"كيف ادى فريضة الحج خمسا وعشرين مرة سيراً على الأقدام من المدينة إلى مكةالمكرمة؟!!" كعادة كل عام .. إستعد الألاف من المصريين، للإحتفال بذكرى مولد الحسين بن على بن أبى طالب أو بالتحديد ذكرى وصول الرأس الشريف إلى مصر، فيما يعرف مولده ب"الليلة الكبيرة"،والذى تحتفل منطقة الحسين على مدار ثلاثة ليالي بالشوادر المليئة بالمنشدين ومريدين الحسين وعشاقه، بالذكر والإنشاد الصوفي والتواشيح الإسلامية
الحسين رضي الله عنه ولد في المدينةالمنورة الثالث من شعبان والموافق التاسع من يناير لعام 626 ميلادية بعد نحو عام من ولادة أخيه الحسن رضي الله عنه، فعاش مع جده المصطفى صلى الله عليه وسلم نيِّفًا وست سنوات، وقد مات الحسين وله من العمر سبعة وخمسون عامًا، واستُشْهِدَ في يوم الجمعة أو السبت الموافق العاشر من المحرَّم في موقعة كربَلاء قريبًا من (نِينَوَى) بالعراق، عام واحد وستين من الهجرة، ودعا الحسين لنفسه بالخلافة بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان وتولي ابنه يزيد الخلافة، فلم يرضه الحسين خليفة للمسلمين، واستشهد في واقعة معركة كربلاء، وهي ملحمة وقعت على ثلاثة أيام وختمت في 10 محرم سنة 61 للهجرة والذي يوافق 12 أكتوبر 680م، وكانت بين الحسين بن علي بن أبي طالب ومعه أهل بيته وأصحابه، وجيش تابع ليزيد بن معاوية، وسماه المسلمين بعدها ب "سيد الشهداء" ،وقتله عمر بن سعد بن أبي وقاص وخَوْلِيّ بن يزيد الأَصْبَحِي، واجتزَّ رأسه الشريفَ سِنانُ بن أنس النخعي وشمر بن ذي الجوشن، وسَلَب ما كان عليه إسحاق بنخويلد الحضرمي، وذلك بعد قتال مرير غير متكافئ بينه وبين ألوف الجنود من جيش يزيد بن معاوية التي كان قد وجهها إليه عبد الله بن زياد عامل يزيد بن معاوية على العراق، حين لم يكن مع الحسين إلا قلَّة من أهل بيته، ومنهم العديد من النساء والأطفال.
ولم يكن رضي الله عنه خارجًا لحرب، وإنما استجابة لرغبة أهل العراق في تجديد الأمر والنهي لله، وإرجاع الدعوة الإسلامية إلى نبعها إرشادًا وهداية ومحافظة على الإسلام، وقد شهد الحسين مع والده واقعة (الجمل) و(صِفِّين)، وحروب الخوارج وغيرها، كما شارك بعد وفاة أبيه في فتح أفريقيا وآسيا كما سجَّله سادة المؤرخين.
ودفن جسده الطاهر بكربلاء بالعراق، أمَّا الرأس الشريف فقد طيف بها إرهابًا للناس حتى استقر أو حُفِظَ بعسقلان من ثغور فلسطين على البحر المتوسط، ثم حينما اشتعلت الحروب الصليبية وخاف الخليفة الفاطمي على الرأس؛ فأذن وزيره "الصالح طلائع بن رزيك" فنقلها إلى مصر بالمشهد المعروف بها الآن
ونظرا لكون إسم الإمام الحسين، ظل ملاصقا لحى الحسين والمسجد الموجود بساحة الميدان فى القاهرة القديمة والذى كان يستقبل مئات الألاف من مريديه كل عام للإحتفال بذكرة مولده ووصول الرأس الشريف إلى مصر، فإنه إمتلك شهره واسعة للغاية حيث يقع في القاهرة القديمة في الحي الذي سمى باسم الإمام "حي الحسين" وبجوار المسجد أيضا يوجد خان الخليلي الشهير والجامع الأزهر.
حيث بنى المسجد في عهد الفاطميين سنة 549 هجرية الموافق لسنة 1154 ميلادية تحت إشراف الوزير الصالح طلائع، ويضم المسجد 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وبابًا آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر.
وسمي المسجد بهذا الاسم نظرًا لاعتقاد البعض بوجود رأس الإمام الحسين مدفونًا به، إذ تحكي بعض الروايات أنه مع بداية الحروب الصليبية خاف حاكم مصر الخليفة الفاطمي على الرأس الشريف من الأذى الذي قد يلحق بها في مكانها الأول في مدينة عسقلان بفلسطين، فأرسل يطلب قدوم الرأس إلى مصر وحمل الرأس الشريف إلى مصر ودفن في مكانه الحالي وأقيم المسجد عليه.
الاحتفال بالليلة الكبيرة ليس بمولد سيدنا الحسين وانما بوصول الرأس الشريفة إلى أرض الكنانة لتبارك الأرض ومن عليها، فهو حفيد رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ابن السيدة فاطمة زوجة الإمام على كرم الله وجهه، الخليفة الراشد الرابع. والذي قال عنه سيدنا محمد " كل بنى آدم ينتمون إلى عصبة إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم.
كما قال عنهما أسامة بن زيد رضى الله: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ الحسن والحسين.. اللهم إنى أحبهما فأحبهما» كما طلب من الله أن يحب من يحبهما ويحب أباهما وأمهما. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى أيوب عندما سأله إن كان يحبهما، فقال النبي محمد : «كيف لا.. وهما ريحانتا من الدنيا أشمهما"..
الحسين حج خمسا وعشرين حجة سيراً على الأقدام حيث سار من المدينة إلى مكةالمكرمة حباً فى الله ورسوله ورغبة فى إرضاءالله. ويعتبر سيدنا الحسن والحسين رضى الله عنهما أقرب الناس شبها لرسول الله صلى عليه وسلم فى الخلق