عنوان مثير وصادم للقراء الأقباط منهم, ولكن هذا بالضبط ما يشاع حاليا عن أقباط مصر بعد اتجاه عدد لا بأس به منهم لتأييد شفيق في الجولة الأولي في انتخابات الرئاسة وتوقع أن يتجهوا مرة أخري للتصويت لشفيق في الإعادة, مما حدا بالبعض باتهامهم بالخيانة. بالطبع هذا الاتهام مرفوض من معظم الأطياف في مصر علي أساس حرية التصويت, وإذا كان التصويت لأحد المرشحين يعني الاتهام بالخيانة, فلماذا الانتخابات أصلا؟ وكنا نستطيع الاكتفاء بالتوجهات العامة علي مرشح واحد بدلا من تبادل الاتهامات بالتخوين. واللافت للنظر أنه قد يكون من الطبيعي والمنطقي أن يوجه البعض الاتهام للأقباط بالخيانة في حالة اختلافهم معهم في التوجه السياسي, ولكن أن يسقط أحد رموز الصحافة والفكر والإعلام المصري في هذه السقطة, فهذا أمر مرفوض, حيث الإعلامي الكبير الذي نكن له جميعا الاحترام الأستاذ حمدي قنديل قال في برنامج العاشرة مساء قبل أيام: إنه للأسف انتخب الأقباط شفيق, وهو ما أعتبره حجرا علي رأيهم, واتهاما باطلا, لأنه ليس من المعقول تخوين أكثر من خمسة ملايين من الشعب لتصويتهم لشفيق, سواء اتفقنا معه أو اختلفنا. النقطة الأخري هي أن الكتلة التصويتية لشفيق كانت في الوجه البحري, وهي مناطق ذات كثافة سكانية قبطية منخفضة نسبيا عكس الصعيد, ولكن في كل الأحوال القضية هي حرية الرأي والتصويت دون اتهامات, مع ملاحظة أنه من الطبيعي أن يصوت الأقباط لأي مرشح ضد الإخوان, فالأحري أن يصوت الأقباط ضدهم. نقطة أخري يا أستاذ حمدي قنديل, إذا كان شفيق حصل علي خمسة ملايين ونصف المليون صوت تقريبا, معظمهم من الأقباط, ألا يعني ذلك أن عدد الأقباط في مصر ليس كما تظهر الإحصائيات الرسمية للدولة, فكان بالأحري أن يحصل شفيق علي أصوات مليونين أو ثلاثة ملايين صوت من الأقباط, إلا إذا اعتبرنا أن أطفال الأقباط حتي الرضع منهم قاموا بالتصويت أيضا.