هو جعفر الشهيد الطيار ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وسفير معسكر أهل الإيمان، كان قائداً من قادة المسلمين، ومن القلائل الذين بادروا إلى الإسلام من أهل بيت النبى صلى الله عليه وسلم، فهو ابن عم الرسول وأخو على واكبر منه سنا. فرح النبى بإسلامه فرحاً شديداً وكان أشبه الناس به خلقا وخلقاً، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول له: أنت منى من شجرتى أشبهت خلقى وخلقى. وتعرض بسبب إسلامه للبلاء والتعذيب على يد أهل مكة فأشار عليه الرسول بالهجرة وأهله وأولاده إلى الحبشة، مع مسلمين آخرين أوذوا كثيراً بسبب إسلامهم قائلاً له: إن بأرض الحبشة ملكاً لا يظلم عنده أحد، فألحقواً ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً مما انتم فيه. فكان أمير المهاجرين والناطق باللسان النبوى فقد كان حسن السمعة جميل الطلعة فصيح اللسان، ثابت الجنان وظهر ذلك عندما أرسلت قريش وفدا إلى النجاشى ضم عمرو بن العاص وعبد الله بن أبى ربيعة، لتأليب النجاشى على المهاجرين الفارين بدينهم من العسف والأذى بهدف ان يطردهم ويردهم عن دينهم حيث لا نصير ولا معين، وحتى يحولوا دون انتشار الإسلام . وكان مما قاله عمرو للنجاشى: إن المهاجرين غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا فى دين النجاشى وأتوا بدين مبتدع لا يعرفه أحد، فطلب منه أن يردهم إلى آبائهم وعشائرهم ، حتى لا ينشروا الفتنه فى الحبشة، كما نشروا الفتنة فى مكة. ولم يشأ النجاشى أن يجيب قريش إلى مطالبها حتى يستمع إلى المهاجرين وهنا انبرى جعفر يعرض حجته على النجاشى، وينافح عن دين الإسلام والمسلمين، ووقف أمام النجاشي ملك الحبشة يدافع عن المؤمنين المهاجرين بدينهم الفارين بإيمانهم من الفتن ودسائس المشركين. ولما شعر عمرو بأثر حديث جعفر على النجاشى عمد إلى إشعال الفتنه بين دين المسلمين ودين النجاشى، وقال له إنهم ليقولون فى عيسى ابن مريم قولا عظيماً، فقال النجاشى ما تقول قال: نقول ما قاله نبينا هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم، ثم قرأ عليه سورة مريم. فقال النجاشى: والله ما زاد عيسى على هذا، وكان من أثر ذلك أن أنزل المسلمين منزلا كريماً وأمنهم فى دياره ورد القرشيين مدحورين . لمزيد من مقالات د.محمد الشحات الجندى