المعادلة في مصر الآن: النظام القديم لم يمت, والنظام الجديد لم يولد بعد, وإن كان في المخاض.. لكن من الوهم إعادة عقارب الساعة الي الوراء, فلابد من إكمال السير علي الطريق الي الثورة وما بعد الثورة مهما يكن الطريق طويلا وصعبا ومملوءا بالحواجز. ولا مجال للتذاكي علي قوة الشعب, ففي كل بلد يطالب شعب بإسقاط النظام يأتي السؤال: ما هو البديل؟ وهو سؤال زرعته الأنظمة الساقطة في العقول, وليس له مكان إلا في الأنظمة التي قتلت البدائل وشردت أو سجنت أو أقصت النخبة التنويرية والكفاءات. فالبديل من الحكم الفرد ليس شخصا ليكون السؤال في محله, إنه نظام يصنعه الشعب وبالتالي نظام ديمقراطي يسمح للشعب بأن يتقدم علي الطريق ويصحح الأخطاء ويبني مستقبلا تتنافس فيه الأحزاب والتيارات والشخصيات علي البرامج المتعلقة بحياة الناس والبلد. فالحق نقول إنه ليس في الأنظمة الديمقراطية مسألة اسمها البديل, لأن البدائل جاهزة وحاضرة من خلال المؤسسات.. ولذا ليس غريبا في الأنظمة الشمولية أن يقول رجل في النظام إن البلد غير جاهزة للديمقراطية وإن رحيل رئيسه يؤدي بالبلد الي المجهول, والواقع أن أي مجهول أفضل من هذا المعلوم فلا مستقبل لأي بلد من دون التعددية السياسية المعبرة عن التعددية الاجتماعية والثقافية. فالسؤال هو: هل الثورات هي التي جوعت شعبها, هل هي التي بنت من السجون ما هو أكثر من المصانع, ومن الملاهي ما هو أكثر من الجامعات؟! أن الصورة تغيرت اليوم, والقوة المحركة للتغيير تخطت كل الأحزاب بكل أنواعها.. بمعني أن التغيير انطلق ولن يتوقف, ومن لايدرك هذه الحقيقة فهو ساقط حتما! [email protected] المزيد من أعمدة محمود المناوى