فى أول رد فعل لاجتماع باريس حول النزاع فى الشرق الاوسط جدد المجتمع الدولى تأكيده دعم حل الدولتين، اسرائيلية وفلسطينية، وتعهد بالسعى لإقناع الطرفين باستئناف مفاوضات السلام برغم رفض اسرائيل العلنى أى تدخل غير امريكى فى هذا الملف. ومن جانبه، حذر وزير الخارجية الفرنسى جان مارك ايرولت من "خطر جديد" يهدد الحل القائم على مبدأ الدولتين ،لافتا الى أن الوضع يقترب من "نقطة اللاعودة". واضاف ايرولت "يجب التحرك بشكل عاجل للحفاظ على حل الدولتين واحيائه قبل فوات الاوان"، مكررا عزم فرنسا على تنظيم مؤتمر بمشاركة الاسرائيليين والفلسطينيين قبل نهاية العام.وسارعت منظمة التحرير الفلسطينية بلسان امين سرها صائب عريقات الى الترحيب بالاجتماع معتبرة انه "مرحلة بالغة الاهمية". حيث قال صائب عريقات الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن قمة باريس للسلام ستكون بمثابة فرصة لايجاد بيئة تفاوضية تتساوى فيها القوة بين إسرائيل وفلسطين.وأضاف عريقات – فى مقال نشرته صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية على موقعها الإلكترونى أمس مع اقتراب الذكرى الخمسين للاحتلال العسكرى والاستعمارى الإسرائيلى لفلسطين، “وصلنا إلى مرحلة حرجة فى المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية. فعلى مدى عشرين عاما، فشلت المفاوضات الثنائية بين إسرائيل وفلسطين بسبب التعنت الإسرائيلى بخصوص رفضها الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية واستمرار التوسع فى مشروعها الاستيطانى”. وأوضح عريقات، أن عدد المستوطنين الإسرائيليين الذين نقلوا إلى فلسطينالمحتلة زاد بنحو أربعة أضعاف منذ بداية “عملية السلام”، ومع ذلك فإن إسرائيل تواصل التمتع بحصانة ولا تتعرض للمساءلة.
العربى أمام القمة : تسوية النزاع تتطلب إنهاء الاحتلال الإسرائيلى كتب حسام كمال الدين: أكد الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدعم العربى للمبادرة الفرنسية للسلام قى الشرق الاوسط، مشددا على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولى بمسئولياته لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينيةالمحتلة عام 1967، معتبرا أن الهدف الذى يتوجب على المؤتمر الدولى للسلام أن يسعى لإنجازه هو التوصل إلى تسوية لإنهاء النزاع، وليس الاستمرار فى إدارته من خلال إطلاق جولة جديدة من جولات المفاوضات غير المجدية والتى استمرت طيلة السنوات ال25 الماضية. وشدد العربى خلال مداخلته أمام الاجتماع الوزارى الذى دعت إليه فرنسا لإطلاق مبادرتها من أجل السلام فى الشرق الأوسط والذى افتتح أعماله الرئيس فرانسوا أولاند فى باريس أمس الأول بحضور 29 وزير خارجية ووزير دولة وممثلين للمنظمات الدولية والإقليمية، وتمثيل عربى بمشاركة وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية والمغرب. على أن تحقيق هذا الهدف وإنقاذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدسالشرقية يتطلب من مؤتمر باريس تبنى آلية عمل دولية، وإطار زمنى محدد لضمان تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه من التزامات بين الطرفين، وذلك بالاستناد إلى المرجعيات المتفق عليها وإلى قرارات الأممالمتحدة ذات الصِّلة، خاصة قرارى مجلس الأمن 242 و 338، اللذين يلزما إسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضى المحتلة عام 1967، بالإضافة إلى ضمان تنفيذ الالتزامات الأخرى المنصوص عليها فى الاتفاقيات السابقة الموقعة مع الجانب الفلسطيني. وأكد الأمين العام رفض الجانب العربى إدخال أى تعديلات على بنود مبادرة السلام العربية التى أقرتها القمة العربية فى بيروت عام 2002، وكذلك رفض المحاولات الإسرائيلة الرامية إلى التلاعب بترتيب الأولويات والشروط والالتزامات التى حددتها هذه المبادرة من أجل إنهاء النزاع وإقامة السلام العادل والدائم والشامل فى المنطقة.