إنه الإمام الحسين بن على بن أبى طالب حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم، وسيد شباب أهل الجنة، وهو من قال فيه نبينا الكريم :«حسين منى وأنا منه. أحب الله من أحب حسينا». وقد اتفق المسلمون على فضل أهل البيت وعلوّ مقامهم العلمى والروحي. ويعود هذا الاتفاق إلى جملة من الأصول، منها تصريح الذكر الحكيم بالموقع الخاص لأهل البيت من خلال التنصيص على تطهيرهم من الرجس، قال تعالى: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا». وأنّهم القربى الذين تجب مودّتهم كأجر للرسالة التى أتحف الله بها الإنسانية جمعاء، قال تعالى: «قُل لا أسألُكُم عَليه أجراً إلاّ المودَّةَ فى القُربى». ويقع مسجد فى الحى المعروف باسمه بالقاهرة، وبجوار المسجد خان الخليلى والجامع الأزهر، ويشتمل المبنى على خمسة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية ومحرابه بنى من قطع صغيرة من القيشانى الملون بدلا من الرخام عام 1303 ه وبجانبه منبر من الخشب يجاوره بابان يؤديان إلى القبة وثالث يؤدى إلى حجرة المخلفات التى بنيت عام 1311 ه. والمسجد مبنى بالحجر الأحمر أما منارته التى تقع فى الركن الغربى القبلى فقد بنيت على نمط المآذن العثمانية فهى اسطوانية الشكل. ولها دورتان وتنتهى بمخروط وللمسجد ثلاثة أبواب من الجهة الغربية وباب من الجهة القبلية وباب من الجهة البحرية يؤدى إلى صحن به مكان الوضوء. سمى المسجد بهذا الاسم نظرًا لوجود رأس الإمام الحسين مدفونًا به، إذ تحكى بعض الروايات أنه مع بداية الحروب الصليبية خاف حاكم مصر الخليفة الفاطمى على الرأس الشريف من الأذى الذى قد يلحق به فى مكانه الأول فى مدينة عسقلان بفلسطين، فأرسل يطلب قدوم الرأس إلى مصر وحمل الرأس الشريف إلى مصر ودفن فى مكانه الحالى وأقيم المسجد عليه. وبنى المسجد فى عهد الفاطميين سنة 549 هجرية الموافق لسنة 1154 ميلادية تحت إشراف الوزير الصالح طلائع، ويضم المسجد3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وبابًا آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر. ولد فى المدينة، ونشأ فى بيت النبوة، وإليه نسبة كثير من الحسينيين. وهو الّذى تأصلت العداوة بسببه بين بنى هاشم وبنى أمية حتى ذهبت بعرش الأمويين. وذلك أن معاوية بن أبى سفيان لما مات، وخلفه ابنه يزيد، تخلف الحسين عن مبايعته، ورحل إلى مكة فى جماعة من أصحابه، فأقام فيها أشهرا، ودعاه إلى الكوفة أشياعه فيها، على أن يبايعوه بالخلافة، وكتبوا إليه أنهم فى جيش متهيئ للوثوب على الأمويين. فأجابهم، وخرج من مكة مع مواليه ونسائه وذراريه ونحو الثمانين من رجاله. وعلم يزيد بسفره فأرسل رسائل إلى ابن عباس ينشده الله والرحم ألا يخرج الحسين، فحدثه ابن عباس بذلك ولكن الحسين رفض ولما وصل الحسين إلى العراق أرسل أمير الكوفة والبصرة عبيد الله بن زياد جيشاً اعترضه فى كربلاء فنشب قتال عنيف أصيب الحسين فيه بجروح شديدة، وسقط عن فرسه، فقطع رأسه شمر بن ذى الجوشن، وأرسل رأسه ونساءه وأطفاله إلى دمشق. دفن جسده الشريف فى كربلاء. واختلف فى الموضع الّذى دفن فيه الرأس فقيل فى دمشق، وقيل فى كربلاء، مع الجسد، وقيل فى مكان آخر، فتعددت المراقد، وتعذرت معرفة مدفنه. كان مقتله يوم العاشر من محرم سنة 61هجرية الموافق 10 أكتوبر سنة 680 ميلادية. ويسمى بعاشوراء.