أرجو أن يكون آن الأوان لتهدأ النفوس الثائرة، وتخف حدة الهتافات العالية، ونضع حدا للمطالب التي بلا سقف ولاهوية وتختفي الشائعات التي زاحمت الهواء في الجو والماء في البحر.. فقد تحققت اهداف الثورة او هدفها الرئيسي علي الأقل، ففي محاكمة ديمقراطية شفافة علنية تأكد للجميع ان مبارك ونجليه والعادلي وباقي رموز النظام السابق دخلوا القفص كما يريدون.. تأكد ان مبارك حي والموجود ليس »دوبلير« له ولاداعي لتحليل الحمض النووي له وانه لم يهرب من مصر بل رفض العرض الإسرائيلي عليه بمنحه اللجوء السياسي والعلاج في إسرائيل، وأفهمه اليعازر أن هذا أمر يسير.. تأكد انه مريض حقيقة ولا يتمارض.. تأكد انه لاتسويف ولاتعمد لتأخير.. لامجالة ولامحاباة ولاتفريط في حق مصر التي هي وطن يعيش فينا جميعا بكل طوائفنا واتجاهاتنا ودياناتنا.. تأكد ان دم الشهداء الحقيقيين لن يضيع فهو دم غال يجري في عروقنا جميعا، كما تأكد اننا جادون لانهزل. المحاكمة العلنية الرائعة التي بدأها المستشار الرائع احمد رفعت بحكمة وحنكة وسعة صدر لطلبات الدفاع المعقولة وغيرها ستقطع الطريق علي الحجج وتبطل المبررات التي تشدق بها البعض ليتظاهروا ويعتصموا ويقطعوا الطرق ويعطلوا مصالح الناس ويعرضوا اقتصاد مصر للدمار، مبارك ترك شرم الشيخ فلتزدهر السياحة هناك وكأنها ليست مرهونة باستتباب الامن المفقود ونرجو ان نحاول مرة أخري صناعة تاريخ مصر العظيم الذي اوشك ان يضيع وسط احداث صنعتها قوي، الله وحده أعلم بنواياها، هيا نعمل وننتج ونعوض الشهور العجاف ونبدأ حرية جديدة مسئولة لاتجرح حرية الآخرين ويعود الاعلام الي هدفه الحقيقي بواقعية وحيادية بعيدا عن الهوي بدون تجاوزات ولانترك العنان للخيال الجامح الذي يحكي ان جمال مبارك يقود سيارته نهارا علي كوبري 51 مايو وان يتوقف الكلام عن الثروات المهربة بأرقام يعجز عن فهمها اساتذة الرياضيات كفانا صفحات افردناها وبرامج خصصناها ليتحدث فيها من هم بلا هوية ولا ثقافة ولافهم ولاينتمون للثوار لنضخم من التجاوزات ولنرفع راية »ان الوقت ليس للشماتة وتصفية الحسابات«.