لقد كشف المأزق الانتخابي الراهن عن حقيقة لا يمكن إنكارها, وهي فشل النخبة في قراءة أفكار الشعب واستطلاع إرادته. المعادلة في مصر الآن: النظام القديم لم يمت, والنظام الجديد لم يولد بعد, وإن كان في المخاض.. لكن من الوهم إعادة عقارب الساعة إلي الوراء. إننا نؤكد أن الصورة تغيرت اليوم, والقوة المحركة للتغيير تخطت كل الأحزاب بكل أنواعها.. فهي قوة شعب يتحرك لتحطيم نظام قديم يشبه الكابوس.. فالتغيير إنطلق ولن يتوقف, ومن لا يدرك هذه الحقيقة فهو ساقط حتما! ومن هنا فإن نجاح العملية السياسية وعدم تعرضها لنكسة تعيدها سيرتها الأولي إلي ما قبل الثورة, يتوقف إلي حد كبير علي مدي إدراك القوي الوطنية لحجم الأخطار التي تواجهها بإعادة إحياء نظام مبارك لامجال للتذاكي علي قوة الشعب.. فالسؤال هو: هل الثورة هي التي جوعت شعبها, هل هي التي بنت من السجون ما هو أكثر من المصانع, ومن الملاهي ما هو أكثر من الجامعات؟! هل هي التي باعت الوطن ومقدراته بأبخس الأثمان من أجل امتيازات شخصية وعائلية؟! إن اللحظة تتطلب تضحيات حقيقية من الجميع جميع المؤمنين بالثورة حتي لا نصحو علي كابوس إعادة إنتاج نظام مبارك, وساعتها لن تعرف مصر استقرارا أبدا! الهدف الأول كان وسيبقي تحرير مصر من فساد نظام مبارك, وتحقيق القطيعة التامة معه, برموزه ومضامينه وقيمه التي هوت بالبلد إلي القاع في جميع المجالات. لا يستقيم أن يفكر أحد في مفاوضة الثورة المضادة علي تحقيق أهداف الثورة الحقيقية. نتفق أو نختلف مع الإخوان لكنهم كانوا جزءا أصيلا من الثورة, هم والتيار السلفي, ولولاهم ما اكتملت الثورة.. هذه حقائق قد تعجب أو تحبط البعض لكن لا يمكن تزييفها لمجرد أنها لا تروق لبعضنا. إن الجميع أمام خيارين, إما الفناء وإما البقاء, وعليه لابد من تضحيات جسام, من ثلاثي رئاسة الثورة, مرسي وحمدين وأبوالفتوح, وثلاثتهم قارب نجاة الثورة لكيلا يعود النظام السابق وينشب أظافره في الجميع! [email protected] المزيد من أعمدة محمود المناوى