يأتى اليوم العالمى لمكافحة التدخين، وقد شهد العالم تراجعا فى نسبة التدخين خلال العشرين عاما الماضية بعد انتشار الوعى بمخاطر وأضرار التدخين، ولكن على العكس بدأت نسبة التدخين فى الدول النامية فى الارتفاع بنسبة 3٫4 % فى السنة. وطبقا للتقارير والبحوث الاجتماعية فى مصر فإن 25% من المصريين يدخنون وأن نصف مليون طفل تحت سن 16 عاما مدخنون، وهناك ظاهرة ارتفاع نسبة البنات المدخنات للسجائر والشيشة وهو مؤشر يحمل العديد من الآثار السلبية على الشباب والصحة والمجتمع. وأكدت الدراسات والأبحاث العلمية فى السنوات الأخيرة المخاطر الصحية والاجتماعية والاقتصادية التى يسببها التدخين على مستوى العالم الذى يتضرر منه الأطفال والشباب وكبار السن. وتقوم الدولة ممثلة فى وزارة التضامن الاجتماعى والشباب وبعض جهات العمل المدنى بجهد كبير لمساعدة الراغبين فى الاقلاع عن التعاطى والتدخين، كذلك قرار الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى بتخصيص جائزة مالية بقيمة مليون جنيه بمشاركة صندوق التمويل الأهلى بوزارة الشباب للأعمال الدرامية التى ستعرض فى رمضان المقبل والخالية من مشاهد التدخين وتعاطى المخدرات، كذلك فتح حوار دائم مع المبدعين وكتاب ومنتجى وصناع الدراما بشأن الأعمال الدرامية وقضية التدخين وتعاطى المخدرات بشكل خاص خلال رمضان وستتم متابعة وتحليل ما يذاع خلال هذا الشهر لرصد قائمة سوداء عن الأعمال التى تروج للتدخين وتعاطى المخدرات. لكن كارثة التدخين تحتاج المزيد من العمل الجاد من كل مؤسسات الدولة للتصدى للظاهرة وربما يكون شهر رمضان فرصة جيدة للتخلص من تلك العادة السيئة. الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية يقول: التدخين له آثار وأضرار بالغة الخطورة على الصحة.. يقول تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)، العديد من الناس أصيبوا بالأمراض مثل سرطان الرئة بسبب التدخين، وهناك أيضا ضرر بالغ للتدخين السلبى على البيئة من حول المدخنين وعلى الأزواج والأولاد وهذا يعنى أننا ننقل الضرر دون أن ندرى، لهذا حرم لقوله تعالى: (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)، كما أن التدخين يترك رائحة كريهة على الجسم والفم ينفر منها الآخرون، وقد نهى الإسلام عن كل ما له رائحة كريهة أيضا. د. عبد الرحيم سعد الدين أستاذ طب الأطفال جامعة الأزهر يقول: مشكلة التدخين السلبى أنه أدى أخيراصص إلى انتشار الأزمات الربوية والشعبية وارتفاع نسب التشوهات الخلقية بين الأطفال، أما تدخين الأطفال فهو ظاهرة تعنى خللا فى السلوك وفى التربية وأزمة أخلاقية نجدها أكثر فى أطفال الشوارع بسبب غياب الرقابة وأيضا غياب دور الأسرة.. والحل عودة الأسرة الى تحمل مسئوليتها ورعاية أبنائها واستثمار وقت الفراغ للأبناء فى عمل مفيد. د. صفاء إسماعيل أستاذ علم النفس كلية الآداب جامعة القاهرة والمستشارة النفسية والأسرية تقول: التدخين قد يكون بداية الإدمان لذا هناك برامج ومبادرات من المجتمع المدنى بمشاركة وزارة التضامن الاجتماعى، وقد أكدت آخر الدراسات الاجتماعية أن 40% من الاطفال والشباب المدخنين بسبب غياب الرقابة نتيجة لانشغال الأبوين بالضغوط فى العمل وزيادة مصروف الأبناء عن حاجتهم.. ووجد أن طلاب التعليم الفنى أكثر تدخينا من الثانوى العام، كذلك انتشار الشيشة وسط الفتيات، وأثبتت الدراسات أن 75% منهن يقلعن بعد المرة الأولى والنسبة الباقية يستمررن فى التدخين الذى قد يتحول إلى تعاطى المخدرات. تنصح د. صفاء بأن هناك فرصة قدوم شهر رمضان لأخذ القرار للإقلاع عن التدخين لاستكمال فريضة الصيام، فكما استطعت صيام 14 ساعة كاملة واستطاع جسدك التحمل والصبر على الجوع والعطش ودون تدخين فبالتالى يمكنك الإقلاع عن السيجارة التى تحتوى على 23 مادة كيميائية، وعدم شرب البدائل الالكترونية التى أثبتت الدراسات العلمية أنها أشد خطورة وضررا وأن نسبة النيكوتين 3 أضعاف النسب الموجودة بالسيجارة العادية التقليدية، كما يوجد بمكوناتها مواد مسرطنة، وكلها وسائل ليست للإقلاع عن التدخين كما يروج لها. وتنصح بأهمية البعد عن النصح المباشر وأن كثرة تكرار طلب الاقلاع عن التدخين يأتى بنتيجة عكسية. د. أحمد عبد الحكيم استشارى أمراض وجلطات القلب يقول: هناك علاجات حديثة ومتوافرة تعوض النيكوتين الموجود فى الدم وتمنع الأعراض الجانبية الإنسحابية ومنها اللاصقات الطبية والعقاقير التى تغلق مستقبلات النيكوتين، كما تعمل على استثارة إفراز مادة الأندورفين بالجسم ويستطيع المدخن الإقلاع بدون مشكلات خلال شهر، وكلما كان العلاج من إدمان التدخين مبكرا كان أفضل لاستعادة خلايا الجسم كامل صحتها وعافيتها. وأخيرا إذا كانت فكرة الموت بسبب تدخين 25 سيجارة فى اليوم كافية لجعل «أديل» المطربة البريطانية الشابة تقلع عن التدخين الذى كان سببا فى أنها فقدت صوتها عام 2011 وخضعت لجراحة واخبرها الاطباء ان عليها الاقلاع عن التدخين أو أنهاء مسيرتها الغنائية فإنها أكدت أن الاقلاع عن التدخين يحتاج إلي قوة الإرادة والقدرة على اتخاذ القرار وإتباع أسلوب حياة صحى وممارسة الرياضة.