« بوجى وطمطم « واحد من اشهر علامات التليفزيون المصرى فى شهر رمضان ليس فى مصر فقط بل فى الوطن العربى اجمع. ورغم انه موجه فى الاساس للأطفال إلا ان الكبار قد تفاعلوا معه لما كان يقدمه من قيم ومضامين انسانيه راقيه تهدف فى مجملها الى تحصين النشء الصغير من السلوكيات الضارة والأخلاق غير الحميدة. بدأت اولى حلقات المسلسل ذائع الصيت فى رمضان عام 1983 وكانت تدور حلقاته حول تهذيب سلوك الاطفال ,هذا العمل الفريد والنادر كان يقف وراءه كتبة من الفنانين المبدعين كان على رأسهم الفنان المخرج الراحل محمود رحمى الذى ولد فى 3 يوليو عام 1939 والتحق بكلية الفنون الجميلة التى تخرج فيها بتقدير امتياز مما اهله للتعيين كمعيد فى الجامعه إلا انه فضل العمل فى التليفزيون المصرى وتخصص من بعدها فى تصميم وتقديم عروض العرائس. « الاهرام « التقت نجله الفنان باسم الابن الاكبر للراحل محمود رحمى للتعرف على اهم المحطات فى رحله المسلسل الاشهر والذى تفرد وتميز به التليفزيون المصرى عن سائر دول الوطن العربى اجمع. ............................................................... يقول باسم أعمل مهندس كمبيوتر وأمتهن الإخراج الان.. عام ميلادى كان سنه تخرج والدى فى كليه الفنون الجميله قسم نحت.. دخلت مبنى التليفزيون وعمرى 3 سنوات وبالمناسبة كان يطلق عليه التليفزيون العربى والتحقت بالحضانة المخصصه لأبناء العاملين انذاك التحق والدى بقسم العرائس كلاعب ثم مصمم ثم رئيسا لقسم العرائس بالتليفزيون وأتذكر ان اولى شرارات ابداعات والدى انطلقت من خلال تصميمه لأقنعه وشخصيات مسرحيه القاهره فى 1000 عام وكان ذلك فى عام 1969 ومن تلك اللحظة انطلق بركان الابداع والموهبة عند ابى ,كما عمل كمصمم لإعلانات التليفزيون لحساب جريدة الاهرام فى الفترة من اوائل السبعينات حتى منتصف الثمانينات وذلك بتقنيه TRICK FILM وكان من اشهر الاعلانات التى صممها اعلان «سافوا» ويشير باسم محمود رحمى الى ان اهم عناصر النجاح التى كشفت وبلورت شخصيه والده هى البيئة الفنيه الواعية التى كانت تحيط به انذاك والتى كان يمثل احد اركانها المبدع صلاح جاهين والفنان بليغ حمدى وسيد مكاوى والدكتور عبد الوهاب المسيرى الابداع فى ذلك الزمن كان ابداع جماعى لا يقف عند حدود صاحبه وإنما ينتقل ويتشكل حتى يخرج فى شكله النهائى ليرضى كل الاذواق ويحقق الهدف والرسالة منه وكلنا يتذكر انه فى ذلك الوقت كانت البصمه الابداعيه المصريه هى علامة الجودة فى كل انحاء الوطن العربي. ويكشف باسم رحمى عن مفارقه سياسيه عرقلت مسيرة الراحل الابداعيه اذ انه كان قد انتهى من اخراج مسلسل « حدوته لتوته « بالاشتراك مع صوت القاهرة إلا ان هذا المسلسل لم يكتب له النجاح رغم ان مستواه الفنى والإبداعى اكبر وارفع من مسلسل « بوجى وطمطم « وفى عام 1978كانت شركه صوت القاهرة تقوم بإنتاج الاعمال الفنيه وتوزعها فى ارجاء الوطن العربى وعقب مبادرة السلام قررت الدول العربية الامتناع عن التعامل مع صوت القاهرة ومقاطعتها مما تسبب فى خسائر ماليه كبرى لوالدى رحمة الله عليه وللعلم فمسلسل حدوته لتوته كانت البروفة الحقيقيه لشخصيات بوجى وطمطم إذ كان والدى مهتما إلى أبعد الحدود بابتكار شخصيات مصريه عربيه تخاطب اطفال الوطن العربى وتغرس فى نفوسهم القيم العربية الاصيلة والسلوكيات الحميدة. ويتذكر باسم موقفا طريفا كان سببا فى ظهور أغنيه « بطنى بتوجعنى اه يابطنى حرمت املاها اوى تانى آه يابطنى « والتى كان يرددها بوجى فى المسلسل يقول هذه الأغنية فى الاساس متعلقة بموقف حدث معى عندما كنت فى الثانيه عشرة من عمرى اصبت بالحصبة ومنعت عن تناول اللحوم ومن شدة جوعى قمت فى منتصف الليل والتهمت 2 كيلو بفتيك وما يقرب من نصف حله الرز وانتهى الامر بمأساة وبالمناسبة فشخصيه بوجى كانت تمثلنى فى صغرى وتجسد حجم المتاعب التى كنت اتسبب فى حدوثها من فرط شقاواتي, وأظن ان السبب الرئيسى فى استمرار ونجاح المسلسل ليس فى مصر فقط وإنما فى الوطن العربى يرجع الى حرصه على ترسيخ القيم والمثل فى اسلوب سهل وبسيط يقترب من النفس عن طريق الرسائل غير المباشرة التى تشكل فيما بعد قاعدة للسلوك الانساني. ويكفى أن أقول أن والدى قد اصيب بحاله من الاكتئاب الشديد فى اواخر ايامه نتيجة صدور قرار من صفوت الشريف بإيقاف المسلسل وفى نفس الوقت تضرر فريق العمل وكان اكثرهم ضرر الفنان الراحل يونس شلبى الذى كان معتادا اجراء جراحه فى قدمه لتغيير الشرايين بسبب اصابته بمرض السكر وكان يعتمد على دخل ثابت من هذا المسلسل,وللأسف الشديد توقف انتاج المسلسل بعد وفاة والدى لاختلف الرؤى بين الورثة حول كيفيه اعادة انتاجه مرة اخري.ورغم ذلك لدى أمل كبير فى تقديم عمل فنى للطفل المصرى والعربى وهو مشروع ثقافى علمى معد خصيصا لتلك الفئة العمريه بهدف رفع مستوى التفكير والابتكار لديهم من خلال قالب دراما الخيال العلمى باستخدام البعد الثالث والإبهار البصري. وأناشد السيدة الفاضلة صفاء حجازى من خلال منبركم هذا ان تتبنى هذا المشروع الذى اعتقد انه سوف يعيد جزء من امجاد التليفزيون المصرى التى مازلنا نحلم بعودتها مرة اخري.