وقفة

الطريق

قلنا ونقول لا تخافوا علي مصر‏,‏ لقد عرف الشعب طريقه ومهما تكن الصعاب والتحديات فإن المستقبل القريب والبعيد يحمل البشري والنهضة الشاملة التي طال انتظارها‏.‏
وعلينا أن نقتدي بالروح الواثقة التي يتعامل بها أبطالنا في القوات المسلحة‏,‏ والبيانات الصادرة عن المجلس الأعلي تؤكد أن المحاولات الهادفة للوقيعة بين الجيش والشعب سيكون مصيرها الفشل‏,‏ وهذا صحيح مائة في المائة ولا يوجد مصري واحد علي طول وعرض ربوع الوطن لا يدرك حقيقة أن هذا الجيش العظيم هو الحامي للثورة وأهدافها‏,‏ وأن الموقف المبدئي والواضح منذ البيان الأول كان وسيظل العلاقة الفارقة والحاسمة لانتصار إرادة الشعب والتطلع المشروع نحو إقامة الدولة المدنية الحديثة القوية والمرتكزة علي أسس ديمقراطية راسخة‏.‏
وأما عن محاربة الفساد ومحاسبة المفسدين الذين استباحوا ثروات الوطن فلا مجال للمزايدة علي الخطوات المتتالية التي تصدر كل يوم بصرف النظر عن اسماء أصحابها مهما كانت مناصبهم ومسئولياتهم في النظام السابق‏,‏ ومع كامل الإدراك بحجم الغضب الشعبي من هؤلاء فإن الحفاظ علي سلمية الثورة ونقائها يقتضي الاستمرار في الإجراءات القانونية التي يعترف بها العالم وعدم اللجوء إلي أساليب استثنائية قد تخرج الثورة المصرية عن مسارها الذي جعلها نموذجا يحتذي لبقية الدول‏.‏
لقد مضي‏60‏ يوما علي تخلي الرئيس السابق عن مسئولياته‏,‏ وخلال تلك الفترة قطعنا خطوات لا يمكن إنكارها‏,‏ وهذا لا يعني أبدا أن الطريق لايزال طويلا حتي تتحقق كل الأهداف‏,‏ ولكن الضمانة الرئيسية والتي لا غني عنها للنجاح هو استمرار الارتباط الكامل والوثيق بين الجيش المصري البطل والشعب‏,‏ وهو ما عبرت عنه الجماهير في هتافها وشعاراتها‏,‏ وعبر عنه المجلس الأعلي للقوات المسلحة بخطوات جادة لا يمكن انكارها‏.‏