قبل يوم واحد من إجراء الاستفتاء المنتظر حول استمرار عضوية بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبى، تفوقت نسبة التأييد لبقاء بريطانيا مقابل الداعيين إلى الانفصال. وكشف استطلاع للرأى أجرته مؤسسة "أو.آر.بى" عن أن 53٪ من البريطانيين يؤيدون استمرار بقاء بلادهم فى الاتحاد الأوروبي، مقابل التزام 46٪ بموقف الدعوة للمغادرة. ونشرت نتائج الاستفتاء صحيفة "ديلى تلجراف"، مؤكدة فى تعليقها أن تلك الأرقام تشكل تحولا جذريا بالمقارنة مع نتائج الأسبوع الماضى والتى عكست تقارب النتائج بين معسكر "البقاء" و "الانسحاب"، مع تفوق نسبى لصالح مؤيدى الانفصال عن الاتحاد الأوروبى. وكان استطلاع الأسبوع الماضى قد أكد تأييد البقاء بنسبة 48٪ مقابل 49٪ للانسحاب. وأعلنت صحيفة " ديلى تليجراف" دعمها لحملة "الانسحاب"، لتنضم بذلك إلى عدد من الصحف البريطانية التى التزمت الموقف ذاته وفى مقدمتها "الصن"، و"الصنداى تايمز" و"ديلى تلجراف"، مقابل معسكر الصحافة الداعمة للبقاء ومن عناصرها، " الجارديان"، و"الإندبندنت" و " ذا تايمز"، بالإضافة الى الصحيفة المرموقة "فايننشال تايمز"، ومجلة "إيكونوميست" وتوالت فى الوقت ذاته تصريحات مؤيدى المعسكرين من كبار الشخصيات البريطانية والأوروبية. فقد حذر الملياردير البريطانى جورج سوروس - 85 عاما - من أن تأثير "الانسحاب" على قيمة الجنيه الاسترلينى سيكون الأكبر والأشد تدميرا مقارنتا بتبعات ما يعرف ب "الأربعاء الأسود" عام 1992 والذى شهد انهيارا للاسترلينى مقابل المارك الألمانى وأجبر رئيس الوزراء أنذاك جون ميجور بسحب الاسترلينى من آلية سعر الصرف الأوروبية. وتوقع سوروس فى سياق مقال نشرته صحيفة " الجارديان" إن الاسترلينى سيخسر ما بين 15 و20٪ من قيمته ليصل إلى أقل من 1،15 دولار بالمقارنة من مستواه الحالى والذى سجل 1،46 دولار. وأضاف بعدم توفر أدوات سياسية نقدية مناسبة لتخفيف حالة الركود الاقتصادى المتوقعة. وحذر وزير خارجية بريطانيا السابق ويليام هيج، من المكاسب التى ستعود على أعداء بريطانيا فى الداخل والخارج فى حالة انسحابها من الاتحاد الأوروبي. وأشار فى مقال نشرته صحيفة "تليجراف" أن الحزب الوطنى الأسكتلندى سيكون من أبرز المستفيدين من مسألة الانسحاب البريطاني، حيث سيسعى ليكون الطرف الثالث فى مفاوضات إعادة ترسيم العلاقات بين بريطانيا والمملكة المتحدة. واستضافت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سي" مناظرة تليفزيونية على الهواء مباشرة مساء أمس أمام حشد تجاوز 6 آلاف شخص فى ساحة ويمبلى بالعاصمة لندن. وتناولت المناظرة الأفكار التى تشكل ركائز حملتى "البقاء" و "الانسحاب". النتائج الخمس للانسحاب لندن - أ.ف.ب: يمكن إيجاز النتائج الخمس المتوقعة على انتهاء استفتاء الخميس بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك بالنسبة للداخل البريطاني، فى النقاط التالية:- استقالة ديفيد كاميرون من رئاسة وزراء بريطانيا وزعامة الحزب المحافظ، مع توقعات بأن يخلفه الرئيس السابق لبلدية لندن بوريس جونسون والداعم لمغادرة الاتحاد الأوروبي. - انشقاق اسكتلندا وإنفصال كامل بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا، حيث أعلنت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجون إجراء استفتاء جديد حول الاستقلال لضمان البقاء فى الإتحاد الأوروبى عقب مغادرة بريطانيا. وتقف حركة التجارة بين أيرلندا الشمالية الواقعة داخل أراضى المملكة المتحدة، و جمهورية أيرلندا التى تتمتع بعضوية مستقلة فى الاتحاد الأوروبي. - إعادة تشكيل العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبى قد تستغرق سنوات، حيث يستغرق التوصل إلى" اتفاق انسحاب" بين الجانبين حوالى عامين، و يطرح بعدها لتصويت دول الاتحاد والذى قد يستغرق ما يصل إلى خمس سنوات. - إضطراب قطاعى الاقتصاد والأعمال مما يؤدى إلى هبوط قيمة الأسترلينى وتسجيل تضخم بنسبة 5٪، مع تراجع معدلات النمو الإقتصادى بمقدار يتراوح بين 1 و 1.5٪. وانتقال آلاف الوظائف من حى المال والأعمال فى لندن إلى الأحياء المالية فى فرانكفورت وباريس. - تراجع الهجرة الوافدة من دول الاتحاد الأوروبي، ما سيؤدى إلى نقص حاد فى الأيدى العاملة خاصة فى قطاعى التشييد والخدمات. بيكهام مع «البقاء» لندن - د. ب.أ: انضم نجم كرة القدم الإنجليزية ديفيد بيكهام إلى حملة "البقاء"، مطالبا بالحفاظ على التواصل والوحدة الأوروبية من أجل مستقبل الأجيال البريطانية المقبلة. ورحب ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا بموقف بيكهام. ويأتى إعلان النجم الكروى بعدكشف أندية كرة القدم الإنجليزية عن دعمها لاستمرار عضوية بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي. ..ومؤلفة "هارى بوتر" تنتقد "وحش" الاستفتاء لندن - رويترز: انتقدت جيه.كيه. رولينج مؤلفة سلسلة هارى بوتر الأدبية حالة الكراهية والانقسام التى تتسم بها حملات الترويج لبقاء أو انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أنه تشبه صناعة "الوحش"، وإن رفضت الكاتبة البريطانية إعلان موقفها من استفتاء الخميس. ووصفت روالينج نفسها فى مقال بعنوان " عن الوحوش والأشرار واستفتاء الاتحاد بأنها " كائن أوروبى هجين" لكونها ذات أصول فرنسية.وانتقدت اعتماد معسكر" الانسحاب" على الأفكار المناهضة للهجرة الوافدة إلى أوروبا. وأبرزت ثقتها القوية فى الرأى العام البريطاني، مؤكدة " نحن من سيكتب نهاية هذه القصة سواء كانت سعيدة أم لا."