النبي صلي الله عليه وسلم ،تحقق فيه خلق الصدق والمروءة بأبهي صورها منذ بزوغ نجمه، ونعومة أظفاره، واطراد شبابه، محبة له وقناعة بقيمته وحسن عاقبته، فما كان يعرف في قومه إلا بالصادق الأمين ولماً يوحي إليه. وحينما اختاره ربه تبارك وتعالي لتبليغ رسالته، وبيان شريعته، كان رسوخ الصدق في شمائله عظيماً والداعي إليه كبيراً، حيث كان من دلائل نبوته، وأمارات اصطفائه. وكانت شهادة زوجه خديجة (رضي الله عنها) في أوائل نبوته وبدء نزول الوحي عليه بالصدق المعهود والمروءة التامة من دلائل اصطفاء الله له، وبشائر إرادة الخير له، وحفظه من كل سوء، قالت: «أبشر، فو الله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث...».