بعد وفاة السيد البدوي في أغسطس 1276خلفه من بعده تلميذه عبد العال، وبنى مسجده. وكان في البداية على شكل خلوة كبيرة بجوار القبر، ثم تحولت إلى زاوية للمريدين ثم بنى لها علي بيك الكبير المسجد والقباب والمقصورة النحاسية حول الضريح، وأوقف لها الأوقاف للإنفاق على المسجد فى أثناء انفصاله عن الدولة العثمانية وقت حكمه مصر، حتى أصبح أكبر مساجد طنطا. مولد البدوى من أكبر الاحتفالات الدينية فى مصر، حيث يحتفل 67 طريقة صوفية، ويتوافد الآلاف من كل انحاء الجمهورية اليه ويقام فى منتصف أكتوبر من كل عام حول مسجد البدوى الكائن فيها ضريحه بمسجده الشهير، ويقام لمدة أسبوع وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث تبدأ الطرق الصوفية فى إقامة سرادقات الاحتفالات ولافتات تعلن هوية الطريقة فى شوارع مدينة طنطا وبجوار المسجد الأحمدى، ويقع بالقرب من محطة القطار كما يوجد بالمنطقة سوق تجارى كبير يسمى درب الأثر الذى يشتهر بمحال العطارة ولوازم السبوع وأعياد الميلاد. يعرف المسجد باسم «المسجد الأحمدى أو السيد البدوي»، ويحتوى على 5 أضرحة ففى مدخله ضريح الشيخ «سيدى مجاهد»، وفى الداخل غرفة بها أضرحة المشايخ «أحمد حجاب ونور الدين وسيدى عبد الرحمن»، وفى يمين المسجد غرفة خاصة بها ضريح الشيخ أحمد البدوي، وبجانبه حجر يقال إنه به آثار أقدام الرسول الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم. يتميز المسجد الأحمدى بمساحته الكبيرة التى لا يضاهيها أى مسجد آخر بطنطا، كما يتميز بالقباب والمآذن التى تستطيع رؤيتها من أى مكان بطنطا لوقوعه فى أعلى ارتفاع بالمدينة. تم بناء المسجد فى عهد السلطان سيف الدين قايتباى عام 1483 ميلادية، وأدخلت عليه تعديلات فى عهد على بيك الكبير، الذى أمر ببناء مسجده الحالى وبنيت به ثلاث قباب أكبرها للبدوى والغربية لعبد المتعال، والشرقية للشيخ مجاهد الذى كان شيخ المسجد فى ذلك العصر، وقد أوقف على بيك الكبير أطيانًا عديدة تعتبر من أهم موارد المسجد المالية. يشتهر المسجد بكثرة النقوش الإسلامية والزخارف الملونة من داخل المسجد والكتابات الإسلامية التى تميزت بها المساجد فى مصر المحروسة منذ عهد المماليك والعثمانيين وللمسجد عواميد، وكان لكل منها قارئ أو معلم مثل الأزهر، وله أيضًا 5 أبواب أكبرها البوابة الأمامية، ولم يكن المسجد بشكله المعتاد الذى عليه فى الوقت الحالى. ويقام للبدوى احتفال آخر يعرف بالمولد الرجبى ويقام فى النصف الأول من شهر أبريل من كل عام، ويقام لمدة أسبوع. ولد العارف بالله سيدى أحمد البدوى بمدينة فاس المغربية، وهاجر إلى مكة مع عائلته فى سن سبع سنوات، واستغرقت الرحلة أربع سنوات، منها ثلاث سنوات أقامها بمصر، وعندما بلغ الثمانية والثلاثين من عمره سافر إلى العراق مع شقيقه الأكبر حسن، ورجع بعد عام واحد إلى مكة، ثم قرر فى نفس العام الهجرة إلى مصر، وتحديداً إلى مدينة طنطا، لتكون موطن انتشار طريقته. يُنسب إلى «البدوي» العديد من الكرامات، أشهرها أنه كان ينقذ الأسرى المصريين من أوروبا الذين تم أسرهم فى الحروب الصليبية، وانتشرت مقولة فى التراث الشعبى المصرى هى «الله الله يا بدوى جاب الأسرى».