الحقد: إمساك العداوة فى القلب والتربص لفرحتها، وطلب الانتقام وتحقيقه وقيل: هو سوء الظن فى القلب على الخلائق لأجل العداوة، وذكر ابن حجر أن الحقد من كبائر الذنوب، لماذا؟ لأن الحاقد يقتضى التشفى والانتقام من أخيه المسلم بسبب خبث النفس وشحها بالخير لعباد الله تعالي، ولأن الحاقد يقضى دائما الى التنازع والتقاتل واستغراق العمر فى الهم والحزن ولأن الاحقاد نزغ من عمل الشيطان لايستجيب له إلامن خفت إحلامهم وطاشت قلوبهم وعششت الكراهية فى صدورهم، وأسوأ ما فى قلوب الحاقدين أن حقدهم دفين فى القلوب لاتراه العين لتتجنبه، وهنا مكمن الخطورة على المجتمع لأن هؤلاء شخصيات عدوانية يعيشون بروح الشر تجاه الآخرين، وتتملكهم روح الأنانية المطلقة، وفى الوقت نفسه يعيشون بمبدأ اللذة الفورية التى يحصلون عليها دون تعب، وبطبيعة الأحوال هذه الخصال تتنافى مع الاسلام وتعاليمه تماماً، لقوله تعالي: «ولو إن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض» «الاعراف 96»، وهنا بحكم كلام الخالق «جل فى علاه» أن الحاقد لا يؤمن ولايتقى لأن صدره يخلو منهما، وكما نسمع فى اللغة وبين الناس «ألفاظا» عديدة يقترب معناها من الحقد وربما يستعلمها الناس فى نفس معناه ولايدرون أنهم من الحاقدين، وهى الضغينة وتعنى الحقد الشديد أو الحقد المصحوب بالعداوة الظاهرة، والنقمة: وهى الكراهية التى تصل بالانسان الى حد السخط والغل: كما قال القرطبى فى تفسيره: حقد كامن فى الصدر، يقول أبو هريرة رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: سيصيب أمتى داء الامم فقالوا: يارسول الله وما داء الأمم؟ قال: «البطر، والتكاثر والتناجش والتباغض والتحاسد حتى يكون البغي»، وعن أبى هريرة أيضاً: قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم «تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لايشرك بالله شيئاً الا رجلا كانت بينه وبين اخيه شحناء فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا، وكررها الرسول ثلاثاً لخطورة الشحناء، وتأمل ماذا فعل الحقد بإخوة سيدنا يوسف «قال تعالي: لقد كان فى يوسف وإخوته آيات للسائلين إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفى ضلال مبين اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين» «يوسف 9.8.7» .