتحقيق معدل نمو7% وخفض معدل البطالة التي وصلت إلي13.7% وكذلك نسبة القطاع غير الرسمي التي تصل الي70% من الصناعات الصغيرة والمتوسطة. وقالت د. علا الخواجة مدير إدارة البحوث والتوعية بالمعهد المصرفي إن المواطن في حياته اليومية يتخذ قرارات مالية بصفة يومية ولكن الغالبية يتخذونها عند حدوث مشكلة خاصة اذا ما تخطت المصروفات الايرادات وسط غياب لثقافة الرشادة الاقتصادية وعدم الاستناد للبعد الزمني عند اتخاذ القرار, هنا يجب ان نعي اهمية التخطيط المالي للحاضر والمستقبل واتخاذ القرار السليم.. هل يتجه لشهادة استثمار, البورصة, صندوق توفير البنوك؟ من هنا تأتي اهمية اتخاذ قرار مالي سليم من خلال الارتكاز علي معرفة مالية تغير السلوك المالي للافراد. بالتالي هناك هم مالي للافراد يجب تجاوزه وتخطيه ويجب ألا تتحول العلاقة بين البنك والعميل إلي أن تكون بمثابة عملية يجريها البنك ويجري! خاصة أن هناك65 دولة لها استراتيجية قوية للتثقيف المالي. واشارت د. علا الخواجة الي أن أهمية التثقيف المالي علي مستوي الاقتصاد القومي تكمن في زيادة عدد وتعقد المنتجات والخدمات المالية التي نتجت عن العولمة والتطورات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مما أدي إلي سهولة الوصول لمزيد من المنتجات والخدمات المالية ولكن أيضا المزيد من التحديات في اتخاذ القرار المالي الصحيح والمقارنة بين الرسوم وأسعار الفائدة والمخاطر المرتبطة بها. وكذلك زيادة المخاطر وزيادة المسئولية علي الأفراد ويظهر هذا في اتجاه بعض الحكومات لتغيير نظم المعاشات والتأمين الصحي وترك الأفراد غير مدركين للمخاطر التي يواجهونها وغير قادين علي التعامل معها بكفاءة. والتغيرات في أسواق رأس المال حيث زاد عدد المتعاملين مع الأسواق المالية في الدول النامية القليلة الخبرة والوعي بالمنتجات والخدمات المالية. بالإضافة إلي عدم الثقة في الأدوات المالية الحديثة, وشيوع المفاهيم المالية التقليدية. أوضح خالد بسيوني مدير إدارة تطوير الاعمال بالمعهد المصرفي أن60% من المجتمع شباب واطفال من هنا جاءت الفترة العمرية من سن8 إلي34 عاما كفئة مستهدفة للمعهد المصرفي في مشروع نشر التوعية المالية للاطفال والشباب مشيرا إلي ان هناك عددا كبيرا من اولياء الامور قاموا بفتح حسابات مصرفية بعدما طالب ابناؤهم بذلك نتيجة اقتناعهم بالتثقيف المالي.. اضاف ان هناك دولا مثل السعودية, المغرب, جنوب افريقيا قامت باعداد اعمال فنية عن الاستثمار الذكي والادخار وغيرهما في حين وضع مصر الان ضعيف فيما يتعلق بنشر الثقافة المالية وهو ما يتطلب التحول إلي نشرها من خلال الشراكة بين اكثر من جهة لتحقيق التثقيف المالي وتطبيق الاسبوع المالي العالمي الذي حدد له الاسبوع الثاني من مارس سنويا علي مستوي العالم تجري خلاله مسابقات كرتونية واعال فنية مالية وتدريب الاطفال والنشء علي القيام باعمال مالية وزيارة للبورصة والمصارف وغيرها وقد شاركت مصر للمرة الاول خلال هذا العام وجاءت بنتائج ايجابية ولدينا مبادرة عن اسبوع للادخار كوسيلة اساسية للاستثمار, كما تدرس البنوك حاليا تقديم خدمات مالية للاطفال علي غرار الهند. فيما قال محمد زكريا رئيس قطاع التدريب بالمعهد ان تحول المجتمع من منتج الي مستهلك ساهم في ضعف معدل الادخار واختفاء الثقافة المالية التي يحتاجها عملاء البنوك بشكل عام واصحاب المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر والقطاعات التي كان لمصرفييها ميزة تنافسية يمكن استعادتها والعودة اليها.